الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

حفيد رستم من فجر الصليب في العراق

حفيد رستم من فجر الصليب في العراق
تتالت الكوارث على ابنائنا المسيحيين بالعراق فقتلوا وهجروا وطردوا من اماكنهم واستخدم ضدهم ابشع انواع التعذيب والقتل استخدمت ضدهم المفخخات والاختطاف والقتل والتهديد والخطف .. وفي كل مرة تاتينا حكومات الاحتلال باسطوانتها المشروخة البعثيين التكفيريين الصدامين حتى أصبحت ممجوجة من العراقيين .. طالما يثبت الحادث ضد مجهول خطفوا القساوسة وقتلوهم وسجل الحادث ضد مجهول فجرت بيت الله من كنائس وسجل الحادث ضد مجهول ولكن من هو المجهول ومن هو المعلوم في ارض ضاع فيها القانون وضاع فيها الحق وصعد فيها أسافل الناس إلى مراكز القرار ... لماذا كان كل هذا التعتيم على القاتل الحقيقي لماذا كل هذا التشويه لماذا كل هذا الدم ...
مسيحيو العراق طالما عرف عنهم حب السلام لان دينهم السلام لان نبيهم هو السلام لان أرضهم السلام عاشوا بيننا وفي أرضهم العراق محبين للآخرين يتعاملون بالشرف والنزاهة حتى ساد عنهم حب الآخرين لجيرتهم والتعامل معهم فمعاملتهم شرف وكلمتهم فصل وقولهم سلام .. لم يغشونا يوما ولم يبيعوننا يوما قاتلوا معنا بشرف وبنوا معنا بنزاهة وتعايشوا معنا بسلام تحملوا حصار الأهل والعشيرة وصمدوا معنا كانت أجراسهم تدق في أعيادنا وشاطرونا إحزاننا لأننا منهم وهم منا فهم أبناء الأرض وهم أصحاب الناقوس حملوا صليبهم معنا ونحن نسير في مسيرة الحرية والتحرر ...
كنائسهم هي المسرة هي الابتسامة هي الأمل هي السلام هي السكينة يفتحون أذرعهم يمتزجون مع المسيح أناشيدهم هي حب العراق دعوتهم هي السلام للعراق أملهم هو المحبة بين العراقيين هكذا نطق الرب هكذا قال يسوع هكذا أوصانا بولص ومرقص ولوقا وكل حواري المسيح ... تعودنا سماع دقات ناقوسهم تعلن البشارات الإلهية إلى الكون وليس إلى العراق لم نسمع يوما منهم كلاما يفرقنا بل كل مقولها المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وللناس المسرة ...
إذن من هو المجرم الذي لايريد السلام الذي يرعبه السلام الذي ترعبه المحبة الذي ترعبه أن لايكون في الأرض حب ودقات نواقيس من هذا القاتل الذي يثير كل هذه الفوضى كل هذه الأنهار من الدماء من الذي يسحق الأطفال تحت عبواته ألاصقة من هذا المجرم الذي ذبح الأب رغيد من هذا الذي ذبح توما وهذا الذي ذبح حنا من هذا الذي ذبح مرقص من هذا الذي فجر الصليب من هذا الذي قطع ثدي مريم المقدسة حتى لايرضع المسيح من ثديها ...
في علم الجريمة هناك قواعد ثابتة تشير إلى المجرم فمن هو المستفيد ومن هو الذي يمتلك القدرة ومن هو الذي يستطيع إن يصل فلا توجد جريمة كاملة سيضطر المجرم أخيرا أن يعترف ا وان يعترف شريكه ا وان تخرج منه إشارات إلى جرمه ... وانا أؤمن إن المسيح لن يترك ابنائة كالشاة الضالة فمن أحب المسيح وامتزج دمه بدم المسيح لن يتركه يموت بدون أن يكشف من قتله لن يترك المسيح أبناءة في ارض العراق دون إن يشير إلى من دمر بيوته من قتل أبناءه من فجر الصليب ومن قطع ثدي مريم العذراء حشا للمسيح إن يكون ملكا مهزوما وهو من انتصر على الصليب وهو من قدم جسده فداءا لأبنائه ... لقد مات المسيح لنحيا
قبل أيام معدودة صرح احد القساوسة في البصرة مشير ا إلى إلغاء الاحتفالات بالأعياد المجيدة التي تجرى بداخل الكنائس وقال انه أقدم على فعله تضامنا مع أيام الحزن الشيعي في عاشورا التي تجري بصورة واسعة وتمتد في كل الشوارع والأزقة وتسير المواكب في كل شارع وحي وبطريقة ليست مسبوقة في تاريخ العراق منذ سيطرة الدولة البويهيية والفارسية على العراق إلى إن احتل العراق لم تجري ( الشعائر الحسينية ) بهذا الشكل الغير مقبول حتى من الشيعة العراقيين أنفسهم فالتطيير واللطم والمواكب التي يتقدمها علم ( زنكي الإيراني ) الذي ادخله البويهيين وهو يمثل طاووس الدولة الساسانية وهو يسير أمام الموكب في رمزية تشابه كثيرا ما كان يحصل في احتفالات الساسانيين الفرس وهم يسيرون علم ( درفش ) الذي يتكون من طواويس ذهبية وريش طواويس وهو رموز وثنية لايقرها الإسلام وليست من الحسين بشيء ولكن هي إشارة إلى عودة الدولة الساسانية تجول وتصول في أراضي العرب مغطاة بغطاء الطائفية المقيت كل هذا انتقاما من الدولة العربية التي أسقطت دولة الساسانين ومن الخليفة عمر بن الخطاب الذي كسر علمهم بالفؤوس وقسمها بين المسلمين أما كره الإيرانيين للمسيحيين فيمتد إلى معركة ذي قار وكيف ساهم العرب المسيحيين مع المثنى بن حارثة الشيباني في قتال الفرس ومن بعده كيف ساهم العرب المسيحيين مع جيوش المسلمين في معركة القادسية وغيرها من معارك تحرير العراق لقد قاتل المسيحيين مع المسلمين طلبا للحرية من الفرس الذين كانوا يعاملونهم باحتقار ويعتبرونهم تابعين لعدوهم الدولة البيزنطية ويعاملونهم معاملة الجواسيس وقد أبادوا منهم الكثير ...
ومن هنا يكون تصريح هذا القس في البصرة هو ناتج عن خوف أو تهديد من أقزام دولة فارس الذين تزعجهم أصوات النواقيس فهم يريدون مسيرات موت للعرب هم يريدون انتقاما من العرب بيداؤها باللعن ( لعن الله أمه أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالكم ) وهم يقصدون أمه أسرجت لقتال الفرس واستخدموا ماسات الحسين منفذا لبغضهم وكرههم وحقدهم على العرب لبثوا سمومهم باسم الحسين والحسين منهم براء ....
ثم اطل علينا خبر أخر يحمل دلالات أخرى انه خبر برطلة فد قام الشبك وهم من إتباع التشيع ألصفوي ومن أعضاء تنظيمات حزب الدعوة والمجلس ومعهم من شيعة الموصل الذين هم من إتباع مقتدى وهؤلاء تجمعوا لكي يفرضوا على المسيحيين في برطلة والقوش وبطماية على الإلغاء شعائر الميلاد تحت الضغط والتهديد بالقتل والتفجير وتحت مراءى ومسمع حكومة ألهالكي التي لم تحرك ساكنا وتركتهم يعيثون فسادا في هذه المدن الامنه التي يريدون تحويل احتفالات الحياة فيها إلى احتفالية موت ومهرجانات دماء بشق الرؤوس بالقامات ولطم الظهور بالزنا جيل بماسوشية رهيبة لم تحدث بهذه البشاعة في عراق كان الجميع فيه يحترم مشاعر الآخرين وكان الجار يتراءف بجاره ويشاركه أحزانه ومسراته ولا يفرض الحزن أو الفرح على الآخرين بالقوة في وقت كان فيه الرجل يقلل من صوت سماعات الفاتحة لكي لايؤذي الآخرين هذه أخلاق العراقيين الذين لم يفرضوا حزنهم أو فرحهم بالقوة على أبناء شعبهم بل كانت الناس تتعامل بالود والمحبة بينها .
إما الطامة الكبرى فهي الاعتراف المهم والواضح من حسن نصر الله حامي البوابة الشمالية لااسرائيل بمن قتل المسيحيين بالعراق لقد صرح هذا الحسن وفي تهديد واضح للمسيحيين ألبنانيين بما حصل لإخوتهم في العراق نعم ياحفيد رستم نعم ياحفيد يزدجر دانت تعلم بمن فعل ما فعل بالمسيحيين بالعراق نعم أنت تعرف من قتلهم من فجر كنائسهم لهذا انته تهدد مسيحي لبنان بنفس المصير لأنك تمتلك نفس الأدوات التي استخدمت ضد مسيحي العراق وقد تناقلت المواقع نص من خطابه
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" قد قلل من أهمية الاعتراضات على سلاح "حزب الله" ملمحاً إلى أنها تصدر عن فريق واحد مسيحي، قائلاً "إننا لن ننجر إلى أي توتير ولن نُستفز، وبعدما وجه "التبريك " في عيد الميلاد، دعا المسيحيين اللبنانيين إلى الخوض في نقاش هادىء في ما بينهم والإفادة من تجارب الماضي وعرض نتائج تحالف بعضهم مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، مذكرا إياهم بمصير المسيحيين في العراق حيث لم يستطع 150 ألف جندي أميركي حمايتهم حتى للإجتماع ليلة الميلاد في كنيسة. كما حضهم على إجراء حسابات دقيقة للتسويات والمصالح الإقليمية والدولية، قائلا أن ليس من مصلحتهم الدخول في عداوات وخصومات وحروب مع بقية اللبنانيين .
نعم يا حفيد يزدجرد لم يحمي المسيحيين 150الف جندي أمريكي لأنهم عراقيين ولم يأتي الأمريكان لحماية العراقيين بل لحماية أبار النفط .. لم يأتي الأمريكان كمسيحيين بل جاءوا كأمريكان تهمهم مصالحهم ومصالح حلفائهم من الإيرانيين والإسرائيليين.. والذين تحمي بوابتهم الشمالية كما يحمي الإيرانيين بوابه إسرائيل الغربية حينما حاربوا العراق العظيم واشغلوه بحرب ألثمان سنين وكما تحموهم ألان إثناء زيارتهم للكفل وغيرها من مزاراتهم الأخرى والتي ياتي قسم كبير منها عن طريق الحدود الشرقية من العراق ...
نعم ياحفيد رستم ويزدجر أنت اعلم بمن قتل المسيحيين بالعراق واعلم بمن حطم الصليب نعم هي سكين الغدر اليهودية بأيدي فارسية تلك التي قطعت ثدي العذراء لقد قسمتم الناس إلى أقسام فهم ( سادة وإتباع وموالين وابناء العامة وأهل الذمة ) فكان نصيب مسيحي العراق أهل ذمة تغسلون أيديكم بعد مصافحتهم فباسا لك ولااسيادك الفرس سيبقى مسيحوا العراق أبناء العراق الأشم أبناء عيسى العوام أبناء علماء العراق وسادته هؤلاء هم بناة العراق وهم حماته فان تعرضوا لغدركم فحالهم حال جميع العراقيين الذين تعرضوا لحقدكم وخناجركم ودريلاتكم وعبواتكم ألاصقة وكواتمكم .... فلا عراق بلا اشوريه و كلدانه وسريالنه وصابئته وإنجيليه وهم أكثر وطنية منك ومن أمثالك من عبيد يزد جرد ورستم وخميني وخامنئاي ...
والله اننا لنرى رؤوسا قد اينعت وحان وقت قطافها فليس لكم من العراقي الا سيفا بين العمامة والقباء
ابو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

نعم... على البعث ان يعتذر!!!


منقولة عن مركز بغداد لدراسات الوحدة العربية ....

طلبوا من البعث ان يعتذر لكي يتصالحوا معه.. على الرغم من انه لم يطلب الصلح... والاعتذار المطلوب ليس الاعتذار المعروف في المفهوم العادي للاعتذار.. بل انهم يريدون الاعتذار الذي يرضي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران وكل العملاء...

فعلى البعث ان يعتذر لانه انشأ اكبر مفاعلات نووية للاغراض السلمية في المنطقة. وعليه ان يعتذر لانه امم النفط وانشأ اكبر شركة للنفط في العالم (شركة النفط الوطنية)، ومد اطول أنابيب نفط في العالم من جيهان التركي الى البصرة ومن البصرة الى البحر الاحمر عبر السعودية. وانشا صناعة نفطية متطورة لم تشهدها جميع الدول النفطية في العالم. فكانت الكوادر العراقية في مجالات النفط محل افتخار واعتزاز. واستثمر عكاشات وخلقها للوجود.

وعلى البعث ان يعتذر لانه انشأ اقوى جيشا في المنطقة استطاع ان يصد الريح الصفراء من الشرق.. وصنع الاسلحة وطورها.. وانشأ جيشا من العلماء في العلوم كافة، لا يزالون محل فخر واعتزاز. ولم يعرف العراقيون في زمن البعث معنى الطائفية والمحسوبية والعمالة.

وعلى البعث ان يعتذر لانه استلم السلطة ولم يجد سوى جامعتين هما بغداد والمستنصرية (اهلية) وعندما ترك السلطة ترك (30) جامعة حكومية ومثلها أهلية. وهو اعلى رقم في العالم قياسا لنفوس العراق. وانشأ آلاف المدارس الابتدائية والثانونية ورياض الاطفال اكثر من اية دولة في المنطقة. ونجح في مكافحة الأمية.. وتخرج منهم الاطباء والعلماء. وحقق التعليم المجاني لجميع مراحل الدراسة.

على البعث ان يعتذر لكل الفلاحين.. لانه انشا اكبر سدود في المنطقة.. مثل الموصل وحديثة وسامراء، وآلاف الجسور والجداول، واستصلاح الاراضي الزراعية في عموم القطر. وتوفير المكائن والبذور والاسمدة لكل مواطن بدعم من الدولة، وشراء المحاصيل باسعار مرتفعة وبيعها للمواطنين بسعر رمزي.

على البعث ان يعتذر لاصحاب السيارات.. لانه انشأ اطول طرق للمرور السريع في المنطقة.. من الموصل الى البصرة ومن بغداد الى الاردن.. وفتح مئات الطرق لتوصل الارياف بالمدن... ونظم السير في المدن والارياف ومنع التجاوز الاحتكار والاستغلال. وانشاء معمل صناعة السيارات في الاسكندرية. وانشا اجمل وافضل مطار مدني في المنطقة.

وعلى البعث ان يعتذر لكل عراقي، لانه ادخل النور له في القرى والارياف، فانشا اكبر محطات توليد الكهرباء في المنطقة.. ومد الماء الصافي لكل مواطن يشرب من الإسالة مباشرة. ونظم الحصة التموينية في الازمات، تصل الى بيت المواطن مباشرة.. واقر الضمان الاجتماعي لكل عاجز وضعيف وغير قادر على العمل. وانشا التكافل الاجتماعي. والبعث اول من أنشا شبكة المجاري في العراق.

وعلى البعث ان يعتذر لكل المرضى لانه فتح العديد من المستشفيات وجهزها باحدث الاجهزة، وطور مدينة الطب لتكون من المستشفيات العملاقة في العالم. وانشاء العديد من كليات الطب، وجعل الصحة مجانا.. لدرجة ان اغلب الدول المجاورة بما فيها الخليجية كانت تراجع مؤسساتنا الصحية لغرض التطبيب.. ولا تزال سمعة الطبيب العراقي الذي خلقه البعث مدار احترام وتقدير من كل الاجهزة الصحية في العالم. ففي كل قرية مؤسسة صحية، تتصدى لافتك انواع الامراض كالكوليرا والملاريا والسل والجذام التي كانت منتشرة قبل البعث.. فاختفت العديد من الامراض في العراق... فكانت الفرق الصحية الجوالة تجوب طول العراق وعرضه تصارع الامراض وتقضي عليها..

وعلى البعث ان يعتذر لكل العمال، لانه حفظ حقوقهم وانشا لهم النقابات وزاد في رواتبهم ومنحهم الضمان الاجتماعي.. ووفر كل المستلزمات التربوية والصحية لعوائلهم مجانا. والدور المجانية.

على البعث ان يعتذر لانه غرس في قلوب كل العرب المحبة للعراقيين. فقدم المساعدات لكل العرب في المجالات المختلفة... ولا نزال نفخر اينما ذهبنا باننا عراقيين، ولاننا نؤمن بقوميتنا وعروبتنا. فطالما انت عراقي، فانك تستحق الرعاية والاحترام...

وعلى البعث ان يعتذر للشيوعيين لانه أخرجهم من السجون واعادهم للوظائف، والغي نقرة السلمان وسجن الكوت، واقر الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، ومنحهم حقائب وزارية. وعلى الرغم من انهم لم يساهموا في ثورة البعث.

وعلى البعث ان يعتذر لشعبنا الكردي، لانه اصدر بيان آذار (11) من آذار واصدر قانون الحكم الذاتي عام 1974، وعوض كل الاكراد عن ما اصابهم من اضرار، حتى الاشجار غير المثمرة.. فاصبحوا تجارا واغنياء اشتروا العقارات والدور الفارهة.. وادخل النور الى اعلى قمة جبل وانشا جامعتي السليمانية واربيل. ولكل كردي ان يسكن اين ما يشاء ويتعلم في اية جامعة عراقية. وارسلوا الى الخارج للدراسة.. والبعث حرر جبل كردمند وحاج عمران وحلبجة من الريح الصفراء الاتية من الشرق.. وخلص البرزاني من مخالب الطالباني وحرر اربيل.. وعليه ان يعتذر لانه اول من اطلق كلمة كردستان التي كانت محرمة في العصور كافة. واول قائد للعراق يلبس الملابس الكردية ويتجول في ربوع وطننا الشمالي الحبيب ويدخل البيوت ويستفسر عن حالهم.

وعلى البعث ان يعتذر لامريكا وإسرائيل وإيران والعملاء كلهم.. لانه ارهقهم بالتهديم والتدمير... فقد اتعبهم البعث بالتهديم والتخريب..

الاحزاب الدينية ... البويهيين والصفويين الجزء الرابع

نموذج الدولة الصفوية والدولة البويهية من دول الاسلام السياسي
قد يتسائل احدهم ما فائدة ان نكتب عن دول وحركات حدثت في التاريخ العربي وما هو الرابط بينها وبين ما نعيشه اليوم ..ان ما نعيشه اليوم هو امتداد لتلك الايام فالانسان هو ليس ابن اليوم كما يتصور بل هو ما كان بالامس اوصله لما هو عليه اليوم وهذا الكلام ينطبق على الحركات السياسية فهي نتاج لصراعات وارهاصات حدثت بالامس لتلقي ظلالها ونتائجها على عالمنا اليوم .. ان ما نراه اليوم في العراق المحتل من تغلغل ونفوذ للحركات الاسلامية السياسية او المتلحفة بالاسلام الطائفي تحديدا هي نتاج لتلك الامم والدول والحركات التي حدثت في الماضي سواء كان القريب او البعيد ففهم واضح وصريح لما حصل يوصلنا الى استنتاج ما سيحصل ومن هنا وددت ان اناقش في هذا الجزء دولتين من الدولت التي انتجها الاسلام السياسي وتحديدا دولتين شيعييتين وكيف انهما استخدما فكر ة التشيع لاجل السيطرة والتحكم بجزء مهم من العالم الاسلامي ... وهما الدولة البويهية والدولة الصفوية .
اختلف الكثير من المؤرخين في أصل نسب البويهيين، فيذكر ابن خلكان، أن الصابي ذكر في كتابه (التاجي) إنهم يرجعون في نسبهم إلى بهرام جور بن يزدجر الملك الساساني، أما ابن الأثير فيرى إن نسبتهم إلى قوم الديلم بسبب طول مقامهم ببلادهم، في حين إن الأصفهاني الذي هو أكثر المؤرخين معرفة بأصول ملوك الفرس، فرغم إنه يجعل للبويهيين أصلاً يعود إلى الملك الساساني بهرام غور، إلا أنه يعود ويذكر إن علي بن بويه كان زعيماً لإحدى قبائل الديلم تسمى شيرذيل أوندن، تقيم في قرية كياكاليش في ديلمان.
البويهيون على الأرجح ينتسبون إلى الديلم سكان المنطقة الجبلية في مقاطعة جيلان من بلاد فارس (إيران)، وكان من بين من خرج مع ملك الديلم ناصر الدين الأطروش، هو علي بن بويه، وعندما تولى الحسن بن القاسم الداعي، خلافة الناصر، أرسل ولديه أحمد وجعفر لمقاتلة السامانيين فكان من بين الذين برزوا في قتال السامانيين (أبو شجاع بويه بن فناخسروا)، وكان لأبي شجاع ثلاثة أولاد قامت على أكتافهم فيما بعد الدولة البهويهية وهم: علي – الحسن – أحمد.
حكم آل بويه رقعة من العالم الإسلامي، وأقاموا دولة كبيرة عرفت بـ(الدولة البويهية) وضمت بلاد فارس والعراق، ابتدأت من عام 321هـ في فارس و334هـ في العراق، وانتهى حكمهم بسيطرة السلاجقة على ممتلكاتهم ودخولهم بغداد سنة 447هـ.
كانت بداية التسلط البويهي، عندما قلد مرداويج بن زيار مؤسس الدولة الزيارية في جرجان وطبرستان علي بن بابويه ناحية الكرج سنة320هـ/932م، ولقد أتاحت له صفاته كقائد يسعى للملك والسيطرة بأي ثمن وبأية وسيلة لأن يؤسس دولته المستقلة العظيمة.
من الكرج أستولى علي بن بويه وأخواه على أصفهان، ثم قصد فارس فسقطت مدنها الواحدة تلو الأخرى بين يديه، وتم له الاستيلاء عليها عام 322هـ/933م، ومن فارس التي جعلها قاعدة ملكة، تابع علي بن بويه وأخواه فتوحاتهم، ففي هذه الأثناء كان الأخ الثاني الحسن قد إحتل تقريباً كل إقليم الجبال، عقب مقتل مرداويج سنة 323هـ، فيما أخذ الأخ الثالث أحمد في غزو كرمان، وتم له فتحها سنة 324هـ/935م، ثم اتجه نحو خوزستان مستفيداً من صراع ابن رائق والبريدي، الأمر الذي فتح أمامه الطريق إلى بغداد بسهولة، خاصة بعد أن تمكن أحمد البويهي من السيطرة على الأهواز بصورة نهائية سنة 326هـ/937م.
ففي ظل تدهور الوضع ومساوئ الحكم العباسي واستياء طبقات العامة وتمردهم عليه، في هذه الأثناء زحف أحمد البويهي من الأهواز قاصدا بغداد، فاضطربت المدينة واختفى الخليفة العباسي المستكفي وابن شيرادار، وانسحب الجند الأتراك إلى الموصل، وبعد مفاوضات أجراها أبو محمد المهلبي صاحب أحمد البويهي، دخل الأخير إلى بغداد في جمادى الثاني 334هـ/945م حيث لقي الخليفة العباسي المستكفي وتبايعا، ولقبه الخليفة بـ(معز الدولة)، ولقب أخاه الأكبر علي بـ(عماد الدولة وأخاه الثاني الحسن بـ(ركن الدولة)، ومنذ هذا التاريخ وقعت الخلافة العباسية تحت سيطرة الأسرة البويهية، ولغاية تاريخ دخول السلاجقة بغداد وسيطرتهم بدورهم على الخلافة سنة447.
أن ظروفاً وأسباباً معينة لعبت دوراً أساسياً في تمكينه من تثبيت حكمه في فارس، ولاحقاً فتحت أمامه أبواب بغداد على مصراعيها، ومن هذه الأسباب:
1 - تدهور أحوال الخلافة العباسية:
تغلغل البويهيين في مرحلة من أسوأ المراحل التي مرت بها الخلافة العباسية، ففي ظل هذه الأحوال، وخاصة بعد فشل ولاة الخليفة كياقوت وابنية في القضاء على البويهيين.
2 - تضعضع الدولة الزيارية:
كان مرداويج بن زيار صاحب جرجان وطبرستان، قد بات القوة الأساسية في إيران، والآخذة بالتوسع تدريجياً على حساب أراضي الخلافة، ومن هذه الدولة خرج البويهيون ليأسسوا إمارتهم المستقلة منذ سنة 322هـ/933م، فان لابد من أن يشكل كل منهما خطراً على الآخر، ذلك إنهما ينتميان لنفس المنطلقة (الديلم).
وبالفعل شكلت الدولة الزيارية بقيادة مرداويج خطراً حقيقياً على المشروع السياسي لعلي بن بويه الذي حاول جهد إمكانه مداهنة مرداويج بأساليب شتى لكي يمنع المواجهة العسكرية معه أو يؤجلها، وكأنه كان يدرك إن أية مواجهة حاسمة مع مرداويج، كفيلة بالقضاء عليه، لذلك ارتضى أن يخطب له في فارس، وأن يضع أخاه الحسن رهينة لديه، أما مرداويج فقد ارتضى هذه المصالحة وفي نيته مهاجمة علي بن بويه في العام التالي. إلا أن مقتل مرداويج المفاجئ وتضعضع قوة خلفائه، أعطى للبويهيين فرصة كبيرة للانطلاق في ترسيخ وتوسيع رقعة سيطرتهم.
موقف البويهيين من الخلافة:
لم يقع علي بن بويه في ذلك المطب الصعب الذي وقع فيه الكثير من الحركات الكبرى (إعلان العداء والمواجهة)، والذي كان أحد أسباب فشلها والقضاء عليها، على إن الخلافة العباسية ما كانت لتتساهل حتى في أقصى مراحل ضعفها مع الذين يظهرون نواياهم في القضاء عليها، وكما حصل لمشاريع بابك أو مزيار، القرامطة والصفاريين، واستقرار أمر الطاهريين والسامانيين ومن ثم البويهيين.
كان أول ما فعله علي بن بويه إثر استيلائه على بلاد فارس الحصول على اعتراف الخليفة به، أي تأمين الغطاء الشرعي لسلطته، وإقراره بسلطة الخلافة الإسمية على إمارته، وعندما راودت معز الدولة (أحمد البويهي) إثر دخوله بغداد، فكرة الإطاحة بالخلافة العباسية، سرعان ما نهاه عنها بشدة وزيره ورجال دولته، مخافة أن يؤدي ذلك إلى زوال الدولة البويهية نفسها. وقد حرص البويهيون على إظهار كل تعظيم وتقدير وطاعة للخليفة العباسي، في المناسبات العامة، وأمام مواطنيهم، فيما هم في الحقيقة قد انتزعوا منه كل صلاحياته.
التغييرات التي نتجت عن استيلاء البويهيين على العراق
1- منع الخليفة العباسي من التصرف بأموال الدولة، وتحديد راتب معين له، وكان استيلاء أمير الأمراء على موارد بيت المال (سابقاً) لعهد البويهيين، فعلى سبيل المثال خصص معز الدولة البويهي للخليفة العباسي المستكفي بالله (كل يوم خمسة آلاف درهم)، وبعد خلع المستكفي خفضه إلى ألفي درهم يومياً، كماإن الضياع السلطانية الخاصة بالخليفة لم تسلم من سيطرة البويهيين عليها.
2- إنتقال السلطة إلى الوزراء وكتاب الأمير البويهي دون وزراء الخليفة وكتابه.
3- إلزام الخليفة بزيارة الأمراء البويهيين في بعض المناسبات خلافاً للقاعدة المتبعة من قبل.
4- مشاركة الأمراء البويهيين في بعض الامتيازات الخاصة بالخلفاء (رغم معارضة الخلفاء لذلك)، فمثلاً:
ا - راح يذكر إسم الأمير بعد اسم الخليفة في صلاة الجمعة في العاصمة، وضرب الطبول على أبوابهم خلال أوقات الصلاة، وهذين الامتيازين بالذات لم يفعله الخلفاء لأي أمير من الأمراء قبل العهد البويهي.
ب- طلب الأمراء البويهيون في أن تضرب ألقابهم وأسمائهم على العملة النقدية، وبالفعل فمثلاً الخليفة المستكفي أمر أن تضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير والدراهم.
ج- عدم إشراك الخلفاء والاستنارة برأيهم في قضايا ذات علاقة بسيادة الخليفة، فمثلاً إن الأمراء البويهيون كانوا أحياناً يعقدون معاهدات صلح دون علم الخليفة أو توقيعه على تلك المعاهدات.
البويهيون والحالة الدينية
كان الإسلام قد عم فارس، وثبت أقدامه منذ زمن بعيد، وكان أهل السنة هم الأكثرية، فيما كان الشيعة أقلية صغيرة بفارس انحصرت أماكن تواجدهم على ساحل الخليج المقابل لمناطق الجزيرة العربية التي كانت إحدى مراكز الحركات الشيعية، وخلال الحكم البويهي لم يطرأ أي تغيير على انتماءات السكان الدينية رغم تشييع الأسرة البويهية الحاكمة، إذ ظلت فارس مقاطعة سنية.
ويبدو أن أنصار المذهب الشيعي انحصروا في فئة رجال الفكر والعلم، كذلك كانت حالة المعتزلة الذين عادوا للانتعاش خلال الحكم البويهي، وتولى الكثير منهم مراكز مهمة في الدولة.
إن البويهيين لم يقيموا دولة شيعية انحصارية، إذ لم يفرضوا مذهبهم (الشيعي) كمذهب رسمي منحصر، ولم يدفعوا السكان إلى الالتزام به، وأصلاً لم يكن هذا الأمر على الاطلاق أحد أهدافهم، نعم كان المكسب الأساسي للمذهب الإثني عشري، من وجود البويهيين في السلطة، هو حريتهم في التحرك والعمل بصورة علنية، ووثوقهم بوجود سلطة تحميهم وتدافع عنهم. لكن سياسة البويهيين في هذا المجال في بغداد وخاصة أيام معز الدولة، كانت نقيض ما سبق، وهذا يعود بالأساس إلى اختلاف وضع كل من العراق وفارس السياسي والاجتماعي بالنسبة للبويهيين، إذ كان العراق وهو المركز الأول للتشييع مركز الخلافة العباسية السنية، مما جعله مركز الصراعات الحادة بين مختلف الأطراف الداخلية والمحيطة به، فقد كان من الصعب الإمساك بالسلطة في بغداد لفترة طويلة، فكيف هي الحال إذن إذا كانت هذه السلطة غريبة عن بغداد، ومن غير المذهب السني، كما هل حال البويهيين، هذا إلى جانب كون بغداد مركز صراع لجميع الحركات الروحية في مملكة الإسلام، مع وجود أكبر حزبين كانا بها في القرن الرابع الهجري هما الحزبان المتشددان في التمسك بمذهبهما وهما الحنابلة والشيعة، والأخير يمثلون الأكثرية السكانية للعراق عامة.
الشيء الذي تمسك به الخلفاء العباسيون، ولم يسمحوا بإعطاءه أو تقليده للأمراء البويهيين هو قضاء القضاة، كونه يعد اكبر منصب ديني بعد الخلافة، ولذا فقد حرم منه رجال وقادة الشيعة، على اعتبار أن ذلك يؤدي إلى إضعاف مركز الخليفة الديني، وتجريده من السيطرة على أكبر جهاز له أهميته في نزاع الخليفة مع الأمير البويهي (الشيعي) من أجل استعادة السلطة الزمنية منه.
والأمر اللافت للانتباه هو إن البويهيين رغم كونهم من الشيعة إلا أنهم فشلوا في إكساب ثقة وتعاون الأمراء الشيعة داخل البلاد العراقية، لأن البويهيين، كما يظهر في تعاملهم مع الأمراء الشيعة، مثال عمران بن شاهين وبنو مزيد في الحبة وبنو حمدان في الموصل وحلب، عن أي حاكم سني في بغداد، ذلك لأنهم كانوا يجعلون الاعتبارات السياسية فوق الاعتبارات المذهبية.
أما أبرز أسباب انهيار الحكم البويهي وسقوط الدولة البويهية :
1- خضوع مقاطعات المملكة البويهية (فارس والعراق) لنظام الاقطاع العسكري وانعكاس أضراره على مجمل قطاعات ونشاطات المجتمع، وخاصة النشاط الاقتصادي. وفي ظل سيطرة طبقة العسكر نشأت إمارة الأمراء في العراق، وبالتالي انتقال الإدارة المدنية للبلاد إلى الإدارة العسكرية، وتحديداً أمير الأمراء وقواده العسكريين.
2- تزايد ظاهرة الصراعات والانقسامات داخل كتل وأجهزة الدولة البويهية، وهذا سبب تدهور الوضع الأمني بشكل عام، وانتشار مظاهر الفساد والسرقة والرشوة وجرائم القتل.
3- نجاح الفاطميين في سنة 391هـ/100م من تحويل تجارة المحيط الهندي، من الخليج إلى البحر الأحمر، وإلحاق الضرر الاقتصادي والتجار الفادح باقتصاد الدولة البويهية.
4- سيطرة الغزنويين على خطوط المواصلات البرية المؤدية إلى الهند والصين، وهذا الأمر اضعف التجارة البرية لبلاد فارس.
5- التهديد العسكري والحربي الذي تمثل بالسلاجقة، وحالة الذعر والفوضى التي عمت إيران نتيجة التقدم السلجوقي، ومن ثم استيلائهم على كل مناطق المملكة البويهية، ليضيق الخناق على فارس التي كانت تعيش أسوأ لحظاتها مع أسوأ أمراءها (فلاستون)، الذي لم يستطع أن يقف بوجه إحدى قبائل الأكراد المحلية (شبنكارة) التي نشرت الفوضى والدمار بأرجاء فارس، ثم أطاحت بـ فلاستون، ونصب رئيسها فضلويه، أصغر أخوة فلاستون أميراً، فيما هو الحاكم الفعلي لفارس.
6- سوء التصرف بخزانة الدولة وعائداتها المالية وما يتصل بالنفقات، كما صارت أموال النواحي والولايات تحمل إلى خزائن الأمراء فيأمرون وينهون فيها، وفي الوقت ساد فيه الاضطراب على الحالتين المالية والإدارية، فإن الضرائب هي الأخرى كانت عاملاً إضافياً زاد في سوء الأحوال
اضافات او بدع الدولة البويهية للتشيع :
ابتدعت الدولة البويهية كثير من البدع بالاسلام فمنها عيد الغدير الذي لم يكن الشيعة يحتفلون به قبل الدولة البويهية فقد اعتبر البويهيين عيد الغدير اهم من الاعياد الاخرى في الاسلام وكانوا يحتفلون به ايما احتفال ويوزع امرائهم الذهب والنقود على الناس وتسير به مواكب الزينية لهم
وهم او من سن الزيارة سيرا على الاقدام فقد كان امرائهم وحاشياتهم يسيرون حفاة الى مرقد الامام الحسين في محرم وهذه بدعة من البدع الكثيرة
وكذلك اضافت مواكب العزاء او ما يسمى بالمواكب الحسينية وهي اول من ادخل الزنجيل والقامة هذه المواكب بل كانوا حتى يمشون على الجمر في ايام عاشوراء ... ومن الواضح جدا ان ما موجود في المواكب الحسينية والذي هو جزء مهم من الموكب ما يسمى بالعلم زنكي وهو راية احد امراء البويهيين والتي تستخدم الى الان في المواكب في العراق وهذا العلم كل رموزة هي فارسية فمن الطاووس الذي هو رمز للدولة الساسانية الى ريش الطاووس وكذلك مجسم التنين والاسد وهذه كلها رموز للدولة الفارسية وليست رموز عربية
فقد كانت رايات العرب تحمل على الرمح اما رايات الفرس فقد كان يحملها مجموعة من الرجال لانها ثقيلة لكثرة الرموز فيها وخير مثال هي علم درفش او راية درفش التي استولى عليها العرب في معركة القادسية والتي كانت مصنوعة من الذهب والفضة والجواهر


الدولة الصفوية ..
استوطنت إيران قبل عهد الصفويين قبيلتان من قبائل التركمان هما قراقويونلو أي أصحاب الخراف السوداء ، وآق قويونلو أي أصحاب الخراف البيضاء .
وكانت الفوضى تسود إيران في ذلك العصر حيث القتال مستمر بين القبيلتين ، وكان هذا بعد أن تجزأت إمبراطورية التيموريين بعد وفاة تيمور لنك مما زاد الفوضى في المنطقة .
نشأة الدولة الصفوية
مؤسس الدولة الصفوية الذي أقام كيانها وأرسى قواعدها وبنيانها وفرض فيها المذهب الشيعي بالقوة وأقام دولة ذات قوة وشوكة وحدود هو الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي.
ويُنسب الصفويون إلى صفي الدين الأردبيلي - الذي ولد عام ( 650هـ ) - وهو الجد الخامس للشاه إسماعيل ، وقد كانت نشأته نشأه صوفية حيث كان صاحب طريقة وهذا ما ساعد في التفاف الكثير من المريدين حوله ، ومن ثم انتشار دعوته وكثرة أنصاره .
وبعد وفاته خلفه في رئاسة أتباعه ابنه صدر الدين موسى الذي مشى على طريقة أبيه ، ثم انتقل الأمر إلى ابنه صدر الدين خواجة علي سياهبوش .
وقد ساعدت الظروف السيئة التي حلت بإيران على أيدي التيموريين في التفاف المريدين حوله وازديادهم وكانت علاقته بتيمور لنك علاقة جيدة وقوية .
ويعتبر صدر الدين أول من اعتنق المذهب الشيعي من الأسرة الصفوية ودعا إليه ، وهذا يعتبر نقطة تحول مسار هذه الأسرة التي كانت تدعي نسبها إلى الحسين بن علي بن أبي طالب وبعد وفاة خواجة علي سياهبوش خلفه ابنه شيخ شاه ، ومشى على خطاه .
بعد وفاته خلفه ابنه السلطان جنيد ، وفي زمنه اكتسب مريدوه قدرة على الحركة حيث إنهم اتجهوا بأعداد كبيرة إلى مقر الأسرة وأحاطوا بالسلطان جنيد الذي بدأ يكشف عن رغبته في الملك تدريجياً وهذا ثاني أخطر تحول مسار الأسرة الصفوية بعد التشيع ، وكانوا بادعائهم الانتساب إلى آل البيت قد بدأوا يطالبون بالتاج والعرش إثباتاً لحقهم المزعوم .
وتبدلت الدعايات المذهبية إلى مطالب سياسية وبدأ السلطان جنيد بإقامة حكم مستقل في أردبيل وأخذ يتقوى ويعد الجيوش لغزو شروان .
وللتوسع وبسط السيطرة ، دخل في معركة مع حاكمها ولكنه هزمه وقتله ، ورغم الهزيمة التي حلت بالأسرة الصفوية إلا أن هذا التحول يعتبر تحولاً خطيراً في مسارها فهذه هي أول معركة حربية تخوضها .
ثم انتقلت الرئاسة من بعده إلى ابنه السلطان حيدر حيث أخذ يعد العدة لينتقم لمقتل أبيه من حاكم شروان وأعد جيشاً جعل أفراده يرتدون القبعات الحمراء ومنذ ذلك الوقت صار أتباع الشيخ حيدر يعرفون بـ القزلباش أي حمر الرؤوس .
ولما رأى حاكم شروان أنه لا طاقة له بالسلطان حيدر طلب المساعدة من السلطان يعقوب من أسرة آق قويونلو[ ، الذي كانت بينه وبين السلطان حيدر عداوة فاجتمعا عليه وهزماه وقتلاه .
ثم انتقل الأمر إلى ابن السلطان علي الذي ما لبث أن قتل ثم انتقل الأمر إلى ابن السلطان حيدر الثاني مؤسس الدولة الصفوية الشاه إسماعيل الصفوي.
التمكين للأسرة الصفوية ، وقيام دولتهم كانت هناك محاولات لقتل أولاد حيدر جميعاً ومنهم الشاه إسماعيل ، ولكن يقال أنه اجتمع مائتان من أتباع ومريدي البيت الصفوي ونقلوا الشاه إسماعيل وأخاه إبراهيم بعد مقتل أخيهم خفية من أردبيل إلى كيلان ثم استدعى كاركياميرزا حاكم لاهيجان الأخوين وأقامهما عنده وكان حاكماً قوياً ، وقد قام بإعداد إسماعيل وتربيته تربية ثقافية وعلمية وعسكرية ليعده للملك .
ومكث إسماعيل فترة الإعداد خمس سنوات أتاحت بدورها فرصة كبيرة لأتباع البيت الصفوي للاتصال ببعضهم البعض بمساندة حاكم المنطقة .
في هذه الأثناء كان الصراع والتفكك قد فشى في أسرة آق قويونلو فظهرت في الأفق الفرصة لأنصار الصفويين بتحريك الشاه إسماعيل وإعداد الجيش حوله واغتنام هذه الفرصة .
فتكون جيش القزلباش وتحرك الشاه إسماعبل بجيش يقدر بحوالي سبعة آلاف مقاتل أشداء إلى شروان للانتقام من حاكمها الذي قتل أباه وجده ، واستطاع هزيمته وقتله ، وقد كان قاسياً جداً في معاملته للقتلى حيث حرق جثة حاكم شروان ونبش القبور وخرب ودمر كل ما حوله وخرج من هذه المعركة بمكسبين : الأول : كسبه قوة شعبية وسياسية حيث التف حوله كثير من الإيرانيين الشيعة الذين كانوا يرون في شخصيته منقذاً لهم من دوامات الأسر الحاكمة .
والمكسب الثاني : هو الغنائم التي غنمها في هذه المعركة وهذا كان له أثر كبير في تدعيم جيشه .
وهناك بدأ التقدم الصفوي القوي ضد أسرة آق قويونلو وشعر بذلك زعيمها في ذلك الوقت الوندميرزا ، الذي أرسل رسالة إلى الشاه إسماعيل يذكره فيها بالقرابة والصلة بين الأسرتين ويدعوه أن لا يقترب من حدوده وإلا فإن لديه ثلاثين ألف مقاتل سيكونون له بالمرصاد ، وكان جواب الشاه إسماعيل له إنه إما أن يدخل تحت حكمه ويتشيع وإما القتال .
وحدثت معركة قوية بين الطرفين عام 907هـ ، وتمكن الشاه إسماعيل من هزيمة الوندميرزا الذي هرب بدوره إلى أرزنجان تاركاً الكثير من المعدات العسكرية للشاه إسماعيل ، ودخل الشاه إسماعيل تبريز منتصراً .
وبعد هذه المعركة الفاصلة توج الشاه إسماعيل ملكاً على إيران ، وما إن تم له ذلك حتى أعلن فرض المذهب الشيعي مذهباً رسمياً في مختلف أنحاء إيران دون مقدمات ، وقد كان أكثر من ثلاثة أرباع إيران من السنة وكل من عارض هذا الأمر لقي حتفه فانقاد الناس له .
ثم بدأ في التوسع في أنحاء إيران المختلفة فانتقل إلى همذان، وهزم حاكمها السلطان مراد الذي خلف الوندميرزا ثم انتقل إلى شيراز وفرض فيها المذهب الشيعي كذلك ، وخاض عدة معارك حتى استتب له أمر إيران .
إنه من المفارقات والعجائب أن تتحول دولة بأكملها من دولة سنية إلى شيعية ، كما حصل ذلك في إيران ، التي كانت ذات أغلبية سنية ثم تحولت بسبب ظروف خاصة أحاطت بها إلى دولة شيعية تحارب السنة وأهلها .
أسباب التحول إلى المذهب الشيعي في إيران
انتشار الفوضى والفتن : بعد موت تيمور لنك تجزأت الإمبراطورية التيمورية إلى عدة أجزاء بعد صراعات متصلة وحروب دامية بين أبناء تيمور لنك الأربعة.
وكان هناك صراع متصاعد بين أسرتي التركمان التي كانت تسيطر على منطقة غرب إيران وهما آق قويونلو و قراقويونلو والتي لم تدم سيطرة الحكم التيموري فيها طويلا ، فاستغلت هاتان الأسرتان الوضع لبسط نفوذهما وذلك كان سبب الصراع بينهما.
هذه الظروف السيئة مجتمعة ولدت الظلم والإجحاف من الحكام الذين كانوا يتنازعون السلطة في المنطقة ، ولم يكن لديهم الاهتمام بالرعايا ، ونعلم الأثر النفسي للحروب على السكان الذين ضاقوا ذرعاً بذلك وفقدوا الأمل في حياة مستقرة فلجأوا إلى الحلقات الصوفية للأسرة الصفوية بحثاً عن الراحة النفسية ولم يكتفوا بذلك بل أصبحوا مؤيدين وأتباعاً لها ، وكان الناس ينظرون بفارغ الصبر إلى اليوم الذي يتخلصون فيه من هذه النكبات فأخذوا في شد أزر الأسرة الصفوية ، وقد كان لتولي شيوخ الأسرة الصفوية القيادة الدينية والعسكرية معاً الأثر الكبير في إبراز قدرتهم ونفوذهم مما أكسبهم ثقة الناس وخاصة أنهم لم يكونوا قد أعلنوا تعصبهم للمذهب الشيعي وأنهم سيفرضونه بالقوة على رقاب الناس .
نشاط دعاة الشيعة وانتشارهم بين القبائل كان هؤلاء الدعاة يمهدون لقبول المذهب الشيعي ، وكانوا يتمركزون في مدن معينة مثل كامشان ، قُم ، الري ، وقد كانوا بعملهم هذا يهيئون الرأي العام الإيراني لمثل هذا التحول بنشر الأفكار والمعتقدات الشيعية بين عامة أفراد الشعب ، وقد كان إسماعيل مدركاً لمدى رسوخ العقيدة عند أتباع المذهب الشيعي الذي كانوا يتعصبون له مما جعله يستغل ذلك بتحريكهم وجمعهم.
القهر الذي مارسه الشاه إسماعيل ضد السنة بعد أن تُوج الشاه إسماعيل ملكاً أعلن أن المذهب الشيعي هو المذهب والمعتقد الرئيسي لإيران ، وذلك بعد دخوله تبريز ، وكل من يخالف ذلك ويرفضه فإن مصيره القتل ، حتى إنه قد ذكر له أن عدد سكان تبريز السنة يزيدون على ثلاثة أرباع السكان .
فقال : إن من يقول حرفاً واحداً فإنه سيسحب سيفه ولن يترك أحداً يعيش ، وحتى قيل إن عدد من قتلوا في مذبحة تبريز أكثر من عشرين ألف شخص ، وقد مورس ضد السكان السنة أبشع أنواع القتل والتنكيل حيث قطعت أوصال الرجال والنساء والأطفال ومُثل بالجثث, فاستسلم الناس لهذا التصميم على فرض المذهب الشيعي .
الدافع القومي لدى الشعوب التي كانت تسكن المنطقة فقد تجمع في إيران بمرور الزمن أقوام وأجناس مختلفة فكان فيها الإيرانيون والعرب والأتراك والمغول فكان التعصب للجنس ظاهراً بينهم .
وكان التنافس شديداً بين الأتراك والإيرانيون والخلاف مستمر .
وأيضاً كان موقعهم الجغرافي بين العثمانيين من الغرب والأزبك من الشرق دافعاً لمثل هذا التعصب والحمية.
وقد استغل إسماعيل هذه النقاط حيث أذكى الحماس لدى هذه القبائل والتعصب ضد من حولهم وأوحى لهم بتكوين تجمع خاص يحفظ لهم قوتهم وسيطرتهم على المنطقة .
هذه العوامل التي ذكرناها مجتمعة كانت من أهم العوامل التي ساعدت على قيام هذه الدولة الشيعية في وسط غالبية من السنة .
القوى المحيطة بالدولة الصفوية
كانت عناصر القوة المحيطة بإيران في ذلك العصر تتركز في ثلاثة محاور رئيسية : العثمانيين ، وقبائل وعشائر الأزبك وهي قبائل سنية ، والتيموريين الذين انهارت دولتهم بموت تيمور لنك - كما ذكرنا آنفاً .
أما العثمانيون فكانوا الند القوي للدولة الصفوية ، وخاضوا معها معارك وحروب عدة كما سيأتي : وأما قبائل الأزبك فكانت تسعى للسيطرة على إيران وترى أنها أحق من الشاه إسماعيل الصفوي في الملك ، وبدايةً كان الشاه إسماعيل كان يريد أن يقيم علاقات ودية معهم ، وأرسل مبعوثين لذلك ، ولكن قائد الأزبك شيبك خان رد المبعوثين خائبين قد كانت لقبائل الأزبك تحركات قوية في المنطقة توحي أنها تسعى للسيطرة عليها وخاصة أنها شعرت بخطر سيطرة الرافضة ، مما كان السبب في قيام الحروب والمعارك بين الطرفين التي كانت غالباً ما تنتهي بانتصار الصفويين .
آثار الصدام بين الدولة العثمانية والصفويين
لقد أثر القتال الذي دار بين الدولة العثمانية والصفويين تأثيراً مباشراً على الدولة العثمانية سواء في المجال العسكري وتقدمها في الفتوحات في أرض أوروبا الصليبية أو في اقتصاد الدولة .
فقد أثر القتال على إيرادات الدولة العثمانية من الجمارك التي كانت تحصلها من الطرق القديمة في الأناضول ، إذ أُقفلت معظم الطرق التجارية القديمة التي سادها الخطر ، وصار التبادل التجاري بين الأقاليم الإيرانية والعثمانية محدوداً ؛ إذ انخفض إيراد الدولة العثمانية من الحرير الفارسي في حين تحولت سيطرة البرتغال على البحار الشرقية إلى حصار عام لكل الطرق القديمة بين الشرق والغرب - عبر الشرق الأوسط -التي كانت حينئذ تحت سيطرة الدولة العثمانية .
ولقد استفادت أوروبا اقتصادياً استفادة كبيرة ، حيث كان الاقتصاد الأوروبي متأثرا كثيرا بسبب الحصار العثماني لقوافله ولمناطق النفوذ التجاري فكسدت التجارة الأوروبية في البر وهذا مما شجع البرتغاليين على سلوك جانب البحر لاكتشاف الطرق البحرية ، فكانت رحلة فاسكوديجاما .
حتى البحر كان الأوروبيون يجدون في سلوكه مشقة وكانت تجارتهم فيه تتعرض للحصار ، وكان العثمانيون قد استطاعوا قطع طريق التجارة القديم الذي يربط أوروبا بالشرق ولم يعد الأوروبيون قادرين على حمل بضاعتهم إلى الموانيء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط وكسد حال تجار أوروبا الذين كانوا يتاجرون مع آسيا .
ويكفي قول بوسيك سفير فرديناند في بلاط السلطان محمد الفاتح حين صرح قائلاً : " إن ظهور الصفويين قد حال بيننا ( يقصد الأوروبيين ) وبين التهلكة ( يقصد الهلاك على أيدي العثمانيين ) .
وقد تسببت الكثير من الحروب في أن يرجع القادة العثمانيون من فتوحاتهم في أوروبا ليوقفوا الزحف الصفوي على الأراضي السُنية ، كما حدث مع السلطان سليم العثماني حينما عاد من فتوحاته في أوروبا ليواجه إسماعيل الصفوي ، وكما حدث مع السلطان حينما حاصر النمسا وكان يدك أسوارها لمدة ستة أشهر وكاد أن يفتحها ، ولكن طارت إليه أنباء من الشرق جعلته يُكر راجعاً إلى استانبول ، لقد كانت نذر الخطر الصفوي .
اتفاقيات ومؤامرات الصفويين مع النصارى ضد الدولة العثمانية
في حين كانت الدولة العثمانية رافعة راية الإسلام غازية في أوروبا فاتحة للقسطنطينية مدافعة عن الدول الإسلامية من الهجمات الصليبية ، وتخشاها جميع دول ومماليك أوروبا ، كانت الدولة الصفوية تُحيك المؤامرات ضدها وتدخل في اتفاقيات مع دول أوروبا الصليبية لمحاولة القضاء على القوة العثمانية الإسلامية .
وبشهادة الجميع كان عهد الدولة الصفوية هو عهد إدخال قوى الاستعمار في المنطقة حيث مهدت له الطريق .
ولقد شهد التاريخ كثيراً من تلك المؤامرات وخاصة التي كانت في عهد الشاه إسماعيل الصفوي ، فبعد الهزيمة المرة التي لحقت به في موقعة جالديران أمام السلطان سليم تحرك للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة التي لحقت به في هذه الموقعة فأقام العلاقات معهم والذين هم أنفسهم كانوا يبحثون عنها فقد كانوا جزءاً من أوروبا التي فرحت بظهور الدولة الصفوية حين لاحت لهم بظهورها فرصة انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم ، ولذلك فقد سعت الدول الأوروبية إلى إسماعيل تعرض عليه تثبيت عُرى الصداقة والمودة لحضه على إيجاد علاقات سياسية واقتصادية .
وأما البرتغاليون فقد تمت اتفاقية بين الشاه إسماعيل والبوكرك ، الحاكم البرتغالي في الهند نصت على أربع نقاط هي :
تصاحب قوة بحرية برتغالية حملة إيران على البحرين والقطيف.
تتعاون البرتغال مع إيران في إخماد حركات التمرد في بلوجستان ومكران .
تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية .
تصرف حكومة إيران النظر عن جزيرة هرمز ، وتوافق على أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال وأن لا تتدخل في أمورها الداخلية .
وأما اتفاقهم مع جمهورية فينيسيا ( البندقية ) فكانت مخزية كذلك ، فقد كانت فينيسيا من الدول المتأثرة تجاريا بسبب قضاء العثمانيين على الدولة البيزنطية وإغلاقها الطريق الرئيس للتجارة بين أوروبا وآسيا ، فأرسل الشاه إسماعيل السفراء إلى بلاط فينيسيا طالباً الهجوم على العثمانيين عن طريق البحر ، وأن يقوم هو بالهجوم من ناحية البر ، بشرط أن تسترد فينيسيا قواعدها التي فقدتها في البحر الأبيض المتوسط .
ومن الدول التي كانت إيران تسعى لإيجاد علاقات معها للتخلص من الدولة العثمانية أسبانيا والمجر حيث بعث الشاه إسماعيل برسالتين إلى أسبانيا والمجر ، طلب فيها عقد معاهدة صداقة وتعاون بينهم وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك ، حسب تعبيره .
وكانت للشاه عباس كذلك اتصالات ومؤامرات مع الجانب الصليبي ؛ فقد قدم الشاه عروضا للأسبان عن طريق البنادقة لكي يتقاسما أراضي الدولة العثمانية فتحصل الأولى على الجزء الأوروبي وتستأثر الثانية بالآسيوي ولم يكن هذا العرض سوى واحد من عروض كثيرة حملها سفراء إيرانيون كانوا يقطعون المسافة بين أوروبا وإيران جيئة وذهابا .
كان هذا هو المنهج الذي نهجه الصفويون في تعاملهم مع دولة السُنة ، منهج كيد وتآمر ، ولقد أثر ذلك في كثير من مجريات الأمور، واستفادت الدول الأوروبية منه أعظم استفادة كما مر معنا سابقاً .
ويرى الرافضة أن تقاربهم مع أهل السُنة كما يذكر ذلك ويقرره المؤرخ الشيعي عباس إقبال في كتابه " تاريخ إيران بعد الإسلام " حيث يقول في صفحة ( 647 )" يُعد الشاه إسماعيل بلا شبهة أحد أرشد وأكبر ملوك إيران ومع أنه تخطى جادة الإنصاف والمروءة في تحميل مذهب التشيع على شعب إيران وكان أغلبهم حتى ذاك الوقت من السُنة فسفك دماء كثير من الأبرياء بقسوة إلا أن سياسته في هذا السبيل أي إيجاد الوحدة المذهبية في إيران وجعل المذهب الشيعي مذهباً رسمياً واختيار السيرة التي سار عليها خلفاؤه قد أفضت إلى نتيجة هامة جداً ، هي حفظ المجتمع الإيراني من شر هجمات السلاطين العثمانيين المتعصبين الذين كانوا يسمون أنفسهم من أواخر عهد السلطان سليم أمراء المؤمنين وخلفاء جميع المسلمين وادعوا أن كافة المسلمين لابد أن يطيعوهم بحافز الإيمان كهد الناس في زمن العباسيين وأن يعترفوا بأن إجراء أوامر السلطان فيهم فريضة دينية بعد حكم الله ورسوله ، وقد حالت سياسة الملوك الصفويين بعداوتهم الدينية للسلاطين العثمانيين دون انخداع أهل إيران بهذه الدعوة وانخراطهم بفقد استقلالهم في المجتمع السني بل إنهم خلافاً لذلك كانوا دائما يتوددون ويرتبطون ببلاد المسيحيين الأوروبية يستقبلون سفرائهم ويبعثون إليهم بمبعوثيهم ، وقد تعرفت إيران إلى حد ما بهذه الطريقة إلى أحوال أوروبا التي كانت في حالة من الرقي ، كما صارت مقدمات لانتقال بعض وسائل الحضارة الجديدة إلى إيران " .
نهاية وانهيار الدولة الصفوية
رغم أنه في عصر الشاه عباس الكبير وصلت الدولة الصفوية إلى درجة كبيرة من التقدم والازدهار إلا أنها أخذت تنحو نحو الانحدار بعد وفاته .
ورغم أن الشاه عباس الكبير قد دفع بإيران إلى التقدم إلا أنه قد زرع في نفس الوقت بذور الضعف في الدولة الصفوية فشرع السوس ينخر في عظامها.
وكان قد شاع في أواسط الأسرة الصفوية قتل بعضهم البعض خوفاً على المناصب ، فكانوا يقتلون كل من يتوجسون منه خيفة من أقاربهم حتى وصل الأمر بهم إلى قتل أبنائهم كما فعل الشاه عباس الكبير فقد قتل أبنائه الأربعة وسمل أعينهم كما مر معنا سابقاً .
وكانت كثرة العداوات مع الجيران المسلين سبباً قوياً في إنهاك الدولة وإضعافها ، فحروبهم التي كانوا يخوضونها مع الدولة العثمانية ومع الأُزبك والأكراد والأفغان كان الغرض منها ليس توحيد المسلمين تحت راية واحدة وإقامة خلافة إسلامية ، وإنما الغرض الأساسي هو السيطرة ومد النفوذ ونشر العقيدة والمذهب الشيعي بالقهر والقوة ، وقتل كل من يعارض ذلك فسفكوا الدماء في المدن السُنية التي كانوا يدخلونها ؛ لذلك استمرت الحروب مع الجيران حتى كانت مرحلة الضعف في الدولة الصفوية ومن ثم الانهيار .
وكان القهر الذي يمارس على الشعب والشطط في جباية الضرائب وظلم العمال سببا في قيام الثورات الداخلية ، وكذلك الضعف الاقتصادي الذي ألم بإيران في عصر الشاه عباس نتيجة النظام الإقطاعي الذي أوجده حيث أدى إلى حدوث مجاعات وقلة في المؤن حتى أن العسكر والمدنيين لم يجدوا الرواتب .
وكان من أسباب الانهيار كذلك ضعف الأمراء من بعد الشاه عباس الكبير وميولهم إلى الخمر والنساء وإهمال أمر الدولة ، فقد مرَّ في المباحث السابقة أنه تولى بعد الشاه عباس حفيده صفي ثم خلف صفيا ابنه عباس الثاني وبعده ابنه سليمان ، وخلف سليمان ابنه حسين ، ومن ثم ابن حسين طهماسب الثاني والذي انهار ملك الصفويين في عهده فقد كثُر الخارجين على الدولة من الداخل وكثر الهجوم من الخارج ، من الأفغان والعثمانيين والروس فلم يستطع السيطرة على المنطقة إلا بمساعدة نادر زعيم الافشاريين وعقد حلفاً معه ، فقد كان قائدا ذكيا شجاعا استطاع السيطرة على المنطقة والقضاء على الفتن الداخلية وإيقاف وصد الهجمات الخارجية ومن ثم قام بعزل طهماسب وأقام ابنه عباس الثالث الرضيع مكانه وأعلن نفسه وصيا على العرش ولم تمض ستة أشهر حتى أخذ الملك لنفسه باختيار القادة والأمراء حوله .
وكانت هذه نهاية طبيعية لدولة قامت على الظلم والتفريق بين الأمة والتحالف مع أعدائها ، وقد كانت الفترة التي قضتها الأسرة على كرسي الحكم قرنين ونصف القرن .
شجرة الأسرة الصفوية في الرئاسة والحكم , صفي الدين الأردبيلي , صدر الدين موسى بن صفي الدين , السلطان خواجة سياهبوش ، إبراهيم ( شيخ شاه) , السلطان جُنيد , السلطان حيدر , الشاه إسماعيل الصفوي ( مؤسس الدولة الصفوية) , طهماسب , الشاه إسماعيل الثاني , السطان محمد خدا بنده , الشاه عباس الكبير , صفي الأول ,عباس الثاني , صفي الثاني ( سليمان) , حسين , طهماسب الثاني , عباس الثالث (الرضيع)
يتبع .......

الاحزاب الدينية ... حركات واحزاب الدولة الاسلامية الجزءالثالث

الحركات والتيارات السياسية الاسلامية بعد الفتنة
لقد كان لمعركة صفين وللتحكيم دور مهم في وضوح الرؤية الحزبية في المجتمع الاسلامي .. وقد اصبح المسلمون احزاب وشيعا فكل حزب يرى ان الحق لجانبه وان المصلحة في خلافة من يؤيده ..
والحقيقة هي مسالة سياسية خالصة فاصراع كان سياسيا حول منصب الخليفة وحول احقية كل طرف بهذا المنصب ونتيجة لتاثير الدين في النفوس نلاحظ ان هذا الصراع السياسي اصطبغ بصبغة دينية خالصة وصار كل حزب فرقة دينية خاصة فاصبحوا يقتتلون سياسيا ودينيا واصبح لكل فرقة اسم مذهبي تعرف فيه مثل الشيعة والمرجئة والخوارج وبدل ان يتحاجوا في إعمالهم وما ينتج عنها من مكاسب ومفاسد بداؤا يكفر بعضهم بعض وأصبحت الجنة والنار هي المعايير المستخدمة
وسنقوم بمناقشة كل هذه الفئات او المذاهب او الحركات السياسية
الشيعة
هذا هو الاسم الذي يشمل كل الفرق الاسلامية التي تقول بان علي هو الخليفة الشرعي لمحمد وهم يقدمون علي على سائر الصحابة وهم الذين يقولون بولايه علي نصا ووصية جليا كان او مخفيا
اما لفضة شيعة فهي تدل على من شايع الشخص وهم الأصحاب او الإتباع وهي ليست مقتصرة سابقا على أشياع علي بل تعدته الى شيعة معاوية وشيعه قيس بن سعد مثلا .....وهو لفظ استخدم للدلالة بعد ذلك على أتباع علي
اما اعضاء هذا الحزب فهم المقداد بن اسود الكندي وابو جندب بن جنادة الغفاري وسليمان الفارسي وعمار ابن ياسر ويرجع إنشاء هذا الحزب الى وفاة الرسول وكان المسلمون لم يعرفوا معرفة صحيحة رائيه في ولاية الحكم من بعده وأصبحت المسالة الشاغل للناس هي الفصل بين الامامة والرئاسة او الخلافة وهي نشاة بين كبار الصحابة منذ بدات مشكلة الخلافة وقد نقم أصحاب هذا الحزب على الطريقة التي انتخب بها الخلفاء ابو بكر وعمر وعثمان والتي لم يراعا فيها القرابة من الرسول
وقد فضل هذا الحزب عليا على الرغم انه لم يدخل في نزاع مكشوف على ولاية الحكم ..
ولكن عندما استقر الامر لعثمان ورأى بني أميه ان هذا أعاد المجد لهم لبني امية عند ذاك اشتدت الدعوة لعلي عند الشيعة حتى اذا قتل عثمان برز الحزب الشيعي مقابل شيعة او حزب معاوية وكان حزب الشيعة ككل حزب ينضم له المخلص لمبادئه والمنتفع منه فتشيع قوم إيمانا بحق علي وأولاده بالخلافة وتشيع آخرون كرهوا ان يروا الحكم الأموي لانهم كرهوا ان يروا سوادهم في يد الامويين الذين يطلقون عليه بستان قريش .
اما الكثير من الموالي فقد رءوا في سلطة الامويين الارستقراطية وان الأمويين لن يعاملوهم معاملة العرب وهذا كان يخيفهم ...
ومن خلال دراسة موضوعية لثورة المختار نلاحظ ان اغلب الذين انضموا مع المختار كانوا من الفئات المحرومة سواء كانوا عرب او موالي وقد وجدت هذه الطبقات المحرومة في التشيع مخرجا للخلاص من محنتها الاقتصادية والاجتماعية .. فالمختار جعل للموالي في الفيء نصيب وهذه تعتبر مكسبة للموالي لانضمامهم للشيعة ....وكذلك فان العداء القبلي فرض على الكثير من القبائل الانضمام الى ثورة المختار عداوة وكرها بقريش وبني امية ونتيجة لانضمام قبائل كان لهم معها ثارات الى الأمويين ..
وهناك نقطة مهمة وهي انضمام كثير من الفرس للتشيع لاجل ان يحاربوا الدولة الاموية كرها بالعرب وعسا وراء الاستقلال ببلادهم .. والحقيقة انضم للتشيع كل من يريد استقلال بلاده او مملكته عن العرب وقد ساعدت هذه الامور على انتشار التشيع في جزؤ كبير من الدولة الاسلامية بقدر ازدياد تذمر المسلمين من الدولة الاموية وانحلالها ...وقد جسدت الشيعة الرفض السياسي لبقاء السلطة خارج اهل البيت
حارب الشيعة الامويين للدفاع عن حق علي بالخلافة فكانت معركة صفين ثم اذعوا لحكم معاوية بعد ان تنازل الحسن بن علي عن الخلافة ومغادرته الكوفة الى المدينة وقد كان من نقل مركز الخلافة من العراق الى الشام أثره في بقاء العراق معارضا لحكم الامويين وقد نظر الشيعة الى ذلك بان علي كان رمز سيادتهم المفقودة .
وتحرك الشيعة بقوة في عصر يزيد ابن معاوية وحضوا الحسين على الالتحاق بهم ونصرته لاستعادة خلافة ابوه واخوه ولكن حدثت معركه كربلا ء 61 هـ وفيها خذل اهل الكوفة الحسين عن النصرة وبعد هذه المعركة تحول الشيعة من تفضيلهم علي الى ولاء له ولاال بيته وعداء لاعداء ال بيته (( وقد كان التشيع قبل حادثة الحسين رأيا سياسيا نظريا لم يصل الى قلوب الشيعة ,, وبعد مقتل الحسين امتزج التشيع بمائهم واصبح عقيدة راسخة ))
وكاول رد فعل مباشر كانت حركة التوابين التي اعتمدت العاطفة الدينية وكان شعارهم يالا ثارات الحسين وهم خرجوا توبه لخذلانهم الحسين وهزموا هزيمة منكرة في عين الورد وقتل قائدهم سليمان بن صرد الخزاعي ثم كانت حركة المختار الثقفي الذي استولى على الكوفة وسواد العراق والموصل وجزؤ من الجزيرة وواذربيجان وارمينيا وقد طلب من الناس في الكوفة البيعه على اساس الطلب بدماء اهل البيت وجهاد المحليين وأضاف اليها الاهتمام بالضعفاء من الشيعة من الناحية الاقتصادية وكان اول من اثار مصطلح المستضعفين وهذه استهوت الموالي فناصروه بشكل كبير وكان منه معظم جيشه
وقد ادى هذا التصرف الى اثارة اشراف الكوفة الذين لم يؤيدوا حركته وفضلوا البقاء على وضعهم السابق وقد اجتمع اشراف الكوفة على قتال المختار وفي مقولة عبد الرحمن بن محنف لاشراف الكوفة (( مع الرجل ( اي المختار) شجعانكم وفرسانكم ومن انفسكم ومعه عبيدكم ومواليكم وكلمه هؤلاء واحدة وعبيدكم ومواليكم اشد خنقا عليكم من عدوكم فهو مقاتلكم بشجاعة العرب وعداوة العجم ))
وقد وجد المختار في شخص محمد ابن الحنفية خير معين فهوا له منزلة كبيرة في نفوس الشيعة فهو ولي الامر ومعدن الفضل ووصي الوصي والامام المهدي ... لذلك كان اول القائلين بولايه محمد بن الحنفية وانه مفوض من الامام بالقيام بحركته وكان اهل الكوفة قد بلغ بهم التشيع انه يؤمنون باي حديث جاء على السنة الائمة من ال علي .
وقد قمعت ثورة المختار على يد مصعب بن الزبير سنة 67 هت وتتبع مصعب بن الزبير الشيعة بالكوفة بالقتل والتنكيل ولكن ثورة المختار انتجت الفرقة الكيسانية وهم اتباع المختار واصحابة وسمو بالكيسانية المختارية ..
وتعتبر الكيسانية انها اول فرقة طورت بالتفصيل فكرة الامام المهدي المنتظر وكانت احد المراكز الاساسية لظهور الغلو ..
لكن فرق الشيعة لم تبقى على مباديء ونهج واحد بل انقسمت وخاصة بعد وفاة ابن الحنفية وابنه عبد الله بن محمد الملقب ابي هاشم دون عقب الى فرق كثيرة
وقد وجدت الكيسانية نفسها اما تعدد للفرق الشيعية وتعدد بالولاءات الشيعية وكان محورها عدد غير قليل من بني هاشم القادرين على استقطاب الناس وقيادتهم
وكان اولهم بعد ابو هاشم محمد بن علي بن الحسن بن العباس الذي اوصى له ابو هاشم بالولاية ثم محمد بن علي ابن الحسين بن علي ابن ابي طالب المعروف بالباقر واخوه زيد وابراهيم بن محمد ابن علي الملقب بالامام وعبد الله بن بن معاوية ابن جعفر بن ابي طالب ثم تلاه بعد فترة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن ابي طالب الملقب بالنفس الزكية واخوه ابراهيم ابن عبد الله ووكذلك جعفر ابن محمد بن علي ابن الحسين المعروف بالصادق ...
وهكذا فقد قسم الشيعة الى جماعات كل جماعة اتخذت الرجل الذي تؤثره اماما وكان من نتائج ذلك ان اختلفت في تعيين الائمة وفي المبادي والتعاليم
وقد اختلف المؤرخون في تقسيم الشيعة فمنهم من قسمهم إلي كيسانية وزيدية وامامية وقسموا ايضا الى غالية وزيدية ورافضة
اما الغالية فقد قسموا الى خمس عشر فرقة وهم من قالوا في علي ابن ابي طالب قولا عظيما وغالوا فيه ومنهم حمزة بن عمارة البربري اذ ادعى النبوة وان محمد بن الحنفية هو الله وكذلك بيان ألنهدي ... ادعى بيان بالنبوة بعد وفاة ابو هاشم وقال هذا بيان للناس واما اصحاب عبد الله بن معاوية فقد غلوا وقالوا ان الله عز وجل نور وهو في عبد الله بن معاوية ... وكان بدء الغلو في الفرقة الخرمدية فقد قالوا (( ان الائمة الهه وانهم انبياء ورسل وملائكة وتكلموا بالاظلة والتناسخ في الارواح )) وقد كانوا الغلاة يستخدمون الظروف الخاصة التي جعلت من حب ال البيت ستارا يخفون من ورائه ماشاء من اهوائهم
اما الفرقة الثانية وهم الزيدية فقد اتخذوا من زيد بن علي ابن الحسن وثورة على هشام بن عبد الملك بن مروان وكان شعاره (( التمسك بكتاب الله وسنه نبيه وجهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين واعطاء المحرومين وقسم الفيء بين اهله السواء ورد الظالمين ونصرنا اهل البيت على من نصب لنا وجهل بحقنا )) والملاحظ هو التشابه بين شعارات ثورة زيد وثورة المختار وتركيزها على الجوانب الاجتماعية والمادية إضافة الى العوامل الدينية
وقد كان لثورة زيد هدف سياسي الى جانب المطالبة بالحق والعدل وهذا ما ذكره هشام بن عبد الملك لزيد (( بأنه كان يرغب في الخلافة ويتمناها )) وقد كانت الشيعة تطلب من زيد الخروج لكنه لم يستطع ان يجمع حوله الشيعة كلها بسبب اعتداله بالتشيع وهذا لايرضي الغلاة فقد كان زيد يفضل علي سائر الصحابة ويتولى ابو بكر وعمر ويرى الخروج على ائمه الجور ..... ويرى باجواز امامة المفضول مع قيام الافضل وهذا لايرضي الغلاة من الشيعة لذلك فشلت ثورته وصلبه يوسف بن عمر الثقفي واحرق جثته سنة 122هـ
وقد قام بعده ابنه يحي بثورة انتهت بمقتله ايضا وبعده ثار عبد الله بن معاوية بين جعفر بن ابي طالب بالكوفة وحاربه عبد الله بن عمر بن عبد العزبز ابن مروان وهزمه فلجا الى الجبال .
اما الفرقة الثالثة فهي الرافضة او الامامية ويجمعها رفض ابو بكر وعمر والقول بنص ولايه الرسول لعلي بن ابي طالب واستخلافه امر المسلمين وقد افترقوا الى اربعة وعشرون فرقة او خمسة عشر عند البغدادي وأهمهم الاثنى عشرية وهم الذين يقولون بالائمة الاثنى عشر واخرهم الامام المهدي الغائب او المنتظر وهم مجمعون على ان (( الامامة ليست محضية مصلحية تناط باختيار العامة وبتنصيب الامام بنصبهم , بل هي قضيه اصولية وهي ركن من اركان الدين لايجوز للرسول عليه الصلاة والسلام اغفالها واهمالها ولاتفويضه الى العامة وارساله )) وعلى هذا ظل الشيعة في نضال مستمر ضد الدولة الأموية ثم العباسية وقد قتل الكثير من أئمتهم على يد الدول الحاكمة الى عصرنا هذا .
الخوارج
اختلف العلماء والمؤرخين في تسمية الخوارج فمن من ذهب الى ان كل من خرج على الامام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه سمي خارجيا سواء في ايام الصحابة او الخلفاء الراشدين او التابعين او ائمة الزمان ....وقدسموا بهذا الاسم لخروجهم على الامام علي ابن ابي طالب وهناك من قال ان تسميتهم ماخوذة من الاية القرانية (( وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [النساء : 100] ))وبهذا تكون التسمية لقب مدح وليس ذم
وقد عرفوا بالحرورية والشراة والمارقة والمحكمة اما الحرورية فيقال انهم بعد ان رجع الامام علي من صفين انحازوا الى منطقة حروراء .. اما الشراة فهم من قالوا بالاية القرانية ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله اما المارقة فسموا بذلك لمروقهم من الدين مروق السهم وهم لايرضوها اما المحكمة فقد لقبو بذلك لقولهم لاحكم الا لله .
والخوارج وجدوا نتيجة انشقاق حصل بعد حرب صفين وقبول الامام علي بالتحكيم وهم من شيعة علي قبل ذلك وبايعوه بيعة صحيحة وهم يقولون بان ليس من حقه القبول بحكم لجنة التحكيم بالخلاف بينه وبين معاومة مادام بيعتهم له على الخلافة وهم يرون انه كان عليه ان يمضي في حربهم حتى يدخل الناس في بيعته وقد قالوا لعبد الله بن عباس (( قد حكمتم في امر الله الرجال وقد امضى الله حكمه في معاوية ان يقتتلوا او يرجعوا وقبل ذلك دعوناهم الى كتاب الله عز وجل فابوه ثم كتبتم بينكم وبينه كتابا وجعلتم بينكم وبينه موادعه والاستفاضة وقد قطع الله الموادعة والاستفاضة بين المسلمين واهل الحرب منذ ان نزلت براءة الا من اقر بالجزية )) وقالوا لقد كان للمؤمنيين امير فلما حكم في دين الله خرج عن الايمان .. فليتب بعد اقراره بالكفر ))
ويعجب المرء من موقف الخوارج من الامام علي وهم من دفعه لهذا الموقف وهم يخاطبوه بهذا : (( تب عن خطيئتك وارجع عن قضيتك واخرج بنا الى عدونا نقاتلهم حتى نلقى ربنا وقال لهم علي : قد اردتكم على ذلك فعصيتموني وقد كتبنا كتابا بيننا وبين القوم وشرطنا شروطا واعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا ))
وكان موقفهم هذا قبل التحكيم اما بعد التحكيم فقد تجمعوا اثنا عشر الفا يقودهم عبد الله بن الكواء اليشكري وشبب بن ربعي التميمي فلم يدخلوا الكوفة بل اتوا حروراء ثم ذهبوا الى النهر بعد ان بايعوا عبد الله بن وهب الراسبي بالامامة لكن كثير منهم فارقوه بعد قرب الامر بالقتال مع علي وبعد ان حصلت المعركة بينهم وبين علي قتل منهم الكثير ولم يبقى الا تسعه فذهب اثنان الى عمان واثنان الى اليمن ومنهم الاباضية واثنان الى سجستان واثنان الى الجزيرة وواحد الى تل موزن
ويرى كثير من الكتاب ان الخوارج هم ردود فعل لموافقة على على التحكيم وهم يرون ان امر الخلافة لايوكل الى البشر وان الاحتكام فيه الى الحرب والكفاح وهي نزعه كامنة في نفوس كثير من المسلمين كنتيجة طبيعية لفتنه مقتل عثمان وما ال اليه امر الامة من تفرق وهي اسباب دنوية وليست دينية اي الحكم والمغانمه والتطلع الى مراكز الرياسة والسيطرة ,, وقد صبغت هذه الخلافات بصبغة دينية حينما كفروا علي واخرجوه من الملة لمعارضته لاايات من القران فسروها كما تتطلب مصالحهم وهم أجازوا الخلافة في غير قريش مادام تحقق العدل وتجنب الناس الجور
والملاحظ ان الخوارج ارادت من تفسيرها للدين ان تحافظ على مكانتها اذ انهم لم يكونوا من قريش ولا الانصار بل ان جلهم من قبائل اخرى كتميم وبكر وهي كانت موجهه بالدرجة الأساس ضد الارستقراطية القرشية لذلك فان تاريخهم حافل بالصراع مع الأمويين اما من الناحية الاقتصادية فان الخوارج أكثرهم من المقاتلين الذين ارادوا الاستحواذ على الأراضي التي فتحوها والاستفادة منها وهم رفضوا مركزية الحكم وقد انقسمت الخوارج الى عدة فرق ومنها المحكمة الاولى والازارقة والصفرية والعجاردة والثعالبة والاباضية..

المرجئة
ان الصراع السياسي في بداية الدولة الإسلامية وبداية الحكم الاموي كان لها اثر كبير في نشاءه الشيعة والخوارج التي بداءة كحركة سياسية تطورت بعد ذلك الى صراع عقائدي وأدى ذلك الي نشؤ حزب ثالث وهو حزب المرجئة او حزب محايد
ويؤرخ لهذه الفرقة (( لما قتل علي علية السلام التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن ابي سفيان( الا قليل فهم الشيعة الذين قالوا بامامة علي ).واهل الحشو واتباع الملوك واعوان كل من غلب التقوا مع معاوية فسموا مرجئة ))
وهذه الفرقة نشاءة بعد استفحال الانشقاق بين المسلمين فالخوارج كفروا عليا ومعاوية والقائلين بالتحكيم والشيعة كفروا ابو بكر وعمر وعثمان ومن ناصرهم وكفروا الامويين ثم جاء الزبيريون واصبح كل منهم يكفر الاخر وتدعي انها على حق فاصيب المسلمين بخيبة امل أليمة .. ففضل الكثير منهم الحياد واثروا ان يكونوا امه وسطا وان يرجئا الحكم لله
وقد تكون هذه الفكرة قد تناسقت مع الحديث المشهور عن الرسول بخصوص الفتن (( ستكون فتن القاعد فيها خير من من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد ملجا او معاذا فليعذ به )) فالنزعة في عدم دخول الحروب التي بين المسلمين هي اساس فكرة الارجاء .
ويرى كثير من الباحثين بان الارجاء هو ان فريقا كبيرا من المؤمنين الورعين قد اكتفى بالاستسلام السلبي وحل القضايا الراهنه حل عقلاني لضرورات الواقع ويهو يستند على نظرية ان كل شيء متوقف على الايمان فمن لاايمان له لا عمل له .
وهم ردوا على غلاة الشيعة بان الامامة ركن من اركان الايمان بان (( بان الامامة يستحقها كل من قام بها اذا كان عالما بالكتاب والسنة وانه لايثبت الامامة الا باجماع الامة كلها ))
وهم لايقولون بتكفير المؤولين الا من اجتمعت الامة على تكفيره فجملة هذه الآراء تتفق مع رائي المرجئة السياسي فهم لايحكمون على الامويين ولا الخوارج ولاعلى الشيعة بالكفر بل انهم يتركونهم امرهم لله جميعا .
وتقسمت المرجئة الى عدة اقسام سب ما صنف لهم وهم مرجئة الخوارج ومرجئة القدرية ومرجئة الجبرية ومرجئة الخالصة وهناك من قسمهم الى الجهمية والغيلانية والماصرية والحشوية ... وقد كان للمرجئة دور سياسي كبير في التوفيق بين المصالح المتعارضة بين العرب وغيرهم من المسلمين حين تطور النزاع بين الاحزاب الطوائف وحلت مشاكل جديدة كموقف العرب من المسلمين الجدد فهم قالوا بان لايحل للحكومة ان تعامل هؤلاء كما لو كانوا لايزالون على كفرهم بعد ان اصبحوا مسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم .
ولم يضطهد المرجئة كما اضطهد الاخريين بل استعملوا على الامصار والثغور وقد ساعد المرجئة الامويين على نشر سلطانهم لان فكرتهم في ارجاء الثواب والعقاب الى الله ساعد على القبول بالدولة الاموية


المعتزلة
تشير اغلب الكتب القديمة الى ان المعتزلة هم اصحاب واصل بن عطاء الغزال . لما اعتزل مجلس الحسن البصري يقرر ان مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر , ويثبت المنزلة بين المنزلتين فطرده فاعتزل وتبعه جماعة سموا بالمعتزلة .
ويشار ان المعنى السياسي لها وهو الامتناع عن نصرة او مناصرة احد الفريقين المتنازعين والوقوف على الحياد كما في معركة الجمل وصفين
((ان جماعة من المسلمين اعتزلوا مع سعد بن مالك وسعد بن ابي وقاص وعبد الله بن الزبير ومحمد بن سلمة الانصاري واسامة بن زيد بن حارثة الكلبي مولى الرسول وانهم اعتزلوا عن علي وامتنعوا عن محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضا به,فسموا معتزلة وصار اسلافهم معتزلة الى اخر الابد وقالوا : لايحل قتال علي ولا القتال معه ))
ويذكر الطبري في تاريخه لسنة السادسة والثلاثين ان قيس بن سعد كتب الى علي يقول ان فرقة وقفت واعتزلت الى خربتها وقالوا : ان قتل قتلة عثمان فنحن معكم والا فنحن على رائينا حتى نحرك اونصيب حاجتنا
وحين اجتمع الحكمان قال المغيرة بن شعبه لعمرو ابن العاص (( يا ابا عبد الله اخبرني عما اسالك كيف ترانا معشر المعتزلة ؟ فاننا شككنا في الامر الذي تبين لكم من هذا القتال وراينا ان نستأنى ونتثبت حتى تجتمع الامة ... قال اراكم معشر المعتزلة خلف الابرار وامام الفجار ))
ويذكر ان الاحنف بن قيس اعتزل الفتنه بين معاوية وعلي في خاصة من قومه لا عن تدين بالاعتزال ولكن طلبا للسلامة من القتل وهدر المال وقال لقومه اعتزلوا اصلح لكم .
لذلك نرى لفضة المعتزلة اسبغت على جماعه من الناس التي اعتزلت فتنه علي ومعاوية ومعركة الجمل وهي مسائل سياسية تدور حول قتل عثمان والاقتصاص من القتلة وعلى الاستحقاق للخلافة بين علي ومعاوية وانقسام الناس الى أحزاب
اذن هي تسميه سياسية اكثر منها دينية والمقصود هنا ان الناس لم يعتزلوا لخلافات دينية بقدر اعتزالهم لصراعات سياسية بين طرفين يبغيان الحكم والرئاسة ولو ان كل المسائل الخلافية في ذلك العصر قد صبغت بصبغة دينية
ويقال ان هؤلاء المعتزلة جماعه واصل ابن عطاء هم امتداد للزهاد الذين انشقوا واعتزلوا الصراع بين علي ومعاوية وقد اتخذوا موقفا وسطا بين فلم يكفروهم كما قال الخوارج ولم يصوبوهم كما قال اهل السنة انما قالا بفسق احد الطرفيتن دون تحديد للفاسق .
وبما ان الناس قد اكثروا من ارتكاب الكبائر بسبب الخلاف بين قادة الامة في الفتنه بين علي ومعاوية وبين اصحاب الجمل فقد اختلف موقف الناس من مرتكبي الكبائر فقال اهل السنة ان مرتكب الكبيرة مادون الشرك فهو مؤمن يوجب القصاص على الكبيرة اما الخوارج فقد كفروا مرتكبي الكبائر بل كفروا كل من هو ليس على ملتهم وكفروا معاوية وعمر بن العاص وابا موسى الاشعري وقد قال الحسن البصري ان مرتكب الكبيرة منافق وهنا اخذ المعتزلة بمبداء بين بينيين فقالوا ان مرتكب الكبيرة لامؤمن ولا كافر بل هو فاسق
وهنا دخل المعتزلة المعترك السياسي وحاولوا إسباغ نظريتهم على الخلفاء وهل خلافتهم صحيحة وأيهم افضل وراءى المعتزلة في ان خلافة ابو بكر وعمر بيعة صحيحة لكنهم اختلفوا في عثمان واختلفوا في تفضيل علي على ابو بكر اوالعكس فمنهم من قال افضل ومنهم من لم يقل ذلك وموقفهم من قتل عثمان فقد كان محيرا اذا قال ابو هذيل العلاف وهو من زعمائهم (( لاندري ان كان قتل ظالما او مظلوما ))
اما في مسالة الامامة فقد ذهب المعتزلة الى ان هي اختيار الامة وان الله لم ينص على رجل بعينه وانما هو الأمة تختار رجلا منها ينفذ فيها احكامه سواء كان قرشيا او غيره من اهل ملة الاسلام واهل العدالة والايمان ولم يراعوا في ذلك النسب ولاغيره وذهبوا ان الامامة تجوز في قريش وفي غيرها
بل ان بعضهم ذهب الى ان الامامة تجوز في المولى وفضلوا النبطي على القريشي في الامامة
وقد امتاز المعتزلة فهم تكلموا بحرية الراي والاعتماد على العقل والإقناع ورفعوا العقل الى ان يكون مصدرا من مصادر معرفتهم الدينية وهم اول من اعترف بقيمة الشك كباعث على المعرفة ..

الاحزاب الدينية .. ظهور الاحزاب الثلاث الجزء الثاني


العرب احد الشعوب السامية تنحدر من سام ابن نوح ينقسم العرب الى قسمين الابائدة واالعرب الباقية ... الابائدة هم من بادوا كعاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الاولى والعرب الباقية هم القحطانيين كطيء ولخم وجدام , العدنانية كفزارة وسليم وقريش وغيرهم ...اما العرب الباقية فهم نوعين عرب عاربة وعرب مستعربة فالعاربة العرب العرباء وهم بني قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح اما قحطان فكان اول من ملك اليمن واول من سلم ( ابيت اللعن ) كما يقال للملوك وقد تشعبت قبائلة وبطونه من سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان فكان منه بطون حمير وكهلان واليه ينسب سكان يثرب من الاوس والخزرج .
العرب المستعربة هم بنو إسماعيل ابن إبراهيم وسموا بذلك لان إسماعيل لما نزل جرهم من قحطان فتزوج منهم وتعلم هو وبنوه العربية فسموا مستعربة والموجودين من العرب من ولد إسماعيل كلهم من بني عدنان بن ادد
وقد وجهه العرب همهم الى الى انسابهم وكانوا يعتنون بها عناية كبيرة لانها دعامة من دعائهم الألفة والتنافر ومن دعامات النظام السياسي فالنسب هو الضامن والكفيل للحصول على حقوق المواطنة في المجتمع القبلي الذي تقوم منه القبيلة وفروعها وتقوم مقام القومية والجنسية ألان .
حاول القران ان يبعد الناس عن الأنساب والاحساب لأنها تبعد العرب عن الاجتماع كأمة ايمانية
وقد قال الله : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ [المؤمنون : 101]
وقال رسول الله ( ص ) : تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم فان صلة الرحم محبه في الأهل مثراة في المال منساة في الأثر .
وعلى الرغم من ان القران لم يتعرض الى تقسيم العرب الى عدنان وقحطان انما خاطبهم بلسان الرسول على انهم من نسل إسماعيل وإبراهيم ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78]))
ويرجح ان وضع الخليفة عمر بن الخطاب لديوان العطاء كان أول تنبيه للعرب الى ضرورة العناية بأنسابهم وتصنيفها وتدوينها لاسيما وان بناء الدولة كان في ذلك الوقت قبليا وقد ذكر ان الوليد بن هشام بن المغيرة هو الذي اشار على عمر بن الخطاب بتدوين الدواوين وتجنيد الجند وفقا لما رآه لدى ملوك الشام فاخذ عمر برئيه ودعا عقيل بن ابي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وأمرهم ان يكتبوا الناس على منازلهم .
وقد صنفت الدواوين الناس بالقرابة بالرسول وبالسابقة في الإسلام وبالطبقات التي تستند على أساس دورهم في الفتوحات والغزوات
بينما تميز الناس في عهد الدولة الاموية الى عدنانيين وقحطانيين وكان هناك حزبين يمن وقيس او يمن ومضر او قحطان وعدنان وقد شجعت الفتن التي ظهرت في عهد عثمان وعلي ومعاوية على تمايز الناس وعلى ظهور العصبيات القبلية فتحزبت القبائل وكانت تقاتل على أنها همدان او طيء او مضر او ربيعة او غير لك
وقد كان لمصاهرات الخلفاء اثر كبير في إثارة الكثير من الصراعات القبيلة بين انساب الخلفاء الذين يقربون من السلطة وبين باقي القبائل المنافسة كما حدث حينما تزوج معاوية من ميسون بنت بحدل الكلابية وقد أدى هذا الى دعم أعدائهم من قيس لثورة ابن الزبير في نزاعه مع مروان بين الحكم
ونلاحظ ظهور المنافسة أخرى بين اهل الوبر واهل المدر وعرب الجنوب وعرب الشمال
اما حب القتال الذي امتازت به تميم فقد تجلى في دعمهم لسجاح المتنبئة وبعد حروبهم مع خالد رجعوا الى الاسلام وتوجهوا الى قتال الفرس ثم خراسان وقد أظهرت تميم ما كان معروف عنها من حبها للقتال في الجاهلية وقد فطروا على عدم الانصياع للسلطان وكان لهم نصيب في جميع الفتن التي ظهرت في عهد الدولة الأموية وقد أوقعوا وقائع دموية مع ازد عمان في البصرة وخراسان وتهاجا شعرائهم فنظم الكميت قصيدته ورد عليها دعبل الخزاعي
هم كتبوا الكتاب بباب مرو وباب الصين كانوا ألكاتبينا
وهم جمعوا الجموع بسمرقند وهم غرسوا هناك التبتبينا
وقد رتبت القبائل العربية كالتالي : شعب وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا ثم القبيلة مثل ربيعة ومضر والعمارة كقريش والبطن كعبد مناف والفخذ كبني هاشم والفصيلة كبني العباس . وشعوبا كما وردت في الاية هي من شعباي النسب الابعد عن القبيلة .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
كان المجتمع العربي قبل الدعوة الإسلامية مجتمعا قبليا تتحكم فيه العصبية اشد التحكم وكان على الإسلام ان يواجه هذا الواقع ليصلحه ويسمو به على مستوى اجتماعي إيماني أعلى ... وكانت مهمه الرسول مهمة عسيرة وبالغة المشقة فكان بحاجة الى ايقاظ العاطفة الدينية في النفوس وليس فقط الاكتفاء بنشر المباديء وكان اول من اتبع محمد هم من أفراد عشيرته والأصدقاء والموالي والرقيق غير انه كان يرغب بضم كل أهل مكة لدعوته ومن ثم يرتفع بالدعوة الى أمه ويجعلهم على اتجاه ديني واحد .
ولم تكن الدولة نظام منفصل عن الجماعة بل كانت الدولة وفق منهجهم هي الجماعة في جملتها فلم يكن هناك نظام سياسي أسسه الإنسان بل كان هناك نظام اجتماعي طبيعي بالغ الدرجة من النماء
فالقبيلة هي وحدة سياسية بني عليها المجتمع الاول قبل الاسلام وكان على الإسلام ان ينقل المجتمع من طور الوحدات السياسية المتعددة القائمة على أساس القبيلة إلى طورا اكبر وهو الوحدة السياسية الشاملة القائمة على نظام دولة
وقد جمع الرسول القبائل في وحدة دينية ولغوية واجتماعية يكون خضوعهم لرئيس واحد ومن ثم خلفائه وجاءت الآيات لترفع من مستوى العرب ولغتهم ولدعوته الى التمسك بعنصر فعال من عناصر تكوين الأمة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44]
وقد كان لزاما على الرسول ان يحارب النزعات العصبية والروح القبلية التي كانت تحول دون توحيد القبائل العربية في العصر الجاهلي فلابد من إيجاد رابطة أقوى من رابطة الدم لأجل ان تزيل هذه العصبية القبلية وإحلال مشاعر الإخوة والسلام والوئام بين شتى القبائل
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الفتح : 26]
ويقول الرسول ( ص ) : من قاتل تحت راية عمية لعصبية او يدعو لعصبية او ينصر عصبية فقتل قتلة جاهلية
يامعشر قريش ان الله قد اذهب عنكم نخوة الجاهلية تعظمها الاباء الناس من ادم وادم من تراب
ولم يفاضل الرسول بين الناس وأسا أحسابهم او أنسابهم او أجناسهم وإنما فاضل على أساس التقوى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم ..........
واكد الرسول في خطبه الوداع على ذلك كلكم من ادم وادم من تراب ان أكرمكم عند الله اتقاكم ... والناس كلكم سواء كأسنان المشط وقد شهد العرب حادثة لم يكونوا ليشاهدوها وهي ان محمد القرشي أصبح أخا لبلال الحبشي ولزيد بن حارثة الكلبي وهو مولى لخديجة وهبته للرسول فاعتقه .
وهذه الفكرة عارضت بالصميم نعرة الشعور القبلي عند العرب التي تبنى على أساس احترامه الشخصي وشهرة أجداده ومضى اقتدائهم بها الى نزاع دموي دائم
وقال في يوم فتح مكة الا كل دين او مال او دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي وكذلك الغي حق الثار الشخصي وأرجعه الى الله وأنكم مهما اختلفتم في شيء فمردودة الى الله والى محمد
ومن هنا كانت ردة الفعل العنيفة لزعماء قريش اذ وجد زعمائها أنفسهم مهددين في عقيدتهم ومصالحهم فازدادت حروبهم الكلامية مع المسلمين الى التهديد ولكن قوة العصبية للقبيلة التي يتميز بها العرب قد حمته من اي محاولة اعتداء على حياته على الرغم من ابن بني طالب ابني هاشم لم يظهروا اي عاطفة نحو تعاليم التي جاء بها محمد .
وقد هاجر الرسول الى يثرب فالمجتمع اليثربي كان أكثر ملائمة من المجتمع المكي لنشر الدعوة فقد كان منقسم على نفسه وكان هناك صراع بين قبيلتين عربيتين هما الأوس والخزرج وقد سادة المدينة حال من الفوضى وانعدام الأمن جعلت الحياة صعبه وغير ممكنة مما جعل الرسول يكون أفضل حل بوصفه فوق كل النزاعات العصبية الدموية وفوق النزاعات الحزبية وداعية إلى الوحدة والتضامن تحت لواء الدين
وكذلك وجود اليهودية قرب يثرب جعلت أهلها يتقبلون التعاليم التي تدعوا الى التوحيد والإيمان بالله الواحد
وقد يكون عامل المنافسة بين مكة والمدينة أيضا من عوامل نجاح الرسول في المدينة نتيجة المسابقة والمنافسة والمحاسدة لان اهل مكة من العدنانيين واهل المدينة من القحطانيين وهناك من يرى ان عدم خوف اهل المدينة من سقوط الاصنام وعدم تاثير ذلك على تجارتهم مثل ما يؤثر على اهل مكة مدعاة لصعود المدينة في منافستها لمكة
وقد استطاع الرسول ان يوجه ضربة قوية الى النظام المتمركز في الجزيرة العربية عن طريق إقامة حكومة دينية مطلقة بدلا من حكومات ارستقراطية التي كانت الأسر الحاكمة تتوزع فيها السياسة وشؤون العامة تحت مظلتها
ويقول فون كريمر عن وضع القبائل العربية في الإسلام (( وقد جمعت فكرة الدين المشترك . تحت زعامة واحدة شتى القبائل العربية في نظام سياسي واحد . ذلك النظام الذي في سرعة تبعث على الدهشة والإعجاب وان فكرة واحدة كبرى هي التي حققت هذه النتيجة وهي مبدءا الحياة القومية في جزيرة العرب وهكذا كان النظام القبلي لاول مرة وان لم يقضى عليه نهائيا ( اذ كان ذلك مستحيلا ) شيئا ثانويا بالنسبة للشعور بالوحدة الدينية
وفي صحيفة الرسول وهي كتاب عقد بين النبي محمد والأنصار واليهود في المدينة وهو الذي نظم أسس الدولة الإسلامية عقب الهجرة وقد جاء فيه
ان الفرد لاينتمي الى الامة الا عن طريق عشيرة وقبلية وبذلك تبقى العشيرة والقبيلة كما هي وان انتمت للأمة وكذلك تركت الرئاسات للقبائل على حالها وبقيت النفقات التي ليست ذاك صيغة خاصة كما هي كالفداء للأسرى ومسالة الولاء فلا يسوغ لأحد ان يدعو مولا لمخالفه مولاه
وقد تنبه الرسول الواقع الجديد في المدينة من ناحية وجود فئتان هما الأنصار والمهاجرين فاوجد رابطة جديدة وهي رابطة المؤاخاة فقد آخى الرسول بين الأنصار والمهاجرين
وعلى الرغم من الجهود الجبارة للرسول في انتزاع الجاهلية من صدور العرب الا ان بعض القبائل بقيت متمسكة بعاداتها فهذي خزاعة قتلت رجلا من ليث بقتيل لها في الجاهلية وان رجلا من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فكان بينهما قتال وتنادى القوم يامعشر الأنصار وصرخ المهاجر يامعشر المهاجرين فبلغ ذلك الرسول فقال مالكم ودعوة الجاهلية .
وفي حديث الافك قال اسيد بن حضير زعيم الخزرج يارسول الله ان كان من الاوس نكفكهم وان يكون من إخواننا الخزرج فمرنا بأمرك . فوالله أنهم اهل لضرب أعناقهم فقام سعد بن عباد فقال كذبت لعمر الله ان تضرب اعناقهم اما ماقلت هذه المقالة الا ان عرفت انهم من الخزرج وان كانوا من قومك ماقلتها وتثاور الناس حتى كاد يكون شر بين الحيين ....... فقال الرسول ص ( يامعشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بعد ان هداكم اللله للاسلام ) فبكى القوم وتعانقوا
ومع كل هذا فقد اتخذ النزاع بين الأوس والخزرج بعد الإسلام الى صيغة اخرىة فقد تطاول الحيان أيهما يفوز بسابقة عند الرسول ويذهب له ذلك فضلا . فلما قتلت الاوس كعب بن الاشرف لعداوته لمحمد وتحريضه عليه استأذنت الخزرج ان تقتل سلام بن حقيق اليهودي في خيبر فإذن لهم الرسول .
ونجد هذه المنافسة موجودة في قريش أيضا فقد كانت المنافسة بين بني أمية وبني هاشم من الجاهلية وفي الاسلام نصر بني هاشم محمد وحاربه بني أمية وعلى رأسهم ابو سفيان وقد ظلت العداوة بين الأسرتين قائمة ولفترة طويلة
الخلافة ونشاءه الحزبية السياسية
الحزبية السياسية هي قيام مجموعة من الناس بتكتل يضم من لهم مصالح متقاربة وافكار متسقة ولهم غايات موحدة ناجمه عن وضع موحد ..... فالحزب هو جند الرجل جماعته المستعدة دوما للقتال ونحوه . وحزب الرجل أصحابه الذين هم على رائيه
وفي عصر الرسول لم تنشاء أحزاب بل نواة حزبية وبداية تكتلات لان الكل كانوا يدينون بالولاء للرسول كانت له كلمة الفضل على الجميع فلم يكن هناك مجال لنشؤ او اختلاف في المذاهب وكان المسلمين على منهاج واحد في أصول الدين وفروعه غير من اظهر وفاقا واضمر نفاقا
مادام الخلاف طبيعيا في المجتمعات البشرية فلا بد ان تمر الأمة الإسلامية بفترات خلاف ولا غرابة في اختلاف المسلمين بعد الرسول وكانت بذور الخلاف قد بداة عند مرض النبي ووفاته ودفنه ... فقد كانت المسالة التي اختلف فيها المسلمون هي مسالة الخلافة او الامامة وهي مسالة سياسية لاعلاقة لها بالدين فهم لم يختلفوا على أركان الإسلام ومبادئه بل كان خلافهم في موضوع الخلافة والإمامة سياسيا بامتياز
وأول حركة سياسية ظهرت بعد وفاة الرسول هي مبادرة الأوس والخزرج الى الاجتماع في سقيفة بني ساعد الذي دعا له سعد بن عباد .. وقد علم بأمر هذا الاجتماع عمر بن الخطاب واخبر ابو بكر واصطحبا ابو عبيدة بن الجراح معهم
والتقوا بالأنصار في سقيفة بني ساعد فكان الخلاف بين المهاجرين والتنافس بينهم على الإمامة والخلافة ينبع من الروح العصبية والقبلية وليس خلافا دينيا فهم جميعا مسلمون على دين التوحيد الواحد
اما حزب الأنصار فقد قوضت خطبه ابو بكر أركان الوحدة فيه على الرغم من ان حركة الأنصار ليست وليدة اللحظة بل سبقها عدة اجتماعات ادى الى اتخاذ هذه الخطوة في يوم وفاة الرسول وهناك اشارات من الرسول الى تخوفه على الانصار ومنها حديثة لهم انكم ستلقون من بعدي أ ثرة فاصبروا حتى تردون علي الحوض وكذلك وصيته للأنصار والمهاجرين ( اما بعد يامعشر المهاجرين استوصوا بالأنصار خيرا فان الاناس تزيد والأنصار على هيئتها لاتزيد وإنهم كانوا عيبتي التي آويت اليها فأحسنوا الى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
وكان لصدور هذه الإشارات من الرسول اثرها في نفوس الأنصار الذين شعروا بالخوف من المصير السيئ
والحقيقة انه ظهر في تلك الفترة الحرجة ثلاث تيارات سياسية طالبت بالخلافة والإمامة ففرقة الشيعة وهم شيعة علي بن ابي طالب ومنها افترقت باقي طوائف الشيعة وفرقة الأنصار وقد دعوا عقد الأمر الى سعد بن عباد وفرقة المهاجرين وهذه مالت الى بيعة ابو بكر الصديق فجمعهم هذا الشعور المشترك بالخطر الى ان يعملوا متحدين لتدعيم مركزهم في الجماعة الاسلامية يجعلهم في مامن من قريش وغير قريش ممكن يضمرون لهم الضغينة ويظهرون غير ماتكنه صدورهم
فموقف سعد بن عباد وطموحه للإمارة يوم السقيفة قبل ان ينتزعها منه ابو بكر يعد امتداد لموقفه يوم فتح مكة .... فعندما مر بابو سفيان نظر اليه سعد وقال (( اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة اليوم أذل الله قريش )) وكان يريد استئصال شافه القرشيين الذين لم يدخلوا الإسلام
وكذلك موقف ثاني يتجسد في المشاعر غير الودية التي يحفظها الأنصار لقريش خصوصا يوم غزوة حنين اذ أعطى الرسول غنائم لقريش ولم يعطي الانصار شيء فوجدوا في أنفسهم حتى قال قائلهم لقي الرسول قومه
لقد حاول الأنصار الحصول على حقهم بالسيادة على المدينة مدينتهم ولكن نسوا ان المدينة أصبحت عاصمة الرسول والتي جعل منها عاصمة العالم الإسلامي بالكامل وهذا الصراع اوجد ظهور حزب الأنصار الذي كانت حججه كمايلي
1 - ان دارهم هي دار الهجرة والنصرة وفي مدينتهم تكون المجتمع الاسلامي واستوفى حصائصه فكانت حكومة الرسول فيهم ومنهم انطلقت الدعوة لتكتسح العالم
2 - انهم بذلوا دمائهم واموالهم في سبيل الدعوة ونذروا انفسهم في سبيلها ويقول الخباب في محاجته وانتم احق بهذا الامر فان باسيافكم دان الناس بهذا الدين
3 - خوفهم من قريش ان تكون لها السيادة وتنتقم منهم وقد قتلوا رجالها وصناديدها
وبعد بيعتهم لابو بكر قال الحباب بن منذر (( فعلتموها يامعشر الانصار اما والله لكاني بأبنائكم على أبواب ابنائهم قد وقفوا يسألونهم باكفهم ويسقون الماء . فقال له ابو بكر :" امنا تخاف ياحباب ؟قال ليس منك اخاف ولكن ممن يجي بعدك . اذا ذهبت انت وانا جاءنا بعدك من يسومنا الضيم ))
وقد كانت هذه الحجج التي ساقها الأنصار باجتجاهم في سقيفة بني ساعد ولكن ابا بكر استطاع ان يقوض بينهم العصبية القبلية الكامنة بالنفوس من الاوس والخزرج فقال مخاطبا الأنصار (( ان هذا الأمر تطاولت له الخزرج لم تقصر عنه الاوس و وان تطاولت له الاوس لوم تقصر عنه الخزرج وقد كان بين الحيين قتلة لاتنسى وجراح لاتداوى , فان نعق منكم ناعق فقد جلس بين الحيي اسد يضغمه المهاجري ويجرحه الانصاري ))وهذا جعل الانصار ينقسمون الى فريقين ويندفع اسيد بن حضير الاوسي ويقول لأصحابه (( والله لان وليها الخزرج عليكم مرة لازالت بهم عليكم بذلك فضيلة ولا يجعلوا لكم معهم نصيب فيها ابدا ))
وقد تجلت العصبية واضحة في سقيفة بني ساعد بين الأوس والخزرج ولم يقضي عليها الإسلام نهائيا وهذا بشير بن سعد وكان حاسدا لسعد بن عباد فقال (( يامعشر الانصار انا والله وان كنا اولى فضيلة في جهاد المشركين ,وسابقة في الدين . ما اردنا بها الا رضا ربنا وطاعة نبيه , ولا نبغي به من الدنيا عرضا , فان الله ولى المنه علينا بذلك , الا ان محمدا من قريش وقومه أحق به وأولى , ايم والله لايراني الله أنازعهم هذا الامر ابدا فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم ))
ومن ثم بادر الى مبايعة ابو بكر وهو خزرجي فلما رات الاوس ما صنع بشير بن سعد قام اسيد بن الحضير فبايع فبايعت الاوس كلها
وهنا لم يغب عن ابو بكر معرفة السبب الحقيقي لحزب الانصار وهو دافع الخوف فبادر الى ان يخطب فيهم ما يهديء من روعهم ويعطيهم أمنهم وأمانهم ويشركهم في أمره فقال في خطبه (( وانتم معشر الانصار من لاينكر فضلكم في الدين ولا سابقتكم العظيمة في الاسلام رضيكم الله انصار لدينه ولرسوله وجعل فيكم هجرته وفيكم جلة أزواجه والصحابة فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا احد بمنزلتكم , فنحن الأمراء وانتم الوزراء إلا تفتئتون بمشورة ولا يقضى دونكم الأمور ))
الملاحظ في هذا الصراع بين الأنصار والمهاجرين في السقيفة هو الصبغة السياسية للصراع وليست الدينية فقول عمر من ذا الذ يينازعنا سلطان محمد وامارته وقول الحباب بن المنذر املكوا أيديكم ولاتسمعوا لمقال هذا ( يقصد عمر ) واصحابة فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر
وقد قيل الكثير في هذا الأمر ودس فيه الكثير وتحدثوا عن موامرات ثلاثية ورباعية في أمر السقيفة لكنننا نرى انه صراع سياسي بامتياز تجلت فيه العصبية والمنطقية بشكل يعتبر مثلا في هكذا نوع من انواع الصراعات الحزبية
والحقيقة ان هذا مشابه للعادات القبلية العربية التي تقوم على اساس من يموت شيخ القبيلة تنتقل الشيوخية الى من يتمتع باعظم النفوذ فينتخب كبار القبيلة احدهم لمليء المكان الشاغر ويكون محترما لسنه او نفوذه اوخدماته المجيدة للمجتمع ) فابو عبيدة يخاطب علي بقوله (( انك حديث السن وهؤلاء مشيخة قريش قومك , وليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالامور , ولا ارى ابو بكر الا اقوى على هذا الامر منك واشد احتمالا له واضطلاعا به ))
لقد ناقشنا حزبين وبقى الحزب الثالث وهو حزب بني هاشم
اما الحزب الثالث فهو الحزب الهاشمي (( حزب علي ابن ابي طالب المسمى شيعة علي وهم معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته )) وهو كحزب المهاجرين يؤمن بان الخلافة في قريش ولكنه لايذهب الى التعميم بل الى التخصيص على انها في بني هاشم وتحديدا في علي بن ابي طالب فهو بن عم النبي وزوج ابنته وله سابقة في الاسلام وفضله ووعلمه وجهاده الذي وضعه في خدمه الاسلام
وكذلك فانهم يرون ان الخلافة ميراث ادبي ولو كان النبي يورث في ماله لكان من باب أولى به قرابته وكذلك ميراثه الأدبي
لقد كانت صفة القبيلة واضحة في حزبين المهاجرين والأنصار فنلاحظ انحسارها في حزب الشيعة فقد كان منهم الكندي كالمقداد والغفاري كابو ذر والعبد الفارسي كسلمان والعنسي كعمار بن ياسر الى جانب من المهاجرين والانصار
الحزب الهاشمي كغيره من الأحزاب لم يكن وليد الساعة فقد بداء التفكير فيه اثناء مرض الرسول كما تشير المصادر الى ان العباس عم النبي كان قد لقى عليا فقال له : (( ان النبي يقبض فاسأله ان كان الأمر لنا بينه وان كان لغيرنا أوصى بنا خيرا ))
وفي رواية الطبري (( انطلق بنا الى رسول الله فان كان هذا الامر فينا علمنا وان كان في غيرنا أمرنا فأوصى بنا خيرا الناس ))
ورجال هذا الحزب يستندون في تايد وجه نظرهم الى أحاديث منسوبة الى النبي ومنها (( ان النبي قد نص عليه واشار اليه باسمه ونسبه وعينه وقلد الأمة الامامته ونصبه علما لهم وجعله أولى بالمؤمنين من أنفسهم في مواطن كثيرة منها غدير خم وأعلمهم ان منزلته فيهم منزلة هارون من موسى الا انه لانبي من بعدي ))
وبينما الهاشميون في شغل عما حدث بين الحزبين في سقيفة بني ساعد تقرر مصير الخلافة بمبايعه ابو بكر في السقيفة دون ان يعلم احد من اعضاء الحزب الهاشمي حتى اذا خرج الناس من السقيفة الى المسجد اتاهم نبا ما توصل اليه المجتمعون ومما لاشك فيه ان علي ومن معه اخذوا على حين غرة الا العباس بن عبد المطلب فانه كما يبدوا من خلال إلحاحه على ابن أخيه كان يحس ان في الجو شيئا وبان الامر يكاد يفلت من حزب الهاشميين فقد الح على علي ان امدد يدك ابايعك يبايعك الناس وفي رواية أخرى ياعلي قم حتى أبايعك ومن حضرنا فان هذا الامر ان كان لم نرد مثلة والامر في ايدينا فقال علي : واحد يطمع فيه غيرنا قال العباس أظن والله سيكون .
وقد تأخرت بيعه علي لابو بكر ومن خلفه الهاشميون الى سته أشهر في قسم من الروايات وذلك بسبب سؤ العراقة التي نشأت بين ابو بكر وفاطمه بشأن ميراثها في فدك وخيبر وذلك حينما ذكر ابو بكر بان الرسول قال (( نحن معشر الانبياء لانورث وما تركناه صدقة وانما يأكل ال محمد في هذا المال وهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت ))
وقد ثار جدل بين ابو بكر وحزب الهاشميين بخصوص البيعة وهو صراع على السلطة بمفهومها السياسي فعلي كان يرى ان القوم قد عدوا على حق له فسلبوه اياه فيقول مخاطبا ابو بكر (( انا أحق بهذا الامر منكم لا أبايعكم وانتم اولى بالبيعه لي أخذتم هذا الامر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي وتأخذوه منا اهل البيت غصبا ألستم زعمتم للأنصار إنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الإمارة وانا احتج عليكم بمثل ما احتججتم به عليهم )) ومن قوله احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة
وكان الحزب الهاشمي استند كما اسند حزب المهاجرين بالقرابة وكان سلاح علي في الاحتجاج عليهم قرابته من الرسول وبزوجته فاطمة ابنه الرسول وهذا الرباط الذي يجعله من ال بيت النبي فكان يخرج بها ليلا على حمار يدور بها مجالس المهاجرين والأنصار تسألهم النصرة لزوجها علي ولكنهم كانوا يقولون لها (( يابنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل )) فالانصار كانوا قد بايعوا ابو بكر والبيعة عند العربي عهد يعطيه فيملكهه ولا يستطيع فكاكا منه وهي تدل على حرمة ألكلمه عند العربي
وبعد موت فاطمة بايع عليا ابو بكر ويقول الطبري في هذا الصدد (( وكان لعلي وجه من الناس في حياة فاطمة فلما توفيت انصرفت وجوه الناس عن علي .. فضرع الى مبايعه ابو بكر ))
ان الجدل الذي قام بعد وفاة الرسول وخصوصا في موضوع الخلافة وموقف كل حزب من الأحزاب الثلاثة واتجاهه وفي ظل هذا التزاحم والصراع على السلطة وبعد ان شغلت هذه المسالة السياسية المسلمين لفترة اتضح لنا ان العصبية القبلية دور فعال مازال في نفوس القوم منها الكثير على الرغم من كل محاولات الرسول لمحوها من العالم الإسلامي وإحلال الرابطة الدينية مكانها
فالأنصار لبو داعي العصبية في اجتماعهم في سقيفة بني ساعد وهم يعلمون ان هناك من هو اتقى وانقى من سعد بن عبادة والاوس بايعت ابو بكر بداعي العصبية لتدفعها بعيدا عن الخزرج واحتجاج المهاجرين بالحديث الائمة من قريش انما هو بدافع العصبية القبلية ايضا وهي نفسها من دفعت ابو سفيان لينادي (( يال عبد مناف فيم ابو بكر من اموركم ويقول لنا ولابي فصيل انما هي بنو عبد مناف )) وقوله (( مابال هذا الامر في اقل حي من قريش )) فزعامة قريش كانت في عبد مناف وهم اعز قريش قبيلا
وقد قال شعرا بداعي العصبية
بني هاشم لاتطمعوا الناس فيكم ولاسيما تيم بن مرة او عدي
فما الامر الا فيكم واليكم وليس لها الا ابو الحسن علي
وقد قال لعلي امدد يدك لابايعك فرفض علي ذلك
مع كل هذا اتصور ان اختيار ابو بكر لخلافة الرسول هي محاولة مهمة وجدير بالدراسة لعملية فصل بيت النبوة عن بيت الخلافة حتى لاتكون شبه توحد السلطتين وترتبط بينهما رباطا دينيا ابديا كما رد على لسان عمر في حديث لعبد الله بن عباس (( ان قومكم كرهوا ان يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتتبجحوا على قومكم بجحا بجحا فاختارت قريش لنفسها فاصابت ووفقت ))
وقد رأى الكثير من المستشرقين (( ان من يدرك قوة الشعور القبلي العربي الذي لايعترف بمبدا الوراثة في إشكال حياته السياسية البدائية بل كان يترك لأعضاء القبيلة انتقاء أميرهم الخاص ))
واخيرا فما سل في الإسلام سيف على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة .. وهذا أدى إلى ظهور الأحزاب السياسية في المجتمع الإسلامي وكانت العصبية سيدة الموقف
وفي الجزء القادم سنناقش نشاءه وتطور قسم من الأحزاب الدينية .

الاحزاب الدينية .. المقدمة الاسلام ورجال الدين الجزء الاول

المقدمة
منذ ان اكشف الانسان النار وعرف مميزاتها بدا بالتزامن مع ظهورها ظهور من هو يمتلك القدرة على التعامل معها ويحتكر امتيازاتها ومميزاتها ليسلط قوتها على باقي المجموعات البشرية .. وهذا الشخص يكون دائما ضعيف وانتهازي ولايمتلك القوة الجسدية الازمة للصيد لذلك فقد صب جم تفكيرهه واستخدم براعاته في كيفيه استغلال هذه الميزة وكيف ممكن ان يتحكم بها .. واضاف الحيل والالاعيب والخيال والكذب لاعطاء صورة مرعبه عن قدرات هذه النار كل ذلك لكي يتميز ولكي يحصل على ما لايستطيع الحصول عليه بقواه الطبيعية ... ومن هنا بداء التمايز الطبقي في المجتمعات البشرية .
فظهرت طبقة الكهان او رجال الدين وهي طبقة مهمة من طبقات المجتمعات البشرية فعاده تتكون المجتمعات البشرية من الحاكم والكاهن والشعب .... وكل من هذه الطبقات له ميزاته وامتيازاته فالحاكم يكون عادة من الطبقة العليا او القوية في المجتمع وهو محاط بالنبلاء او العوائل التي تمتلك القوة والنفوذ ومحمي بالجيش ... اما الكهنه فهم الطبقة التي تكون وسط بين الحاكم والشعب وتمتاز علاقتهم بالحاكم بالتحالف النفعي فالحاكم يحتاج للكاهن لكي يسيطر به على الشعب او ان يسيس به الشعب ويعطي الحاكم رضا الالهه عنه وشرعيه الحكم بالنيابة عن الاله ... والكاهن يستفاد من الحاكم من ناحية اغداق الاموال والهبات وكذلك الحماية الازمة والسلطة الالهية فمن حق الكاهن التمتع بما يشتهي من النساء باسم الا له والاموال واطيب الماكولات لانه يخدم الاله وهو يغلف كل ذلك باسم الاله اما العلاقة بينهم فسنواصل بحثها في هذا البحث وهي الصراع على النفوذ والقوة والسلطة .... اما الطبقة الثالثة وهي الشعب فهي الطبقة الدنيا بالمجتمعات البشرية وهي التي تتكون منها الدولة بصورة عامة ومنها طبقة الفلاحين والعمال والجنود اما علاقة الشعب بالحاكم فهي علاقة المرؤس بمرؤسه فعلى الشعب ان يطيع الحاكم لترضى عنه الالهه اولا وهنا ياتي دور الكاهن بذلك فان قال الكاهن ان الملك مؤيد من الالهه ايده الشعب خوفا من الالهه ومن هنا نقول ان العلاقة نفعية بين الكاهن والحاكم او الملك اما الذي يدفع ثمن هذه العلاقة دائما فهوا الشعب ....
اما مكيانيكية السيطرة التي يمتلكها الكاهن او رجل الدين فهي تعتمد اساس على جهل الناس بما يحيط بهم فهذه الميكانيكية اوجدت من الرجل الاول الذي بقى بالكهف نتيجه ضعفه عن الصيد فبقى يتامل النار ويراقب تصرفاتها لتصبح لديه الخبرة الازمة التي يفتقدها الاخريين من صيادي القبيلة ... فاصبح هو من يتحكم بهذه القوة لمعرفته ولملازمته لها فحال رجال الدين لم يتغير كثيرا عن هذا الرجل الكهفي الاول فهم يمتلكون وقت فراغ كبير جدا يقضوه في دراسة مايمكن ان يستطيعوا دراسته من الامور وبدهاء يستطيعون ان يتوصلوا الى الطرق والاسلااليب الازمة لخداع الاخريين او لاستغلال جهلهم بالامور .... فقد انشغل كهنه مصر القديمة بالكواكب بشكل كبير واستطاعوا من خلال دراستها الحصول على كثير من المعلومات مثل فيضان النيل او انحساره كما شغلوا انفسهم كثيرا بالسحر والعاب الخفة اليدوية التي اصبحت سلاح قوي بيدهم للسيطرة على الشعب والملك ..... اما كهنه وادي الرافدين فقد شغلوا كثيرا بدراسه النظريات الرياضية وبواسطتها بنوا الكثير من المعابد والقصور بطريقة فنية كما في الجنائن المعلقة ... وكعامل مشترك بين جميع رجال الدين نلاحظ عدم تشجيعهم لتعلم الشعب لان التعلم معناه ان الامور المخفية ستصبح واضحة ولن يكون هناك حاجة لرجال الدين فقد كانوا يحتكروا المؤسسه التربوية والعلمية لصالحهم اما من تجاوز من ابناء الشعب واصبح يمتلك ناصية من نواصي العلم اتهم بالتجذيف والهرطقة والشعوذة وحكم عليه بالموت ....
ولم تستطع البشرية التخلص من سطوة رجال الدين الا في عهد الثورة الصناعية التي اسقطت النظريات التي كان يحتكرها رجال الدين واصبحت هذه النظريات عامة وشائعة .... لذلك نلاحظ انحسار كبير لرجال الدين بعد الثورة العلمية والعملية التي قامت في العالم .. فلم يعد الانسان يحتاج الى رجل الدين لمعرفة الضواهر الفلكية او حتى علاج الامراض او معرفة الربح والخسارة التي بدائت كلها تخضع لقوانين علمية ونظريات علمية تفسر هذه الظواهر .....
فانحسر دور رجل الدين بشكل كبير ولم يبقى لهم منفذ في العالم الا من ناحية السيطرة على مسالة الاخرة او الارواح والتي مازال العلم يصارعهم للكسب المعركة ضدهم بصورة حاسمه ونهائية .....
الاسلام ورجال الدين
ان من اكثر الاديان التي حاربت الكهانة وما يسمى برجل الدين هو الدين الاسلامي فالايات والاحاديث التي تكلمت عن هذا الموضوع كثيرة جدا ولامجال لذكرها كلها ولكن ساقتبس جزؤ منها للفائدة .. وكذلك حظ الله سبحانه بل واوجب على المؤمنين ان يتعلموا او ان يمتلكوا ناصية العلم التي لن تسمح للطامعين بالتسلق على رقاب المسلمين او الذين يمتلكون القدرة على استغفال الناس وبث الخرافة فيهم من السيطرة على رقاب المؤمنين فاذا اتم الانسان دينه لن يحتاج الى واسطه بينه وبين الله انتفت الحاجة الى رجل الدين الذي كان يستفيد من عدم وجود الواسطة الا من خلاله ...
والغريب بالامر انه على الرغم من كل هذا نرى ان رجال الدين وجدوا لهم منفذا من خلال ايات القران والاحاديث لينفذوا ويتسلطوا على رقاب المسلمين بصورة بشعة ... وليس هذا فقط بل استطاعوا ان يقسموا الاسلام الى طوائف ونحلل وملل واصبحت تجارتهم اكثر رواجا من قبل وكل هذا ناتج عن ابتعاد الناس عن جوهر الاسلام والتمسك بالقشور الفوقية فالله اعطى التعلم صفة ملازمة للاسلام فاول اياته كانت اقراء
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [1] خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ [2] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [3] الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [4] عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق : 5]
فهنا اشارة الى القلم واشارة الى ان الله علم الانسان مالم يعلم بواسطة القلم وهذه كانت ضربه موجعه للكهانة
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ [البقرة : 145]
فمن اتبع اهواء الناس من بعد ماجاءة من علم من الله فهو من الظالمين وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  قال (من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي  بلفظ (من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه البزار بإسناد جيد.
جاء في الصحيحين أن أبا هريرة قال: أما إخواني من المهاجرين لما قالوا: إن أبا هريرة يكثر من الحديث وهو متأخر الإسلام، قال: إنكم تقولون: أبا هريرة أكثر وأكثر، والله الموعد الله الموعد، ثم بين السبب، قال: أما إخواني من المهاجرين فقد أشغلهم الصفق في الأسواق، تجار يعملون في أمر دنياهم ويعملون لأمر دينهم، لكن ليس عندهم رهبانية، وأما إخواني من الأنصار فقد اشتغلوا في مزارعهم وحوائطهم، وأما أبو هريرة فقد لزم النبي صلى الله عليه وسلم بشبع بطنه، وحضر إذ غابوا، وحفظ إذ نسوا. فالمقصود قوله هنا أن المهاجرين كانوا أشغلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم الصفق في الأسواق، والأنصار العمل في بساتينهم.
وكذلك عمر لما لم يعرف سنة الاستئذان قال: الله المستعان، أشغلني عنه الصفق في الأسواق. أبو بكر رضي الله عنه لما مات النبي عليه الصلاة والسلام أين كان ؟لم يكن موجودا كان بالعالية، كان عند أهل زوجته بالعالية، كانوا ينتشرون، لم يكن عندهم هذا التكلف.
عمر رضي الله عنه كما في البخاري أيضا أنه كان اتفق هو وجار له من الأنصار وهو عتبة بن مالك أن ينزل جاره يوما ويأتي المغرب فيخبره بما نزل من الوحي وما جاء من الأخبار، وينزل عمر يوما. هذه كانت طريقتهم، انتشروا لضياعكم، الرهبانية هذه ممنوعة في الإسلام، ولذلك عثمان بن مظعون استأذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتبتل ـ يعني الانقطاع عن الدنيا ـ فلم يأذن له، قال سعد ابن أبي وقاص: ولو أذن له لاختصينا؛ لأننا نستطيع أن نجمع بين هذه الغرائز وبين الانقطاع للعبادة، لكن هذه كلها ليست من الإسلام. فالمعني هذا صحيح تدل عليه الآثار كلها أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يريد منهم أن يجتمعوا في المسجد ويتركوا ضياعهم ويتركوا تجارتهم ويتركوا أولادهم، هذا لا يريده، ولذلك قال: انتشروا لضياعكم.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عبد الله إن رسول الله يأكل ويصوم ويأكل اللحم ويعطي حق المرأة، يا عبد الله إن لله في ذمتك حقا، وأن لبدنك عليك حقا، وأن لزوجتك عليه حقا.
رُوِيَ عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ دَخَلَهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ ، حَتَّى تَرَكَ النِّسَاءَ ، وَ الطَّعَامَ الطَّيِّبَ ، وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ تَعْظِيماً لِلَّهِ ؟!
فَقَالَ ( عليه السَّلام ) : " أَمَّا قَوْلُكَ فِي تَرْكِ النِّسَاءِ ، فَقَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) مِنْهُنَّ .
وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي تَرْكِ الطَّعَامِ الطِّيبِ ، فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَ الْعَسَلَ .
وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ دَخَلَهُ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ ، فَإِنَّمَا الْخُشُوعُ فِي الْقَلْبِ ، وَ مَنْ ذَا يَكُونُ أَخْشَعَ وَ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَمَا كَانَ يَفْعَلُ هَذَا ، وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
فلا رهبانية ولا كهانة في الاسلام ولا وجود لهذه الطبقة التي تقف بين الله وعبدة في مسائل الاخرة وتقف بين الحاكم والرعية في مسائل الدنيا فأصبحوا وعاضا للسلاطين واصبحوا يوزعوا مفاتيح الجنة ويهددون بعقاب الدنيا في مسائل الدنيا ... ليصبحوا طبقة متنفذة سياسيا واجتماعيا يستفادون من المتشابه ويؤولون الحديث وفق اهوائهم وشهواتهم ... فمن اين اصبحت عندنا هذه الطبقة التي اتخذت من الدين مهنه تعتاش عليها واصبحت عندنا الالاف العمائهم البيضاء والسوداء التي لاهم لها الا بطنها ومصالحها وفوق هذها اصبحوا سياسيين يتحكمون في ادارة العباد نيابة عن رب العباد ....... ان هذه الظاهرة أصبح مستشرية عندنا بالعراق فأصبحت أحزاب ودكاكين سياسية يعتاشون عليها وسنكمل في الأجزاء الباقية عن نشاءه وتطور هذه الحركات .

اسلم.. فأنت أبو خليل

اسلم.. فأنت أبو خليل
اليوم يومك،

لا رحيل ولا بديل

والآن ظهرك للعراء..

وفي يديك امانة،

فاضرب.. فداك المستحيل

واذكر، وهم يتقدمون إليك

أنك آخر الأحياء في زمن قتيل

فاضرب.. سلمت أبا خليل

بغداد ليست، أيها النشمي، أرضا، أو مجرد عاصمة

فاضرب يجاوبك الصدى

بغداد أسباط وأوراس وصنعاء ونيل

كن باسم بغداد الردى

وليسقط الشيطان والثعبان والعدوان

عند تراب نعليها

وقل: من تحت أخمصنا السبيل

بغداد مرآة

يرى فيها الغزاة حقول زيت عائمة

وترى عيون الأرض في المرآة

وجها للحياة

ووردة ومقاومة

فاضرب.. سلمت أبا خليل

اليوم يومك

منذ أن رواك دجلة والفرات

وكل يوم كان يومك

خبىء الحلوى لأطفال الحياة

أمامك الدنيا

وخلفك ملجأ في العامرية

نصب عينيك المخيم في جنين

وسيد الشهداء، يبرح كربلاء

ليستدير اليك حتى يطمئن على الامانة

طمئن الدنيا عليك

وجرع الشيطان والعدوان والثعبان

كأسا من زعاف السم والموت الوبيل

واضرب.. سلمت أبا خليل

في البيت أطفال

وفي بستان عمرك أم سرك

لايزال هناك وقت للزنابق

للعصافير الندية

للبكاء على ضحايا العامرية

للخنادق

لا يزال هناك وقت للحياة

وعندما يتقدمون اليك

فكر في الحمام الأبيض المنشور ملء الريح

يحرس كوكبا وثياب اطفال على حبل الغسيل

فاضرب.. قليلا أو كثيرا صبر ساعة

هي ساعة لكن فيها ألف جيل

وتجدد الأيام وردتها

وتزدهر الأغاني في الشوارع لا الاذاعة

ويكون وقت للعيال وأمهم

ويكون فجر ينتقيه أبو خليل

اياد السماوي ... حارف رويسة

بعد ندوة اقيمت بالبيت العراقي تعجبت من طرح اياد في مسألة عادة المالكي لرئاسة الوزراء لأربع سنوات قادمة وكان دفاعة مستميتا لدرجة انه اضطر الى الدرجة والتشقلب في الطرح لاجل الوصول الى محاولة اقناع الآخرين باحقيقة الهالكي بالكرسي المقدس الى ان اضطر وتحت بديهية حكم القوي على الضعيف ان يذهب لجلب اطفاله من المدرسة في التي يدرسون فيها بالدنمارك بينما من يدافع عنه حرم اللالاف من الأطفال العراقيين من ان يذهب ابائهم لجلبهم من المدارس بالعراق بحكومته الطائفية وصولاته الكارتونية .. وقد اضطر أياد الى ان يقلب الأمور بكرك الطائفية ونظرية الماكوا بديل ومركتنه على زياجنة .. لكني بعد قرائة مقالته في كتابات لصاحبها اياد الزاملي الذي يرفض ان ينشر لي استنادا الى قانون التغريد خارج السرب تأكد لي ان أياد السماوي حارف رويسة ... راح تسألوني شنو حارف رويسة وراح اسولفه الكم
يحكى ان احد المعممين قد اعجبته امراءة فلاح بسيط من فلاحي السماوة حينما شاهدها وهي تملء الماء من الطرمبه وقد بلل الماء المسكوب من الدرام الذي تحمله على راسها قسم من جسدها الممشوق .. فارقته كثيرا لدرجه انه اصبح يصلي وهو مجنب لكثرة تفكيره فيها ... وفي احد الايام واثناء مراقبته لهذا الفلاح البسيط الساذج ليتصيد له الزلة رائاه وهو يتبول باتجاه الجنوب ... فزعق باعلى صوته ماذا فعلت لقد ارتكبت كبيرة من الكبائر لقد هدمت الاسلام واثرت غضب الله .. فذهل هذا الفلاح فقال له يمعود سيدنا دخيل بخت جدك ما تكلي شسويت ... كلة بوية انته ارتكبت كبيرة من الكبائر انته تبولت باتجاه القبلة ... وهنا سعق الفلاح البسيط مولاي دخيلك وباس يده مولاي حلياهه ... كلة بوية هاي ما تنحل انته هسة مرتك حرام عليك لاوم تطلكهه هاي تعتبر انته مطل كمرتك ثلاث مرات وما ترجعلك الا تتزوج محلل .. انطلت العبة على الفلاح البسيط فاخذ يتوسل بالسيد مولاي دخيلك شلون منين الكة محلل ومنو الثقة الي ازوجهه الة كله هذا عقاب الله عليك فقال له الفلاح زين مولاي دخيلك صير انته المحلل ... فتبسم السيد وقال بخبث يلة شاسوي امري الى الله راح اقبل على مضض ان ان اكون محلل لزوجتك ... تزوجها السيد وبعد فترة جائه الفلاح فقال له مولاي شو ما طلكت المراءة حتى ترجعلي ... كلة بوية صدك جذب اني المراءة عجبتني وما اريد اطلكهه .. فقال له الفلاح سيدنا مو احنة أتفقنه كلة أي أتفقنه بس اني رجعت باتفاقي وهنا فطن الفلاح لمكيدة السيد له فقرر الانتقام منه وبقى يراقب السيد لكي يحصل منه على غلطة يرجع بها امراءته .....
وفي احد الايام رأى الفلاح البسيط السيد وهو يتبول بنفس الطريقة باتجاه الجنوب .... فرقص الفلاح طربا املا في استعادة زوجته فمسك المعمم من علباته وكالة هاي سيدنه هسة انته مرتك طالق لان بلت باتجاه القبلة .... ضحك المعمم وقال له انته غير غشيم بوية اني صدك كاعد باتجاه القبلة لكن اني حارف رويسة وبداء بالضحك وهنا شعر الفلاح بغم كبير فنزع نعاله ودك على راس السيد ...
فيا اياد السماوي مو يقولون عليك خوش وليد وابن أجاويد جا حتى علينه تريد تطبق حارف ارويسة .... جاي تكول ,, أي هي الحادثة حصلت بس مو بهل ثخن شوية اخف تريد تفرهه علينه جا شني اياد نكلة ناكليك الجماعة تحل السالفة بمكانهم وتلغمطهه الهم شني بوية بوية المراءة علوية وبت الزهراء جا هاي هم تريدنه نسكت عليهه .. كلبتوا الدنيا من الف اوربعمائة سنة على جذبه الباب والبسمار ومن ذاك الوكت لليوم انتم تذبحون بالعالم انتقاما لبسمار الباب .. وهسة مصلخين بت الزهراء بالشارع وبالعرصات ويجي المسيحي يسترهه ... شمالكم بوية وكعت الغيرة عدكم فرد نوب
لا وجمالة جاي يكحله عماهه يكول وقد قام مجهولين بالاعتداء على زهراء يعني هم زين منك تعترف بوجود اعتداء بس هاي المرة الاعتداء من مجهولين .... اشوي مما تكول صداميين بعثيين تكفيرين ارهابيين لان تعرفهه ما ترهم بعثيين وعدهم سيارات دفع رباعي حكومية وبدون ارقام وجامهه مظلل وينزلون مسلحين بالعرصات تحت انظار السيطرات وفيلق بدر وينزلون مرة من سيارة اجرة بالشارع ويوكعولهه جلاليق ودفرات وبااخامس مسدساتهم ومحد يحجي وياهم جا هاي هي ربطت ومات الدوشيش والدور جهار بيد المالكي .. لا وفوكاهه رائد بالمرور يحلك السيارة ويشوفه تدخل من بوابة مجلس الوزراء خوش بعثية ذولة ههههههههه ... جا وين الغانون وين دولة الغانون ووين رجال الغانون بس رجال الغانون فالحين يدكون لطميات بالسيطرة .. خايب جيرة وخفت يا اياد السماوي ويا من تدعمه يا اياد السماوي ..
كاعدلي بالدنمارك ياكل جبن كرافت ابو القواطي ويشرب حليب سباع ويحجيلي على الي صار بالعرصات بالمناسبة تندلهه للعرصات وين صايرة لو انته كبل من السماوة لرفحا للدنمارك سيدة وعدل .. من غم الوكت الي بيه اياد السماوي يصير كاتب لا ويتهجم على الي فضحوا الحادثة ولم يقبلوا بان تهان ابنه الزهراء العراقية في شارع ويهتك سترها بل وتنتزع ملابسها بالشارع ... أمنت بالله (( يا أيها اللذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن ....... ألآية )) يلة كلي منو طلع الفاسق هسة .
بس هم يبعد اخوك اتذكر هاي الاية (( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) [النور : 23]
هاي الي يرموهن بالكلام والافك طيب الي يسلخوهن بالشارع شلون وياهه ظرف مشدد للعقوبة انه زهراء ابنه فاطمة الزهراء يعني خصيمك يوم القيام ام الزهراء يا اياد السماوي .... وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأنعام : 129]
فقد ظلمت نفسك وظلمت زهراء وظلمت العراق بتسترك ومحاولتك تميع ما حصل لتلقي التهم جزافا على غير المجرم الحقيقي وفقدت المصداقية يا اياد السماوي حينما تتستر على مجرم ... املا في حطام من الدنيا تستحله او مال من السحت تستقضيه منهم
ان هؤلاء من تتستر عليهم !!! هم من اتخذ مال الله دولا وعباد الله خولا وأعيدك الى قول سيد المتكلمين الامام علي عليه السلام :
أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى أَطْرَافِكُمْ قَدِ انْتَقَصَتْ ، وَإِلَى أَمْصَارِكُمْ قَدِ افْتُتِحَتْ، وَإِلَى مَمَالِكِكُمْ تُزْوَى ، وَإِلَى بِلاَدِكُمْ تُغْزَى!
انْفِرُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ إِلَى قِتَالِ عَدُوِّكُمْ، وَلاَ تَثَّاقلُوا إِلَى الاَْرْضِ فَتُقِرُّوا بِالْخَسْفِ، وَتَبُوؤُوا بِالذُّلِّ، وَيَكُونَ نَصِيبُكُمُ الاَْخَسَّ، وَإِنَّ أَخَا الْحَرْبِ الاَْرِقُ، وَمَنْ نَامَ لَمْ يُنَمْ عنْهُ، وَالسَّلاَمُ
وبعد هذا هل يوجد كلام يا اياد انظر ما كتبته البي بي سي
http://www.bbcagency.co.uk/iraqzahra3.htm
عاجل.....الحكومة العراقية ترضخ لمطالبات بالتحقيق حول الاعتداءأحمد نوري المالكي ابن رئيس الوزراء العراقي على اعلامية عراقية وتعريتها
http://www.youtube.com/watch?v=tk2Jw9336Qs
حفله داعره للمجاهد أحمد نوري المالكي وصهر المالكي وحارسه الشخصي المدعو أبو علي الاصفهاني
وبعد هذا تقول انها كذبه بل الكاذب انت ومن يحاول ان يحرف رويسة انت وليكن بعلمك وبعلم من هو على شاكلتك ان ما ينطلي على الفلاح البسيط في السماوة ومايقوم به المعممين من الاعيب وخداع للشعب وروزخونيات قد كشف ولن ينطلي عليهم بعد فلا مكان في العراق لمن يخدع الشعب ولا مكان للساقطين
واتمنى ان توصل لمن تدعمهم رسالة الشعب العراقي ان من لم يستطع ان يربي ابنه على الأخلاق لايصلح لقيادة شعب فخل يمش بوزة ببوابة المنطقة السوداء .
رابط مقال اياد السماوي
http://www.kitabat.com/i61663.htm

هم شفت البعيجي يقاتل صقور

قبل ايام نشرت لنا كتابات صورة لطلي بشري قطع حبله وهرب .وقد كانت صورة مخزية جدا ان تشاهد احدهم وهو يتقمص دور الطلي الهارب من يد الجزار في العراق وقد قطع حبله وهرب الى فرنسا ... لا تستغربوا من هذا الكلام مجرد تامل للصورة تشاهدوها مشابهه بشكل كبير لهذا الوصف ..
فهذا الصحفي ( البعيجي ) الفاشل الجبان الذي هرب مع اول تهديد له في العراق وترك خلفه المشروع الفاشل الذي طبل وزمر له لفترة طويلة مشروع امريكا الفاشل الذي نفذه بوش الاحمق سيد هذه النماذج من التافهين فكرا وخلقا وأخلاقا .. هرب سيف المزنجر من العراق ولم يخيط الشق الذي شقه في العراق بهذه الافكار الطائفية المقيتة التي غذت فتنه راح ضحيتها الملايين من العراقيين بكلام مسموم ..
الغيرة مرض قاتل لكنه مرتبط بالنساء اكثر من ارتباطه بالرجال وما قام به منتظر الزيدي تشرئب له الأعناق طويلا فهذا الرجل العراقي الاصيل صاحب الهدف الذهبي ضد جورج بوس صاحب اقوى حذاء في الكون والذي واجه صواريخ بوش النووية لايمكن استنساخها بهذا الشكل التافه فالسبق الصحفي كان لمنتظر بكل تفاصيله اما مسالة سرقه جهد منتظر الصحفي فهذه سرقة بوضح النهار وعار على فاعلها ...
سيف الخياط شخصية كردية افيلية تمتد جذورها الى ايران وهو ليس عراقي اصيل فلا يستغرب منه مثل هذا الفعل هرب لفرنسا فترة طويلة وبعد الاحتلال عاد مع الفيلية الذين عادوا للعراق مثل اوراس حبيب واحمد الجلبي الفيلي وهؤلاء يمتلكون حقدا عجيبا غريبا على العراق العظيم وبعد فترة من تواجده في العراق ونتيجة لخلافات مادية ونسائية بينه وبين بعض المتنفذين بالعراق ادت الى تهديده بالقتل فهرب كالفائر المذعور الى فرنسا مجددا ليسكن في الكمب رقم 445وقدم على طلب للجؤ السياسي على امل الحصول على لجؤ سياسي لكنه فشل وطلبت منه السلطات الفرنسية مغادرة الاراضي الفرنسية وهو في حالة يرثى لها من التسكع حتى بلي حذائة لذلك تراه يطبل وزمر كثيرا بحادثة عماد العبادي الذي ضربته كواتم الصوت الاعلامي ثم خرج علينا بمسرحية الحبل المربوط به قرب المعلف كل هذا ليلفت الاتظار اليه ..
لقد عرف عنه سرقته لجهود الاخريين الاعلامية واستساخه لمقالاتهم وافكارهم وهذا واضح جدا من خلال سرقته لفعله الزيدي على الرغم من فعله الزييدي كانت موجهه ضد محتل البلد الاجنبي وهو استسخها ليضرب ابن بلده بهذه الطريقة ماذا كان يريد من ورائها اكثر من ان يسمح له بالعودة للعراق من جديد فاقول له خل يمش بوزة لان في العراق هناك ملايين الأحذية التي تنتظره لتقع على ام راسه العفن نعم انها الغيرة القاتلة ولنعود من جديد الى صلب الموضوع ..
في المؤتمر الذي اقيم لمنتظر الزيدي في فرنسا وغيره الالاف المؤتمرات التي حضرها منتظر الزيدي وكما وعد الشعب العراقي بانه سينقل معاناته الى العالم ووفى بوعده على الرغم من التعتيم الاعلامي الكبير عليها لذلك وها نحن نراها واضحة بهذه المقابلة التي غطيت بصورة كبيرة وكان فيها الزيدي يتحدث عن المعانات للشعب العراق الى دول العالم وهو فعل كبير كما عودنا الزيدي على الافعال العظيمة وكان يتحدث عن هذه المعانات ليباغته هذا الغر المجند من المخابرات المعادية لتسقيط الزيدي ولكن هيهات فقد فشل وفشل اسياده معه .. لقد قالها منتظر في المؤتمر الذي حظره بعد اطلاق سراحة وقالها واضحة وصريحة ومدوية نعم ستجدون ان المخابرات الامريكية لن تترك الزيدي فقد تقتله وقد تقتله معنويا وهذا واضح من خلال تجنيد العملاء كما جندت هذا التافه سيف الخياط ...
الخياط الذي قدم نفسه على أنه صحفي ولاجئ عراقي- قول الزيدي إن العراق بلد محتل واستنكر إقدامه على رمي حذاءيْه باتجاه الرئيس الأميركي السابق بوش في 14 ديسمبر/كانون الأول 2008 ببغداد.
هذا التافه يقدم نفسه على انه صحفي وهو لايعلم ان بلده محتل ام لا كيف يكون صحفيا وهو يعتبر ان العراق محرر نعم هكذا حال العملاء
وتساءل الخياط موجها كلامه للزيدي "كيف تستطيع اعتبار سقوط صدام حسين الديكتاتوري احتلالا؟ وكيف تلقي التهم وتعتبر العراق محتلا هكذا بالمزاج؟". بهذا السؤال التافه استثير الخياط فكل العالم من شرقه لغربه يعتبر امريكا احتلت العراق ما عدا أنت يا خياط السؤ وحكومة العملاء في العراق
وأكد أن "العيب في السياسيين العراقيين وليس في جورج بوش"، وذلك قبل أن يرمي حذاءه نحو المنصة التي كان يجلس عليها الزيدي، غير أنه لم يتمكن من إصابته. وبعدها صاح منتظر بصوته الواثق لا تضربوه نعم فاخلاقنا ليست كأخلاق حماية الهالكي الذين أوسعوا منتظر ضربا امام شاشا ت التلفزيون
وقام المنظمون بإخراج الخياط من القاعة ثم استؤنف المؤتمر الصحفي. وعلق الزيدي على الحادث قائلا إن رميه للحذاء في وجه بوش كان بمثابة "وسيلة احتجاج سلمية ضد المحتل وليس ضد ابن شعبي".
شتان مابين الثرى والثريا شتان مابين الزيدي العراقي الاصيل والخياط الفيلي التافه شتان مابين اسد العراق منتظر وكلب امريكا وايران الخياط الفاشل والصحفي التافه
لقد وعدت ووفيت يامنتظر ونقلت معاناتنا الى العالم ولتنبح كلاب امريكا خلفك لقد تحولت الى ايقونه عز وفخر فأنت من وجه تحياته الى المغيبين في غياهب سجون الهالكي وامريكا فإننا خططنا شمسا بأيدينا لتكون شمسا للحرية وقد ذهبت مقولتك مثلا نحن شعبا يموت ولا يذل
اما التافهين أمثال الخياط وغيره فهؤلاء فقاعات تنتج من عملية تنظيف العراق وستنفجر عن اقرب فرصة

أطــلـــقْ حــــذاءَكَ تــســلـــمْ إنـهُ قــــــدرُ .... فالـقــولُ يـا قــــومُ مـا قــد قــالَ مـنـتـظرُ
يا بـــنَ الــعـــراق ِ جـوابٌ قـلـتـَـهُ عـلـنـاً ... على الملا و بـه ِ قولُ العراقيينَ يـُختـَصرُ
أطلـقْ حذاءَكَ ألـجــمْ كــلَّ مِـنْ جـَبـُنـَوا..... وقـامــروا بـمـصـيـر ِ الشـعـب ِ وأتمروا
هــذا الـعــراق ُ وهـــذا الـطـبــع ُ في دمِنا .... الغـيـظ ُ جـمـرٌ عـلـى الأضـلاع ِ يـسـتعـرُ
أرتفع ســـــعر الحـــــذاء ونزل ســــــــعر الهوش.
لان منتظر حـــــــطها بوجــــــه مســـــــتر بوش.
هذا ابن العـــــــــراق وكلها صـــــــاحت خوش.
ها خوتي ها... شك ما يتخيط شكينة