السبت، 20 يونيو 2009

النخلة العراقية تروي حكاية الامير البابلي

في كل صباح وكعادتي التي ادمنت عليها افتح جهاز الحاسوب لاتصفح المواقع وفي لسته المفضلة لدي ترى تسلسلا من المواقع ابدئها بالمواقع المعادية ثم الاقل عدائا ثم المواقع الشبه صديقة ثم المواقع الصديقة لانتهي بموقع المنصور بالله وهذا التسلسل منطقي من وجه نظري لفهم الأمور والأحداث ضمن موازين الحرب الإعلامية فحين اقراء خبرا عن احدى العمليات العسكرية في موقع براثا مثلا هذا اذا ذكر يرتبط ذلك في ذهني بمدى اهمية هذه العملية لاتسلسل بعد ذلك في تفاصيلها في باقي المواقع فالصراخ دائما يكون على قدر الألم ؟
وبعد فنجان قهوة وسيكارة وصلت الى موقع المنصور واثار انتباهي المقالة الثالثة لعراقية أسيرة الغربة عن الشخصيات التي تقيمها على انها وطنية فاجئتني بان مقالتها تخصني حقيقة تملكني الزهو وانا ارى نخله عراقية تستل سعفة من سعفها لتغمسها في نهر دجلة وتكتب بهذا المداد على طين الفرات كلمات ليست كالكلمات واحرف مسمارية تغوص بنا الى زهو افعالنا الحضارية كم من الكلمات كتبتها نخيلنا على شواطئ الفرات جربت في احد المرات ان اتمشى على شاطيء الفرات وتحت ضؤ القمر انانا وان استحضر تلك الصورة البديعة من كتابات النخل بالسعف على الطين ذهبت مخيلتي بعيدا وانا أرى سجلات الابطال منقوشة على ضفاف نهر الفرات تعمقت فيها حاولت فك رموزها وطلاسمها لأجد ما أذهلني تلك قصة منقوشة على الشاطيء كلماتها نورانية اقتربت كثيرا من هذه اللوحة وقرأت ماهو نصه .
انا نخلة عراقية استللت سعفه وغمستها في دجلة الخير لأكتب لكم أسطورة مروية عن أمير من العصور الذهبية يعشق الجلوس على ضفاف الفرات الرملية في الجهة المقابلة تشمخ هناك بابل بقصورها البلورية ولوحه من سندس ترسمها جنائن أسطورية بناها ملك عظيم لأميرته الميدية ليبعد عنها وحشته الغربة وبعدها عن ارضها الجبلية وأطفال بابل يسبحون في بحيراتها الفراتية ومينائها يعج بتجارته من عطور وسندس وبهارات هندية وفجاءة ثارت عاصفة ترابية رياحها شرقية مكروهه ملعونة انها جيوش كورش السوسية نهض الأمير مسرعا الى فرسه العراقية وسار مسرعا مجدا على جسور بابل الخشبية يلحق بجيش عرمرم من اسود بابل العراقية اصطدموا بجيوش كورش الغبية ودار الصراع بينهم ليالي وأيام مقضيه جرح الأمير بثلاثة من السهام الفارسية سارت به الفرس ايام وليالي وهو ينزف دما من جروحهه الفارسية لم يؤلمه الجرح بقدر إيلامه ان يرى عذراء بابل سبيه سقط عن فرسه قرب قريته من قرانا الطيبة الوديعة المحمية تلقفوه أهلها وعالجوا جراحه الجسمية ولكن جرح الروح كان اقوى من ايادي عجائز القريه الخبيرة الحنونه تشافا الامير ونهض ولملم الجرح وانفض شكرهم وقبل الايادي والعيون ثم سار الى معبد عشتار لقدم الشكر والنذور ويسال الكهنه والحضور عن من اضاع بابل كيف يكون فكان الجواب واحد يا ايها الامير يابن سلالات اسود بابل لقد اختارتك الالهه عشتار لتكون امير جيشها وقائد حملتها لاستعاده حليها من ايدي سارقها كورش الملعون وعصاباته الماجنة لقد اهلكوا الزرع والضرع وسرقوا قوت بابل واطلقوا اليهود وحملوا معهم مسله العدل ليعم الظلام على أرضنا وليعيث بها ابن اوى والضباع فاشدد نطاق الرعب وتنكب السلاح واحشر اليك كل فتاك من فتكه بابل ورجالها واقعدوا لجيوش كورش في كل مرصد استدرجوهم للصحراء واحصروهم في الجبال واقطعوا عنهم المياه وتناهشوهم تناهش الاسود لقطيع الجواميس اضربوا الشارد والوارد لهم ولاتاخذكم بهم رحمه اقطعوا اعناقهم لتبثوا الرعب فيهم وابروا سهامكم جيدا وانقعوها بالسم ليكون لموتها الما شديدا وحدوا نصل السيوف فلا تقوى دروعهم عن صدها وتفرقوا بين شعبكم ليحتار العدو في مكانكم فانتم سمر كسمرة ارض العراق وهم صفر الوجوه فلكم الغلبة عليهم فتروهم ولا يروكم تلك وصايا عشتار فعضوا عليها بالنواجذ فشاع الخبر بالحلف بين عشتار والأمير فجات النخلة وقالت انا أعطيك ثمري طعاما وسعفي ظلا وسهاما وجاءت الأرض فقالت انا أعطيك ظهري مسيرا وبطني خباءا لكم وجاءت دجلة والفرات وقالت انا ادفع مراكبكم واكسر مراكبهم ومائي لكم زلال ولأعدائكم سما زعافا ثم توالت الالهه كلن تعطي عطاياها حتى تجمع لدى الأمير كل ما يحتاجه لقتال الغزاة فكانت حرب سجال فوق الأرض تارة وتحت الأرض مرات فأثخن كورش وجيشه بالجراح وفقد مراكبه الحربية وحشوده الغبية وخيله المخصية ليهرب من ارض بابل بعد وجد ان الأرض تقاتل مع أصحابها وانتصر الأمير وجيشه وعم الفرح وعادت السبايا ورجعت الكنوز الى مكانها وقدمت النذور وعبق البخور في معبد عشتار وانانا وهتفت الجموع لتموز جديد اعاد مسله العدل الى مكانها ونصب ميزان الحكمة وعادت الارض تتزلزل تحت اقدام جيوش بابل ومازال الامير يجلس هناك على شاطيء الفرات يتامل بابل وقصورها البلورية
تلك رواية مكتوبة على رقمه طينية من طين الفرات مفخورة بشمس تموز ولاتظهر حروفها الا على على ضؤ القمر انانا تأملوا ارض العراق في ضؤ القمر ستجدون الالاف الروايات المكتوبة بسعف النخل وبمداد دجلة
شكرا أيتها النخلة فأنت تضيفين روايات الى رواياتك

ابو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت