السبت، 21 أغسطس 2010

صراع حراس المصالح الامريكية

صراع حراس المصالح الامريكية



بعد الحرب العالمية الثانية اصبح الدرس القاسي لاوربا مفهوما وواضح المعالم وبني على خلفية هذا الدرس عصبة الامم المتحدة كهيئة عالمية لحل الخلافات بصورة عادلة ومنصفة للعالم ولكي لا يتكرر الخطأ الذي حصل بمعاهده فرساي بين القوات المتحالفة والمحور ... والذي نتج عنه إذلال كبير لألمانيا مما ولد روح الانتقام القومية للألمان لاستعادة الكرامة المفقودة فأنتج الحزب النازي الالماني وكان سبب لقيام حرب عالمية ثانية ذهب ضحيتها ملايين البشر بقسوة كبيرة وبمذابح رهيبة بين العالم في ذلك الوقت ونتج عنه انقسام ألمانيا و أوروبا ..

ويمكن لنا استعارة نفس المفهوم لنسقطه على ماجرى في 2003 في الحرب الشرسة التي قادتها اقوى قوة استعمارية بالعالم وهي امريكا ضد بلد مثل العراق الذي لم يكن له دور في احداث 11سبتمبر ولم يكن يحمي القاعدة ولا يمتلك اسلحة للدمار الشامل ... المضحك في الموضوع هو مبرر جورج بوش الذي كشفه مستشار المانيا شرويدر ان جورج بوش كان يريد شن حرب مقدسة صليبة ضد العراق وضد ياجوج وماجوج وهو من أغبى تصريحات وتفسيرات الحرب مما يدلل على آن الديمقراطية لا توصل للبيت الأبيض إلا الاغبياء والشاذين فكريا وهذا تاكيد لنظرية فولتير بالديموقراطية .

إن من عيوب الديمقراطية هو حصر السلطة في جمع اصوات العامة وقد ينتخب الشعب اكثر الناس بلادة وغباء ويضعهم في اعلى مناصب الدولة لا لشيء الا لمقدرتهم على تملقهم للشعب وخداعهم ......ان من يقود امريكا ليس هؤلاء الامعات بل من يقودها هي حكومة الظلم الامريكية التي تم التحدث عنها كثيرا وهي مقامة من اصحاب الشركات الضخمة وحماة الرأسمالية العالمية واصحاب شركات السلاح والنفط هذا الكارتل الذي يبنى العولمة و يقود ويتسيد على الامور في التحكم بالعالم ...

فالسبب الحقيقي للحرب هو تدمير القوة و الإمكانات العراقية بالكامل وتأخير العراق اكثر من خمسين سنة عن دول الجوار له خصوصا الدول العربية وايران ومئة سنة عن اسرائيل كل هذا من اجل منع العراق من استعادة القوة الازمة لكي ينهض من جديد كقوة اقليمية تعيد ترتيب الخريطة السياسية او ان تنتقم من الدول التي شاركت في ضربها في 1990 فلذلك من الواضح جدا الضغط العربي وخصوصا الكويتي والسعودي والقطري والاماراتي والسوري والمصري باتجاه اعادة العراق الى ما قبل عصر الانوار او الحضارة فهذه الدول تعرف ان عراق قوي قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية وخصوصا في ظل وجود لحزب قومي ايدلوجي كحزب البعث ونظام ثوري يحكم العراق ستكون اول من يدفع الثمن في حالة تخلي امريكا عن الحصار المفروض على العراق والذي ذهب ضحيته اكثر من مليون طفل عراقي ودمر البنى التحتية للعراق لكنه ابقى العراق محتفض برجالة الذين بنو نهضته في السبعينات ودافعوا عنه في الثمانينات ...

فجيش عقائدي كالجيش العراقي لن يقبل بالاذلال الذي حصل في خيمة صفوان لذلك سيكون متحفزا لاعادة الاعتبار للقيم العسكرية العراقية في حالة حصوله على فرصة مؤاتية ... وهذا مافهمته جيدا حكومة الاحتكارات العالمية ومعاهد الدراسات في امريكا والتي اوعزت باعادة العراق الى عصر ماقبل الحضارة كما قال جيمس بيكر لطارق عزيز في مؤتمر جنيف قبل الحرب مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن الذي تعهدت دول مثل السعودية والكويت بدفعه مقدما كما ساعدت دول كمصر وغيرها في اعطاء شرعية لهذا العمل

فكان السبب الرئيسي للحرب على العراق هي عدم السماح بقيام المانيا ثانية ومن هنا انبثقت خطة تقسيم العراق واضعافة ومن هنا لن نستغرب حل الجيش من قبل بول بريمر ولن نستغرب اجتثاث البعث فقد كان من موجبات تنفيذ هذه الخطة ولاعطاء شرعية لتنفيذها كانت امريكا بحاجة الى عملاء لتنفيذ الخطة الخاصة بتصفية الطياريين والضباط والبعثيين العلماء والمهندسيين والمفكريين العراقيين وكذلك اعطاء شرعية للنظام الجديد الذي يراد له ان يقوم على انقاظ هذا التدمير الذي حدث ....

ولم يكن من الصعب على امريكا الحصول على مثل هؤلاء فالمؤسسة الدينية مليئة بالذين مستعدون للقتل باسم الله والى التدمير باسم الإرادة الإلهية والحقيقة كانت المؤسسة الدينية دائما هي السند القوي لكل تدمير يحصل بالعالم فقتل مئتين شخص بضمير مرتاح يحتاج فقط إلى أمر إلهي يقوله السيد أو الشيخ او حتى القس لانك ستقتل باسم الرب فستكافا بجنة وسيكون ضميرك مرتاح !!!

وبنظرة سريعة الى كلاب المشروع الأمريكي بالعراق فتجد بينهم رابط مشترك هو التربية الدينية فطارق الهاشمي او عدنان الدليمي والنجيفي او الاسطورة الزرقاوي او الشبح ابو عمر البغدادي هم نتاج التربية الدينية السنية وكذلك الحكيم والجعفري والمالكي ومقتدى الصدر وصادق الحكيم وغيرهم كثيرين هم نتاج المدرسة الدينية الشيعية ومعهم ابو درع وحسن سالم وغيرهم من القتلة ومن الطرف الاخر ترى ان حتى العلمانيين او من يدعون العلمانية هم نتاج تربية دينية من نوع خاص فعلاوي والجلبي وعادل عبد المهدي والجادرجي والباججي هم تربية كلية بغداد او تربية الاباء اليسوعيين في هذه المدرسة والتي تطورت بعد ذلك لتصبح الجامعات الامريكية في العالم العربي وهنا يكون من الواضح ان كل هؤلاء يملكون نفس المشروع او بالاحرى هم من نفس النوع فلايوجد اختلاف كبير بينهم سوى بالتسمية المذهبية فقط.

فالصراع الحاصل بينهم الان على كرسي رئاسة الوزراء أو الوزارات السيادية او حتى على مقدار نوع وكمية المقاولات بالعراق هو صراع بين افراد من نفس النوع لا يختلف احدهم عن الأخر إلا بمن هو أسوأ من السيئ فما يسمى بالنظام الديموقراطي الامريكي بالعراق هو تجسيد حي للفشل في الفكر وفي التطبيق. فأن وجهت السؤال إلى أي من الفريقين المتصارعين على الكرسي ما هو جل طموحك ليتضح لك انه طموح لا يتعدى المذهبية أو الطائفية او المناطقية . أما موضوع بناء عراق قوي ومتنامي القوة فهذا يعتبر من ابعد مما يفكرون به ... فالسنة يريدون اخراج معتقليهم ويريدون مقاولات اكثر في مناطقهم ويريدون أرباح أكثر لأحزابهم وكذلك الشيعة فهم يعتقدون بصورة خاطئة انهم حصلوا على مايقولون انهم فقدوه من الف واربعمئة سنه اما الاكراد فالقضية لاتتجاوز المناطق النفطية المتنازع عليها لاجل اقامه اقليمهم الخاص والانفصال عن العراق ..

فالعملية لاتتجاوز صراع افراد من نفس النوع وبنفس طريقة التفكير وكل منهم يمثل اجندة سياسية لدولة مجاورة تريد ان تبعد العراق عن محاسبتها عن دورها الخياني والتامري على العراق فلا تجد في اولويات هؤلاء بناء عراق قوي او يمتلك اقتصاد مزدهر او بناء ثقافي كبير فلا تتعدى مشاريعهم تصدير نفط وتوزيعه على بطالة مقنعة لااكثر من اربع الالاف موظف وعسكري بالعراق واخذ حصصهم وعمولاتهم والمهم هذا البرود الكبير من الادارة الامريكية وادارة اوباما تحديدا لما يجري بالعراق وهذا دليل على نجاح امريكا في زرع ما يريدون ولم يعد يهمها ماتنتجه هذه العملية الطمو قراطية من شكل لنظام معين بالعراق وكل ما يهم الامريكان الان هو الخروج الكامل او ابقاء جنود لها وهذا يتطلبه وجود حكومة تبصم بحافرها الأيمن علي مثل هذه الاتفاقيات ..

اما بالضد من هؤلاء فيوجد شعب متوثب مل من تصرفاتهم الرعناء التي اضاعت الحرث والنسل شعب متوثب لاستعادة كرامته ومداواة جراحة وبناء وحدته الاجتماعية والانسانية شعب حمل السلاح ليقاتل دفاعا عن شرفه الذي اغتصب في سجون المالكي وسجون الامريكان وسجون علاوي قبلهم شعب سيقول كلمته بقوة السلاح وهو الضد النوعي لهؤلاء الاقزام فالامريكان اعادونا الى عشرات السنين الى الوراء لكنهم لم يعيدوا روح الثورة في داخلنا ولم يطفؤا نار القصاص التي تتوقد في داخل كل مقاوم شريف حمل السلاح دفاعا عن شرفه سواء كان شرفه العسكري او كان شرفه الشخصي فروح ثورة العراق التحررية مازالت بايدي امينة ومازالت مشاعلها متقدة جذوتها في صدور ابطالنا في شمال وجنوب ووسط وغرب وشرق العراق هؤلاء الابطال اللذين عرقلوا مشروع امريكا ومشروع عملائها ..

فمن اخرج البريطانيين من البصرة والعمارة ومن جعل حياة الامريكان جحيم في الانبار والفلوجة لن توقفهم مقاولات الصحوات ولا مزايدات علاوي ولا تفاهات النجيفي ولن يوقفهم مشروع الحكيم ألتقسيمي ولا المالكي (ابو ناطيها ) ولن ينفع أبواقهم الدعائية صراعاتها التافهه من ان اجل ان تكون مكنسة تنظف الطريق امام علاوي او المالكي لكي يجلس على كرسي العراق فهذا الكرسي لا يستحقه الا من يعيد للعراق نهضته وكرامته التي اهينت من دول العدوان فهو لايليق بالامعات خريجي مدارس العهر الدينية ولا من رباهم الغربيين لخدمه مصالح عليا للامبراطوريات المالية .

ولن ينفع دول الارهاب المحيطة بنا من ايرانيين وسعوديين وغيرهم مايصدرون الينا من ارهاب وما يقتلون من العراقيين بايدي ملشيات منحازة لهم فالدماء العراقية عزيزة وغالية وتطلب ثأرها دائما ولم ينم العراقيين يوما على ذل او على عار يحسون بهم فاقول لهم تجنبوا صولة الاسود اسود بابل وشنعار اسود اشور واكد اسود العشائر العراقية البطلة فالمحتل يلملم متاعه وجروحة وقتلاه ويرحل اما نحن وانتم فلا سلام لمن لايريد سلام ولايصنع لكم هؤلاء الامعات الذين تدعمونهم سلام ابدا

فبأسا لحراس المصالح الامريكية

هل حقا نريد ان نحرر العراق ؟؟؟

هل حقا نريد ان نحرر العراق ؟؟؟



في جلسة جمعتني مع عدد من الاصدقاء والشخصيات واثناء تجاذبنا الحديث عن الاوضاع في العراق والمقاومة والعملية السياسية قال قسم منهم : ان على المقاومة ان تتوقف وان تدخل العمل السياسي ... ان بقاء الامور هكذا والاحتلال الصفوي والامريكي يطحن بالعراقيين يعتبر جريمة . ولا بد لنا ان نصنع شيئا للشعب . ولا يجوز مطلقا ان نكرر اخطأ الانتخابات السابقة حينما اصررنا على ان لا للانتخابات في ظل الاحتلال وكانت النتيجة سيطرة كبيرة ومطلقة للاحزاب الموالية لاايران واستمر الحوار في هذا الاطار فقلت لا احد الرفاق هل فهمت شيئا ؟ قال طبعا بقى ان تفهموا انتم انكم تجيدون الثورات ولكنكم بالتاكيد لابد ان تعطوا فرصة لمن يجيد العمل السياسي

لقد اهملتموه كثيرا ويوشك كل شيء ان يضيع منكم ومنا معكم قلت اسمع ما قيل اليوم اما ان يكون خلطا لامعنى له فليس في المقاومة من يعارض العمل السياسي لحساب هدف هو التحرير ان كان يفضي الى التحرير ...

او ان وراء الكلمات كلمات اخرى لها مدلول سياسي واحد هو الكرسي . نحن لا نعارض العمل السياسي ولكن ماهوا مفهوم العمل السياسي . ماهي عناصره ماهي قدرة الفعل فيه وماهي النتائج ؟؟؟ نحن نفهم العمل السياسي على انه استثمار في اطار التعامل لحساب هدف واحد وهو التحرير الكامل والناجز ..

كثيرون من بداؤا يخلطون الأمور وبداءا يتكلمون عن فشل المشروع المقاوم خصوصا بعد الفتنة الطائفية التي اثارتها الاحزاب الايرانية والقاعدة الايرانية بتوجيه من الامريكان ... فبداءة الاصوات تتعالى ان المقاومة فشلت واننا الان غير ملزمين بكم واتركونا نتصرف .. وبداءة الكثيرون يمارسون الحلم والحوار الداخلي وبظهور تعدد للقوة اصبح كل منهم يضن ان كل الامور متعلقة بكلمة منه .. فتتوقف الفتنة ويخرج المحتل وقد تلقفت الادارة الامريكية هذا التحول الفكري في كثير من فصائل المقاومة لتبدأ بدغدغة المشاعر والاحلام لتعطي كل منهم ما يبتغيه ومنها من اغرتهم بالمقاولات والمال والسلطة كما فعلت مع ابو ريشة وغيره الذي اغرته بالنفوذ والجاه الى درجة ان ينزل جورج بوش الابن ضيفا عليه

وعلى هذا الاساس تم تاسيس الصحوات في المناطق الساخنة وقوات الاسناد العشائري في الجنوب وقد ساعدت مراكز الدراسات الامريكية على ترسيخ فكرة البينيين أي انكم ايها العراقيين تقاومون من اجل تحرير شامل او الشهادة لماذا لاتكون هناك حلول وسط وهو القبول بالانضمام لعملية سياسة وتستفادون من الوجود الامريكي لتقويت نفوذكم في مناطقكم وكذلك نفوذ حركاتكم واحزابكم السياسية والوصول الى السلطة التي من الممكن ان تضمن لكم الجاه والسلطة والنفوذ ...

وهنا استطاع الامريكان الخروج بالعقل العراقي المقاوم من المقاومة باتجاه القبول بانصاف الحلول والحقيقة أعجبت هذه الأحلام الكثير من العراقيين فبدل من مفهوم العمل المتميز والشامل اصبحت الاحلام بالديموقراطية والنفوذ والسلطة والانفتاح الاقتصادي والثقافي والخدمات هي الشاغل الذي يشغل العراقي وخصوصا اذا اضيف لها الزيادات الوهمية بالمرتبات وهذا الصراع الداخلي اوجد شيء اخر اخذ جانب كبير من اهتمام العراقيين وهو الانشغال بالصراع السياسي بين الاحزاب فانقسم العراقيين بين مؤيد ورافض لحزب معين مما اوجد فسحة كبيرة للامريكان والايرانيين من زيادة قدراتهم بالسيطرة والتحكم بالعراق ومقدراته في ظل انشغال كامل للعراقيين بامور تعتبر تافهه اذا ما قيست بما يحاك لهم من مؤامرة كبيرة وعميقة ..

ان قوى الامبريالية والصهوينية والفارسية تعي جيدا ان قوى المقاومة العراقية الباسلة اصبحت الان هي محور لحركات التحرر وهي محور للشارع العربي وهي الطليعة القابلة لااستقطاب كل قوى الرفض العربي والعالمي للهيمنة الامريكية بالمنطقة واصبحت مثال يحتذى به في امكانية وقدرة قوة الرفض من تغير القرار ... وهي تعي جيدا ان قوة المقاومة ليس في حجم عملياتها فقط بل في قوة التغير في الشارع العراقي والعربي وقوة الرعب الذي تبثه في اعداء الشعب العراقي من المتعاونيين مع المشروع الصهيو صفوي الامريكية ..

ان قدرة البعث على الفعل تنبع من قدرة الفعل عند البعث . وارادة الفعل عند المقاومة اليوم اساسها القتال ويدرك الذين يقفون بالصف المعادي ان عمليات الاجتثاث والاغتيال والتعذيب والقتل والسجن الذي يستهدف قادة وقواعد البعث لن يؤدي الى حسم وجود البعث المقاوم او قدرته على الفعل ما استمرت ارادة القتال المقاوم عند الشعب العراقي ..

وفي هذا الاطار تحركت القوى المعادية للبعث والمقاومة لتصفية قدرتها على الفعل بتصفية ارادتها للقتال وقد اعتمدوا بذلك على :

1- تصغير دور البعث في قيادة المقاومة وديمومتها ومحاولة تضخيم حجم قوى اخرى هامشية بالساحة الفعلية العسكرية .

2- ايجاد فوضى اقتصادية وخدمية بالعراق لاجل شغل الناس بها على الانشغال بامور تحرير بلدهم

3- ايجاد صراعات طائفية جانبية تؤدي بالنتيجة الى انقسام الشارع العراقي

4- ايجاد عملية سياسية متخلفة ومتاخرة واشغال الناس بمن يصبح رئيس للوزاراء لاطول فترة ممكنة

5- اضعاف التركيز على الوجود العسكري الامريكي وتضخيم التركيز على الدور الايراني بالعراق

6- تمييع ارادة الرفض للوجود الامريكي وتحيرها بين الوجود الامريكي او الاحتلال الصفوي

7- تصفية القوى الرافضة للمشروعهم بالعراق

8- ايجاد ثقافة الاستسلام للواقع وهنا تلعب المرجعيات الدينية دورا خطيرا بتميع ثقافة الرفض بالشارع

9- سحب روح الثورة من الجماهير من الثورة ضد الوجود الامريكي الى الثورة ضد وزير للكهرباء مثلا كما حصلت في مظاهرات البصرة



وهنا جاء الدور الخطير للذي لعب على العراقيين وهو محاولة ضخمة جدا لسحب روح الثورة والرفض والمقاومة عن طريق ادخال عناصر كانت محسوبة على القوى الوطنية بطريقة ... لماذا تجهدون انفسكم بالمقاومة تريدون وجودا مهما بالعراق ومناصب انا اعطيكم شرط ان تدخلوا بالعملية السياسية .

ومن هنا يتضح لنا ان القوى الكبيرة والمتخادمة والمتحالفة معها كانت تركز بشكل كبير على اخراج العقل العراقي من مفهوم المقاومة الى مفهوم القبول بالامر الواقع تدريجيا .. وادخاله تدريجيا بمتاهة البدائل عن التحرير وطبعا ينتج عن هذا تعدد المراكز والمدارس في التنظير ليصبح العمل السياسي هو الهدف وليس استثمار للفعل المقاوم من اجل التحرير ..

وليصبح العمل السياسي الان في مرحلة خطيرة وهي مرحلة ان تنتظر من الاخريين ان يفعلوا لك كما يحصل الان في العملية السياسية الحالية وانتظار القوى السياسية للتنصيب رئيس للحكومة من دول الجوار لتصبح العملية عبار عن متاهة من الفعل والفعل المعاكس بدون ان نصل الى النتيجة المرتجاة من الفعل المقاوم

وهنا اعود الى نقطة مهمة وهي ان وجود عراق محرر مستقل يعتمد بالدرجة الاساس على قدرة الفعل العراقي وقدرة الفعل مستمدة من ارادة القتال وارادة الرفض للاحتلال الصهيوصفوي الامريكي للعراق وارادة الرفض للواقع السيء الذي نعيشه في العراق الان ... وفي أي وقت يفرط العراقيين بارادة القتال سينتهي الوجود العراقي كقوة مؤثرة بالمنطقة والعالم ..

والحقيقة هناك كثيرون من يقول ان القدرة على التغير أصبحت مستحيلة . ومن هنا تنطلق تحليلاتهم وافكارهم على اساس السيطرة الامريكية والتكنلوجيا وترسخ العملاء واحزابهم وسيطرتهم على القوات العسكرية ودعم دول مثل ايران وغيرها لهم ... اما البعث فيقول ان القدرة على التغير مازالت كبيرة وهي في متناول اليد على شرط ان تنهض إرادة الفعل وتتحرك روح القتال والتمرد فمعظم الثورات تنبع من التمرد عل الواقع المرير وعلى اساس ماذا اريد ؟؟ وعلي ان اخلق الظروف لتحقيق إرادتي وماذا يمكنني او استطيع ان افعل ضمن الظروف الراهنة وهنا علي استغلال قدرتي وارادتي الى اقصى حدود ممكنة وهذي هي عقلية الثورة التي يجب ان نتحلى بها .

ولكي يكون الفعل ناجحا علينا دراسة الساحة بكل جوانبها وتحليل ما ذا يريد الخصم وفي أي مكان يلعب بالتحديد لاجل ان نصل الى المعطيات الازمة للفعل والفعل المعاكس للوصول الى امكانية التحيد او استغلال نقاط الضعف لاجل افشال المشروع وعلى أساس المعطيات السياسة والجيوسياسية نستطيع ان نوجد مكانا للفعل المؤثر والناجز

فالامريكان مثلا بعد كل الهزات التي منو بها وبعد تغير الخريطة السياسية بالمنطقة وظهور اكثر من عامل في المنطقة ممكن ايجاز فعلهم بعدة نقاط

1 – امريكا تريد ان تبني ارستقراطية سياسة وطبقة من اصحاب النفوذ ورؤس الاموال من السياسية وجعلها تتسلط على رقاب العراقيين وبذلك تضمن وجود طبقة حاكمة تتصارع من اجل حماية مصالحها المادية وتملك النفوذ المادي ومدعومة من النفوذ الديني وبالنتيجة هي تحمي السيطرة الامريكية ومصالح امريكا بالعراق

2 – لتحقيق الهدف الاول قامت امريكا بغض النظر على الفساد المالي لقادة الاحزاب السياسية العميلة المتعاملة معها في العراق من اجل الثراء السريع وهي الان تحاول ان تجد نوع من التوازن بالثراء المادي بين قادة هذه الاحزاب

3 – ضمان وجود قواعد عسكرية ممولة من العراق نفسه عن طريق معاهدات حماية طويلة الامد مما يساعدها على ابقاء الهراوة مسلطة على شعوب المنطقة

4 – ضمان عدم صعود تيارات واحزاب وطنية حقيقية للسلطة ايضا عن طريق نصوص دستورية او عن طريق معاهدات حماية لكي لا تتهدد مصالحا الغير شرعية في المنطقة من جديد

5 – ضمان امن اسرائيل ربيبتها في المنطقة وهذه أعلنت على لسان اكثر من مسئول أمريكي ابتداءا بجورج بوش الابن الى اوباما

6 – ضمان تدفق النفط الرخيص وإبقاء الحياة الأمريكية على مستوى رفاهيتها الاقتصادية على حساب شعوب المنطقة

7 – ابقاء العراق بلد مجزئ اثنيا وعرقيا ومنطقيا وبث روح الاستسلام والخضوع للهيمنة العسكرية الامريكية .

ايران

1- ايران هي العدو القديم الجديد للعراق والحقيقة ان دراسة علمية ودقيقة للصراع العراقي الايراني منذ فجر السلالات البشرية يثبت ان اغلب الاعتداءات تاتي من الهضبة الإيرانية باتجاه ارض السواد وها ناتج طبيعي للتوسع على حساب ثروات الغير الذي يكمن في النفس البشرية الانتهازية والضعيفة

2- تتخادم ايران مع اغلب النقاط التي ذكرناها عن المصالح الامريكية ماعدا قسم صغير من النقاط قد تختلف او انها مستعدة للمشاركة بها مع الامريكان واهمها :

أ‌- مسالة نفط الجنوب فلايران مطامع كبيرة في نفط الجنوب العراقي

ب‌- مسألة نوع الحكم او نظام الحكم فايران تريد نظام حكم دكتاتوري ديني يشبه ولايه الفقيه وهذا ما تصارع من اجله الاحزاب الدينية الطائفية في العراق مثل حزب الدعوة والمجلس

ت‌- مسألة نفط كركوك والصراع من اجل عدم اعطائه للاكراد لانه سيسهل انفصالهم مما يثير مشكلة كبيرة جدا في القسم الكردي من ايران

ث‌- تحجيم دور المرجعية النائينية في العراق لصالح التطرف الديني والانقلاب على المرجعية باتجاه الولاية العامة للفقيه

ج‌- تقاسم النفوذ والسلطة في الخليج العربي

ح‌- ابقاء العراق منطقة تصريف للمنتوجات الايرانية الرديئة النوعية وعدم قيام صناعة او زراعة بالعراق مما يؤثر سلبا على حجم الصادرات الإيرانية التي تبلغ عشرة مليارات او اكثر

خ‌- باقي النقاط هي متفقة اتفاق تام مع الأمريكان بها

3 – ايران تلعب دور كبير في محاولة السيطرة على محافظة الانبار وهي تبذل جهود كبيرة بذلك من دعم لعدد من الوصوليين مثل حميد الهايس او امير الدليم وغيرهم وهذا من اجل ايجاد ممر بري امن لسوريا التي تعتبر حليف ستراتيجي وما مطالبت كربلا بمنطقة النخيب الا مقدمة لذلك التوسع الايراني وهذا سيودي بالنتيجة الى حصول الهلال الشيعي بواقع جيوسياسي من افغانستان الى لبنان

4 – ايران مرتاحة نوعا ما من سيطرتها على العراق لان سيطرتها عليه لم تكلفها جندي واحد كل ما بذلته من جهد هو تثقيف طائفي وعقائدي واحتلال فكري اوجد لها مرتزقة مجانا يخدمون مصالحها باخلاص لا تجده عند العنصر الفارسي القومي في ايران نفسها

تركيا

دولة تبحث عن دور عربي يسمح لها بالنفوذ الاقتصادي وهي تستغل حقيقة الصراعات السياسية وتلعب على وترها لتحقيق مكاسب اقتصادية هامة بالمنطقة

اسرائيل

حققت مالم تكن تحلم مجرد حلم به من احتلال العراق وهي تستغل الوضع بصورة رهيبة ومخابراتها ملئت كل مكان بالعراق ووصلت الى ما تحت العمائم والشراويل

الدول العربية

الحقيقة الدول العربية هي الخاسر الوحيد باللعبة فالغباء السياسي لحكام الخليج وضعهم في مازق فدعمهم لاحتلال العراق وتدمير قوته على اساس الخوف المستقبلي من تنامي قوة العراق او استعاده عافيته قد يودي وهنا اركز على ( قد تؤدي الى معاقبته لهذه الدول على دورها في حرب الخليج ) بمعنى انه لم تكن هناك معطيات حقيقة توجب الخوف من استعادة بلد عربي شقيق لعافيته التي ستكون مصدر قوة وليس خوف كما تصور حكام الخليج وادى ذلك الى تدمير قوة هذا البلد وبالنتيجة تنامي لقوى اكثر تهديدا وبجدية للمصالح دول الخليج بالمنطقة ووضع المنطقة تحت احتلال عسكري مباشر غير مقصود وفعلا وضعت المنطقة تحت الاحتلال العسكري المباشر .

ان دراسة موضوعية لما سبق يوصلنا الى نتيجة واحدة وهي ان العداء للمقاومة نابع من رغبة حقيقية في تدمير الهوية العراقية من ان تعيد مجدها وتعيد بناء شخصيتها من جديد ونجاح مشروع المقاومة هو خسارة كبيرة لهذه الدول التي تريد ان تبني نفسها على حساب مصالح شعبنا وخيرات بلادنا

لذلك اقول ان من يحاول ان يجعل من تميع المقاومة او تحيدها وإغراق الشعب بالصراعات الجانبية سيخسر كل شيء وان التسوية السياسية وفق المنظور الامريكي الايراني لن يوصلنا الى نتيجة المرتجات من الفعل المقاوم فالموضوع ليس بالبساطة التي يتصورها من هم بمركز القرار او من يحاول ان يدخل في دائرة القرار السياسي فالمسألة تتعلق بأجيال عراقية ستحيا وتموت على هذه الارض وهي تريد قرارا حاسما لجعل حياتها أفضل وهنا أركز على :-

1- ان من يتصور ان هذه العملية السياسية ستوصله الى نتيجة مرتجاة فانه يخطا التحليل والحساب

2- ان محاولة الغاء دور المقاومة في التحريك والفعل وإبدالها بالعمل السياسي أيضا سيكون الثمن الذي يدفعه باهظا

3- فالمقاومة ليست عاجزة عن تحقيق التحرير الكامل ومن يورط نفسه في معاداتها سيندم لانه سيرى مستقبلا ماهي الخسارة التي سيخسرها على صعيد الوطن بالكامل

4- ان تحرير البلد من الامريكان والفرس لايكون بالتفاهم معهم

5- ان قبول العملية السياسية الامريكية هو تجاهل اعمى لحقيقة الاحتلال الصهيوفارسي الامريكي بالعراق

6- يجب ان نخضع ارادتنا في قتال المحتل للتحالفات الحقيقة التي تؤدي الى تحقيق الفعل الناجز للتحرير

7- ان النتيجة النهائية يصنعها المقاوم على ارض الوطن ولا تصنع في دوائر السياسة الخارجية بالعالم

السؤال الحقيقي الذي نطرحه على انفسنا جميعا هل نحن فعلا نريد ان ننتصر ونحرر بلدنا من الاحتلال الصهيو صفوي الامريكي ؟؟؟؟

ان كنا كذلك فعلينا ان نعد لهذه الحقيقة عدتها بان نوحد الجهود ونتعاون من اجل هذا الصراع ونشعلها ثورة يقاتل بها الحجر قبل المدر فان كانت الارادة ارادة قتال حتى التحرير الكامل ستجد حتى الاشجار والنخيل تقاتل معك . نحن نريد شعب يصنع حياته بنفسه لا ان تصنعه له مرجعيات قم والبيت الابيض والكنيست الصهيوني .



حزب الله حارس الحدود الشمالية لإسرائيل !!!

حزب الله حارس الحدود الشمالية لإسرائيل !!!







سؤالان مهمان اختلجا في نفسي خلال متابعة الاحداث التي جرت اخيرا الاول حول سلاح حزب الله والثاني حول هل الاحزاب الشيعية الموالية لاايران بعيدة عن التفخيخ للسيارات وهل هناك فتاوي بهذا الخصوص وهل صحيح ان الشيعة لا يستخدمون العمليات الارهابية لتنفيذ ماربهم وهذا سيكون موضوع الجزء الثاني .


بالنسبة لسلاح حزب الله وماهيته الحقيقة لقد اثلج صدري الحدث الاخير على الحدود الجنوبية للبنان ورد الجيش البناني البطل على العدو الصهيوني بهذه القوة والكفائة لقد اثبت الجيش البناني انه جيش عربي وشجاع ومن الممكن ان يحمي حدود بلاده وهذه اسقطت شعارات حزب الله الرنانة بانه الوحيد القادر على حماية حدود اسرائيل الشمالية وبرهنت بقوة على ان لاحاجة للبنان لمليشيات تستغلها الدول الاخرى والمعادية للقضية العربية لمصالحها فقد ان الاوان لحزب الله ان ينزع سلاحة ويسلمهه الى الجيش البناني . ويحل مليشياته ودمجها في جيش لبنان العروبي الوطني ..


فلا حاجة للبنان باناس لهم ماربهم الخاصة التي من خلالها يتعاملون مع الحقائق التي تجري على الارض . لقد عانينا في العراق كثيرا من المليشيات الدينية التي تأتمر بإمرة ايران وكانت وبالا على العراق والعراقيين وقد استطاعت هذه المليشيات بامتياز ان تجر العراقيين الى حروب اهلية افقدت العراقيين العقد الاجتماعي العراقي الذي كان سائدا وبحقيقة الامر علينا اولا ان نفهم لماذا اصبح الشيعة بهذه الشراسة والوحشية ولماذا غيروا فلسفتهم التي استندوا عليها منذ مؤتمر بغداد بعد غيبة مهديهم


ان هذا التبدل الكبير الذي حدث في عقيدة ومنهج الشيعة الاثني عشرية والذي حوَّلهم مــــن طائفة على هامش التاريخ بفعل "نظرية الانتظار"، بعد دخول محمد بن حسن العسكري السرداب وغيابه إلى طائفة ثورية تريد تغيير العالم كله ومواجهة قوى الاسـتـكـبار في العالم وإنارته بالإسلام (( الصحيح )) وتطهير الأرض من رجس يهود... وقد كان لحــــــزب الله نصيب وافر من هذه الشعارات الرنانة والمواجهة المدَّعاة.


وتقوم نظرية الانتظارعلى تحريم الثورة والإمامة والجهاد وإقامة الحدود والأمر بالـمـعروف والنهي عن المنكر وصلاة الجمعة من غير ظهور الامام ؛ فقد تأثر الفكر السياسي الشيعي تأثراً كبيراً بنظريـــــة وجود الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري داخل السرداب، واتسم لقرون طويلة بالسلبية المطلقة؛ وذلك لأن هذه النظرية قد انبثقت من رحم النظرية الإمامية التي تحتم وجــود إمام معصوم معين من قبل الله، ولا تجيز للأمة أن تعيِّن إماماً أو تنتخبه؛ لأنه يجب أن يـكـــون معصوماً، وهي لا تعرف المعصوم الذي ينحصر تعيينه من قِبَلِ الله؛ ولذلك اضطر الإمامـيون إلى افتراض الإمام الثاني عشر.


وقـد كـان مـــــن الطبيعي أن يترتب على ذلك القول بانتظار الإمام الغائب، تحريم العمل السياسي، أو الـسـعي لإقـامـة الدولة الإسلامية في عصر الغيبة، وهذا ما حدث بالفعل؛ حيث أحجم النواب الخاصون بـالإمـام عـــن القـيـام بأي نشاط سياسي في فترة الغيبة الصغرى، ولم يفكروا بأية حركة ثورية، في الوقت الذي كـان فـيه الـشـيـعة الزيدية والإسماعيلية يؤسسون دولاً في اليمن وشمالي إفريقيا وطبرستان.


لـقـد كانت نظرية انتظار الإمام الغائب بمعناها السلبي المطلق تشكل الوجه الآخر للإيمان بوجود الإمام المعصوم، ولازمة من لوازمها؛ ولذلك فقد اتخذ المتكلمون الذين آمنوا بهذه النظرية موقفاً سلبياً من مسألة إقامة الدولة في عصر الغيبة، وأصروا على التمسك بموقف الانتظار حتى خروج المهدي الغائب.


وقد نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عــــز وجــــل . يعنون به خروج الغائب المنتظر، وجعلوا الانتظار أحب الأعمال إلى الله، و(( المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان )).


وبالرغم من قيام الدولة البويهية الشيعية في القرن الرابع الهجري، وسيطرتها على الدولة العباسية، فـــإن العلماء الإماميين ظلوا متمسكين بنظرية الانتظار وتحريم العمل السياسي، وقد قال محـمــد بـن أبـــي زينب النعماني (توفي سنة 340 هـ) في كتابه الغيبة: "إن أمر الوصية والإمامة بعهد من الله ـ تعالى ـ وباختياره، لا من خلقه ولا باختيارهم؛ فمن اختار غير مختار الله وخالف أمر الله ـ سبحانه ـ ورد مورد الظالمين والمنافقين الحالِّين في ناره".


كل راية تُرفع قبل راية المهدي فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله.


كل بيعة قبل ظهور القائم فإنها بيعة كفر ونفاق وخديعة.


واللهِ لا يخرج أحدٌ منا قبل خروج القائم إلا كان مثله كمثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذه الصبيان فعبثوا به .


وجاء في كتاب بحار الأنوار عن المفضل بن عمر ابن الصادق أنه قال: يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعة كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع والمبايَع له .


وكما أثَّرت قضية الإمامة والولاية فكذلك أَثَّرتْ نظرية( الانتظار ) على موضوع حديثنا، العمل الثوري ( الجهاد ) فتعطل، وكان مُحرَّماً.


وقد نتج عن الالتزام بنظرية الانتظار، وتفسير شرط الإمام المُجمَع عليه في وجوب الجهاد أنه الإمام المعصوم أن تَعَطَّلَ الجهاد في عصر الغيبة؛ فقد اشترط الشيخ الطوسي في كتاب المبسوط في وجوب الجهاد اشترط ظهور الإمام العادل الذي لا يجوز لهم القتال إلا بأمره، ولا يسوغ لهم الجهاد دونه، أو حضور مَنْ نصَّبه الإمام للقيام بأمر المسلمين، وقال بعدم جواز مجاهدة العدو متى لم يكن الإمام ظاهراً، ولا مَنْ نصَّبه الإمام حاضراً، وقال: ( إن الجهاد مع أئمة الجور أو من غير إمام خطأ يستحق فاعله به الإثم، وإن أصاب لم يؤجر وإن أصيب كان مأثوماً ).


واعتبر ابن إدريس: أن الجهاد مع الأئمة الجُوّار أو من غير إمام خطأ يستحق فاعله به الإثم، إن أصاب لم يؤجر وإن أُصيب كان مأثوماً ، وقال: إن المرابطة فيها فضل كبير إذا كان هناك إمام عادل ولا يجوز مجاهدة العدو من دون ظهور الإمام .


وصرح يحيى بن سعيد في الجامع للشرائع بحرمة الجهاد من دون إذن إمام الأصل، و ( أن وجوبه مشروط بحضور الإمام داعياً إليه أو من يأمره ).


وبالرغم من قيام الدولة الـشـيـعـيـــة الصفوية تحت رعاية المحقق الكركي الشيخ علي بن الحسين، فإنه رفض تعديل الحكم فـي عـصـــر الغيبة، وحصر في كتاب (جامع المقاصد في شرح القواعد) وجوب الجهاد بشرط الإمام أو نـائـبــه، وفسَّر المراد بالنائب بـ ( نائبه المنصوص بخصوصه حال ظهور الإمام وتمكنه، لا مطلقاً ).


وأغفل الشيخ بهاء الدين العاملي بحث الجهاد في كتابه: (جــــوامع عباسي) وفسر سبيل الله في عصر الغيبة ببناء الجسور والمساجد والمدارس.


ولا يذكر أحدٌ من العلماء المعــاصريـــن - كالكبايكاني والشاهرودي والخونساري والخوئي والقمي والشريعتمداري الذين يعلقون على العروة الوثقى - لا يذكرون شيئاً عن الجهاد أو تفسير كلمة سبيل الله به.


ومن هنا - وإذا استـثنـيـنا عدداً محدوداً جداً من الفقهاء الذين شككوا في تحريم الجهاد، وربطه بالإمام العادل المعصوم - يكاد يكون إجماع الفقهاء الإمامية عبر التاريخ ينعقد على تحريم الجهاد، بمعنى الدعوة للإسلام والقتال من أجل ذلك، وخاصة لدى العلماء الأوائل منهم .


وقد قال الخميني: في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نـوابــه وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البدأة بالجهاد .


فـهـكــــــــذا كانت هذه النظرية ( العقدية ) والسياسية عائقاً كبيراً أمام الشيعة الإمامية في الانطلاق إلى تحقيق عقيدة الثأر الكربلائية، والانتقام ممن قتل الحسين - رضي الله عنه - وإن كان هذا الموقف ظاهرياً يُخفي خلفه أحلاماً توسعية فارسية ؛ فقد بدأ الانقلاب على البدعة ببدع أخرى؛ ولكنها هذه المرة تساعد على الخروج من هذه الشرنقة القاتلة التي وضعوا أنفسهم فيها بعد أن ضاقت عليهم بدعتهم وقال قائلهم: اللهم طال الانتظار وشمت بنا الفجار وصعب علينا الانتظار .


فلم تكن الحرب بضواحي البصرة وعلى ساحل شط العرب إلا مقدمة حروب كثيرة أوكلت إليها القيادات الخمينية الشابة التمهيد لـ ( فَـرَج ) الــمـهـــدي صاحب الزمان من غيبته الكبرى، ولبسطه راية العدل على (الأرض ) كلها، وتوريثه ملك الأرض للمستضعفين .


وهذا المفهوم الثوري المستمر كان له في الحركة السياسية الشـيـعـيـة اللبنانية نصيب وافر؛ فقد ترجمه خطباء الحركة الخمينية بلبنان وينقلونه إلى اللبنانـيــة ، أو الكلام السياسي اللبناني، بعبارة الحالة الجهادية أو الثورية أو الإسلامية ، وهـي تعـنـي الخروج من كل أشكال الإدارة التي تمتُّ بصلة إلى الدولة ومؤسساتها وقوانينها عامة، وإلـى كــيـانها الحقوقي خاصة. لذا يحرص أبناء ( حزب الله )على استمرار التشرذم والتجاذب والتخبط حرصهم على حدقات عيونهم. ويرفعون هذه الحال إلى مرتبة المثال.


ومما يُعرف عن الشاه محمد رضا بهلوي - وهو شيعي أيضاً - أنه كان يقمع الحركات الدينية الشيعية داخل إيران، ويدعم توسعها خارجها وقد دعم الشاه حركة الدعوة التي يقودها (محمد باقر الصدر) في العراق، و (موسى الصدر ) في لبنان .


وقد ذكر شهبور بختيار - الذي قلده الشاه السلطة في إيران حينما تركها - أن الشاه محمد رضا بهلوي كانت له أحلام توسعية كبيرة، فأرسل موسى الصدر إلى لبنان من أجل تعزيز مشروع إنشاء دولة شيعية تضم إيران والعراق ولبنان، ووعده الشاه بخمسمائة ألف دولار مقابل ذلك . واللافت للنظر والذي يؤكد التواطؤ الواضح لتنفيذ مشروع الدولة الشيعية الكبرى ذلك التوافقُ الزمني للبدايات في الدول الثلاث؛ فالخميني في إيران، ومحمد باقر الصدر في العراق، وموسى الصدر في لبنان، فهكذا كانت الأمور مرتبة ومعدة. وحصل هذا بعد اجتماع النجف الذي ضم الثلاثة


وقد استهوت التجربة الصفوية الشيعية المضطهدين في العراق وجبل عامل جنوب لبنان والـبـحـريــن، وذهـــــب العلماء بالخصوص ليدعموا تأسيس الدولة الشيعية الصفوية الوليدة.


فقد قيل لـ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله: إن دور حزبه لن ينتهي؛ لأنه حزب مستورد من الخارج، (سوريا أو إيران) فقال: لنكن واضحين ونحكي الحقائق: الفكر الذي ينتمي إليه "حــــــزب الله" هــــو الفكر الإسلامي، وهذا الفكر لم يأت من "موسكو" أيام الاشتراكية ولا من "لندن وباريـــــس" ولا حتى من "واشنطن" في زمن الليبرالية، هو فكر الأمة التي ينتمي إليها لبنان، إذن نـحــن لم نستورد فكراً، وإذا كان من يقول: إن الفكر إيراني. أقول له: إن هذه مغالطة؛ لأن الـفـكر في إيران هو الفكر الإسلامي الذي أخذه المسلمون إلى إيران، وحتى هذا الفكر خاص بعلـمــاء جبل عامل. اللبنانيون هم الذين كان لهم التأثير الكبير في إيران على المستوى الحضاري والـــديني في القرون السابقة؛ أين هو الاستيراد؟ هذا الحزب كوادره وقياداته وشهداؤه لبنانيون . والحقيقة هنا اسجل نقطة دهاء للخميني حينما رفض ان يرسل البسيج الى لبنان وعوضا عن ذلك اقام دورات لتدريب ألبنانيين على السلاح في ايران


وفي إحدى الاحتفالات التأبينية التي تقام في لبنان قال إمــام جمعة مسجد الإمام المهدي الشيخ حسن طراد: إن إيران ولبنان شعب واحد وبلد واحـد، وكما قال أحد العلماء الأعلام: إننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الإيرانية سياسياً وعسكرياً.


وفي مناسبة تأبينية أخرى قال الناطق باسم حزب الله ـ ذاك الوقت ـ إبراهيم الأمين: نحن لا نقول: إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران .


ويقول حسن نصر الله: إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب. وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما إن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا .


وقد حذر علي خامنئي مرشد الثورة من إضعاف المقاومة الإسلامية وقال: إنه يجب التيقظ ومنع الأعــــداء من ذلك، إن شعلة المقاومة يجب أن لا تنطفئ؛ لأن أولئك الأبطال واجب على إيران مساعدتهم


فهكذا يتبين التـرابـــــط المتكامل بين إيران الثورة وحزب الله وشيعة لبنان، فقد أصبحت إيران الأم الرءوم والمـحــن الدافئ والمرعى الخصيب والنموذج الذي يتطلع إليه عموم الشيعة؛ فهي القبلة الدينية والسياسية لهم.


( النظام اللبناني غير شرعي ومجرم ) و ( من الضروري تسلُّم المسلمين الحكم في لبنان كونهم يشكلون أكثرية الشعب ) .


فتوتان: الأولـى خمـينية، والأخرى خامنئية، وضعتهما الحركة الشيعية في لبنان في بؤرة القلب وبؤبؤ العين، ورفعتهما إلى مرتبة الهدف الذي يُسعى لتحقيقه.


كما أفتى رئيس المجـلــس الإسلامي الشيعي الأعلى، مهدي شمس الدين بذلك أيضاً حين قال: إن الدولة وجدت نـتـيـجـة لعقْدٍ، هذا العقد تبرمه الأكثرية من المواطنين بإرادتهم الحرة، فينتج عن إبرامه كيان الدولة، ومن المؤكد أن التنازل عن الهوية الثقافية والدينية ومظاهرها في المؤسسات والقوانين يـتـنـافى مع موجبات هذا العقد، ولا يؤثر على موجبات هذا العقد موقف الأقلية التي توافق علـى التنازل عن هذه الهوية؛ فإن على الأقلية في هذه الحال أن تخضع للأكثرية.


ولأثـر الــتـبـديـل فقد احتل الفقهاء والآيات والحجج مكانة عالية بلغت درجة التقديس، وأضـحــت الفـتــاوى الصادرة عنهم، بل حتى الكلام المجرد من القداسة الدينية، يتمتع بمرتبة القداسة في نفوس أتباعهم.


ولقد تجاوزت هذه الصلاحيات مـــا كان يتمتع به الشاه المستبد الطاغية الدكتاتور عميل الإمبريالية والصهيونية.... فقد أقر مجلس الخبراء الإيراني إعطاء الولي الفقيه صلاحيات تفوق ما كان مخولاً به للشاه السابق، ونص على ذلك في المادة (107) (5) والفقرة (110) من الدستور الإيراني.


"الثورة الإسلامية في لبنان" هذه العبارة هي آخر ما تقرؤه على علم "حزب الله" في لبنان. والثورة بهذا الوصف محاولة استنساخ للثورة الأم في قم وكلتاهما ثورة آيات، أي أن العلم الديني الإمامي هو أساس التصور والحركة؛ فالثورة - بحسب المعلن - ثورة دينية: إمامها فقيه، رئيسها فقيه، وزيرها فقيه؛ فالمثال الذي ينبغي وضعه نصب العين هو إرادة الفقهاء، ولهذا فقد كان للحوزات والحسينيات دور هام في غرس مفاهيم التقديس، وفي إمداد الثورة بالوقود البشري.


يقول الخميني: وإذا كان السلاطين على جانب من التدين فما عليهم إلا أن يصدروا في أعمالهم وأحكامهم عن الفقهاء، وفي هذه الحالة، فالحكام الحقيقيون هم الفقهاء، ويكون السلاطين مجرد عمال لهم


وبهذا فقد تحقق نجاح كبير في إنجاز أحد أكبر الأهداف، وهو تأطير "الأمة" الشيعية بسياج الآيات وتجييشها تحت قيادة واحدة؛ وعليه فلا عجب أن نرى قوافل متوالية من الشباب الشيعي يضحون بأنفسهم في سبيل طاعة الفقهاء، وهذه الطاعة والسيطرة المطلقة كانت نتيجة لجهد كبير بذله الفقهاء على مر التاريخ الإمامي.


يقول د. موسى الموسوي معللاً كيفية سيطرة الفقهاء الشيعة على الأمة الإمامية: لقد استغلّت الزعامات المذهبية والفقهاء عبر التاريخ - ومنذ أن بدأت تُحكِم علينا الطوق - سذاجتنا - نحن الشيعة الإمامية - وحبَّنا الجارف لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحدثت في مذهبنا بدعاً وتجاويف وتجاعيد كل واحدة منها تخدم مصالحهم، وفي الوقت نفسه تضر بنا بل تنسفنا نسفاً. إن كل واحدة من هذه البدع أُدخلت في عقيدتنا - نحن الشيعة الإمامية - لإحكام طوق العبودية علينا والتحكم فينا كما يشاء الفقهاء؛ إذن السذاجة وحدها لم تلعب الدور الكافي، بل استغلال الفقهاء حبَّ الشيعة لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مضافاً إليه البدع التي أحدثوها في العقيدة جعلت من الشيعة أداة طيعة للفقهاء، يضحون في سبيل مآربهم في ساحات الوغى مرة وفي ساحات البلاء مرة أخرى، ولم يكن الفقهاء وحدهم هم الذين لعبوا هذا الدور الخطير في انحراف الشيعة عن نهجها الصحيح القويم المتمثل في تبعيتهم لفقه الإمام الصادق، بل كان للفقهاء أجنحة أخرى استمدّوا قوتهم منها وهم الرواة ورجال الحديث والمفسرون الذين نسبوا إلى أئمتنا الكرام - زوراً وبهتاناً - روايات وأحاديث كلها تؤيد البدع والتجاويف والتجاعيد التي أدخلوها في العقيدة الشيعية لصالحهم، وتفسير الآيات القرآنية حسب أهوائهم بصورة تخدم أهواء الفقهاء، وبهذين الجناحين استطاع الفقهاء أن يحكموا قيود الاستغلال والاستبداد على أعناق الشيعة عبر التاريخ. كان فقهاؤنا على علم كامل بالنفسية الشيعية التي كانت مهيأة للخضوع إلى ما يُطلب منها في عهد الظلام؛ فنصبوا أنفسهم أولياء وأوصياء عليهم.


وأعتقد جازماً أن فقهاءنا لم يقصدوا من استعبادنا - نحن الشيعة الإمامية - بالسيطرة الروحية والفكرية علينا فحسب، بل كانوا يخططون لأمرين كل واحد منهما أخطر من الآخر: كانوا يخططون للسيطرة على أموال الشيعة، ومن ثم الاستيلاء على مقاليد الحكم. فأدخل الفقهاء تلك البدعة الكبرى في العقيدة الشيعية، وفسروا الآية الكريمة التي تقول: ((واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ...)) [{الأنفال: 41]}، بأن هذه الآية نزلت في أرباح المكاسب في حين أن المفسرين وأرباب الأحاديث والفقهاء أجمعوا على أنها نزلت في غنائم الحرب ولا علاقة لها بأرباح المكاسب، ثم أفتوا بوجوب تسليم هذا الخمس إلى يد الفقهاء، وأضافوا أن الشيعة إذا لم تسلِّم خمس أرباحها إلى يد المجتهد أو الفقيه فإن صلاتهم باطلة وصومهم باطل وحجهم باطل... وهكذا دواليك، وخضعت الشيعة المسكينة إلى هذه الفتوى التي ما أنزل الله بها من سلطان. وها هم عبر التاريخ يقدمون إلى الفقهاء خُمس أرباح مكاسبهم، ولم يحدث قط أن نفراً منهم قد سأل هؤلاء الشركاء الذين لا يشاركون الشيعة في رأس المال ولا في التعب والكد والجهد؛ بل يشاركونهم في الأرباح فقط: من الذي جعلكم شركاء في أرباحنا؟ وما الأدلة التي تستندون عليها؟ ولماذا نكدح ونكافح نحن، وأنتم قاعدون تجنون ثمار تعبنا؟


ماهو حجم المبالغ التي تُـنـفــق على "حزب الله" لينفقها بدوره على مشاريعه وأهدافه، وسنرى كيف أن المورد الذي اعتمد عليه "حزب الله" كان سخياً؛ فهل كان وراء هذا الكرم سر؟


بالنظر إلى جانب المدارس الـديـنـيـة وحجم الإنفاق على الطلبة والمدرسين فيها، سنجد أن راتب الطالب العازب المقيم في المدرســــــــة نفسها ألف وخمسمائة ليرة لبنانية (في صيف 1986م) ، أما راتب المتزوج فيبلغ ألفين وخمسمائة ليرة، ارتفع الراتب الأول إلى نحو مئتي دولار (في العام 1995م)، والثاني إلـى نحو ثلاثمائة. أما المدرس فيُجرى عليه بقدر حاجته وأعبائه، ويرجح أن ما يتقاضاه الـمــدرس لا يـقــــــل عن خمسة آلاف ليرة نقداً (1986م)، وصار متوسط راتب المدرس نحو خمسمائة إلى ستـمـائة دولار. وليس لدينا إحصاء لعدد المدرسين أو الطلبة.


فــــإذا نظرنا إلى جانب آخر من المصروفات كتكلفة الجهاز العسكري المحترف، والرواتب العديــدة، وتـكـلـفـــة الجهازين السياسي والأمني، وجهاز الإعلام، فسوف يترجح تقدير الميزانية. بين العشرين مليون دولار والمئة والستين مليون دولار .


ويقدر زين حمود دخـــــل "حزب الله" المالي النقدي من إيران بثلاثة ملايين دولار ونصف المليون في الشهر الواحــــــد، وذلك منذ 1990م، أما علي نوري زاده فذهب إلى أن دخل الحزب الخميني بلغ عشـريــن مليون دولار في عام 1992م، وخمسين مليون عام 1991م، وقُدِّر بمئة وعشرين مليوناً في 1992م، ومئة وستين في 1993م .


وتشير بعض المصادر إلى ارتفــــاع ميزانية "حزب الله" في عهد رفسنجاني إلى 280 مليون دولار .


وقـــد تـواتـر الخبر واستفاض العلم للقاصي والداني عن هذا الدعم الإيراني غير المحدود لحزب الله .


ولم تكن إيران وحـدهــا على خط الدعم العام لحزب الله؛ فقد كانت سوريا شريكاً وحليفاً قوياً لإيران، وكان لـهـــــذا الـتـحـالـف أثـــره على "حزب الله" دعماً ومساندة سياسية، واستخداماً بما يتوافق مع أهداف الحليفين. لـقــــد كان لهذا التحالف دور هام في تحديد مسار "حزب الله"، ولذلك فمن الضروري إلقاء نظرة عليه وقراءة لأوراقه


مـنـذ اللحظة التي تسلم فيها الخميني السلطة في أوائل عام 1979م اعتبر الأسد مصادقته شيئاً تقتضيه مصالحه العليا.


وبوقــوفــــه إلـى جـــانب دولة خارج الأسرة العربية، ومع حركة إسلامية ثورية تتحدى المؤسسات السنية أظهر الأســــــد تحرراً غير معهود من التقاليد، وأعاد رسم قواعد نظام القوى في الشرق الأوسط. وكانت هـناك أسباب استراتيجية هامه لتحركه.


رحب الأسد باستيلاء الخميني على الـسـلـطــة في طهران ببرقية تهنئة حارة، وبعد ذلك بأسابيع قليلة أرسل له نسخة من القرآن مزخـــرفـــــة بالذهب والأحرف الساطعة، هدية حملها إلى "قم" وزير إعلامه في ذلك الوقت أحمد إسـكـنــدر أحمـد، وبعد تقبيل المصحف شكر آية الله سورية على عرضها له بالنزول في ضيافتها في أكتوبر سنة 1978م، وقام وزير خارجية الأسد في ذلك الوقت عبد الحليم خدام بزيارة طهران فـي أغسطس سنة 1979م، وأعلن بشيء من المبالغة والغلوّ أن الثورة الإيرانية هي "أعظم حــدث في تاريخنا المعاصر"، وافتخر بأن سورية قد دعمتها "قبل قيامها وأثناء اندلاعها وبعد انتصارها" .


بالإضافة إلى ما ذكر من الترابط العقدي بين سورية العلمانية بعدمــا ســيـطـر حزب البعث على النظام فيها، وبين إيران الثورية الخمينية؛ فإن هناك عوامـل أخـرى كـــانـت دافعاً لكل طرف لكي يـوثق التحالف مع الآخر، وقد تشعبت هذه العوامل وكثرت.


بالنسـبـة للسوريين فقد كان توقيت الثورة الإيرانية أكثر ملاءمة لهم؛ حيث تفاقم إحساس سورية بالـعـزلــة وكونها عرضة للخطر الاستراتيجي بشكل متزايد نتيجة لتخلي مصر عن الصراع ضد "إســـــرائـيـل" وتوقيعها على اتفاقية كامب ديفيد في عام 1979م، وقد كانت سورية قلقة أيضاً لكون مصر ـ وقد أصبحت في المعسكر "المؤيد للغرب" بثبات ـ سوف تجر في أعقابها أطرافاً عربية أساسية أخرى ـ بما في ذلك الأردن ـ مما يؤدي إلى زيادة عزلتها وإضعاف موقعها إزاء "إسرائيل".


إن الموقف السوري من إيران قد تحول إلى موقف منطقي محسوب يقوم على اعتبارات القوة والتوازن مع النظام المنافـــس فـي الـعراق من ناحية، وبالمفهوم الإقليمي الأوسع من ناحية أخرى. إن دور إيران في تقييد حرية الحركة العراقية كونها ثقلاً موازناً ضد أطراف عربية أخرى، بما في ذلك مصر ـ هذا الدور يمـكــن أن يكون قد أضاف بعداً إلى الحوافز السورية لإعادة نظرها في موقفها نحو إيران.


وتـأتـي اهـتمامات إيران من ناحيتها لتعكس عدداً من العوامل المستقلة والمتداخلة؛ فكانت إيران في حــاجة إلى حليف يعتمد عليه أكثر إلحاحاً بشكل كبير بسبب رغبتها في الحفاظ على موطئ قدم هام في المعسكر العربي، وحاجتها لإبقـاء الضغط على العراق


إن الحفاظ على علاقات جيدة مع سورية قد منح إيران فائدة أخرى هي تحديداً: الوساطة السورية الممكنة مع عدد من الدول الهامة الأخرى في المنطقة العربية.


وعلى الصـعـيـد الدولي كانت روابط سورية الوثيقة مع الاتحاد السوفييتي قد منحت إيران قناة لا تقدر بثـمـــن إلى القوة العظمى الأخطر على حدود إيران المباشرة؛ فإن إيران كانت مدركة لحاجتها إلى الحـفـاظ عـلـــى علاقات الدولة بالدولة مع الاتحاد السوفييتي بشكل نِدِّي لعدد من الأسباب السياسية والاقتصادية والطائفية والإستراتيجية.


ان هذا التحالف الشيطاني الذي قاد الى تاسيس حزب الله الحامي للحدود الشمالية لإسرائيل بعد ان استغفل الشيعة البنانيين . بشعاراته الرنانة ما هو الا نتاج طبيعي للحركة الخمينية الصفوية التي انتجت مثل هذه الحركات والتجمعات المعادية للامة العربية وان كان في ظاهرها هو مقاتلة اسرائيل بل انها عقدت القضية الفلسطينية بشكل كبير جدا والملاحظ من خلال استهداف حزب الله للمخيمات الفلطسطينية ان المطلوب كان هو السيطرة وليس الدفاع عن القضية الفلسطينية واضاعت على الفلسطينيين الحل الحقيقي لقضيتهم ز بن ان اصبحت القضية الفلسطينية لعبة لكل مغامر وطموح بالنفوذ والسلطة التي ادت الى تشتيت القضية بالكامل وابعادها عن حضنها العربي وحاظنتها القوية الى ان تصبح ... ورقة تستخدم من دول الجوار التي تريد ان تحقق طموحاتها على حساب دماء الشعب الفلسطيني وحياته


والان بعد الذي حصل في جنوب لبنان اخيرا وسقوط ورقة التوت التي كان يغطي بها حزب الله حركته الصفوية في الجنوب وظهور الجيش البناني على الرغم من امكانياته الضعيفة مقارنة بمليارات الدولارات التي تضخها ايران الى حزب الله وانكشاف الدور التامري لحزب الله على الاستقرار فيه بعد ان كشفت المحكمة الدولية تورط عناصر من حزب الله باغتيال الشهيد الحرير مما جعل نصر الله يتخبط في تصريحاته في محاولة يائسة لابعاد الخطر عنه اتصور ان على الشعب اللبناني الان ان يقول كفى للتدخل الايراني في شؤنة وان يصادر ما يمتلكه حزب الله من سلاح واموال لانها ملك للبنانيين بل هي اجهزة قتل للبنانيين ان لم تكن في ايدي الجيش البناني الامينة عليها وان لا يسمح للمغامريين والعملاء بالتحكم بمصيره ومصير اجيالة .


فيا شعبنا في لبنان الجريح ان اردتم ان تبنوا لبنان حقيقي مستقر موحد وفاعل في المنطقة فعليكم


1- ان تصادروا اسلحة حزب الله بالكامل وان توضع بين ايدي الجيش البناني


2- مصادرة املاكه التي استولى عليها في جنوب لبنان والبقاع البناني وجنوب بيروت ليبني عليها مستعمراته


3- تسريح مليشياته بالكامل وجعل من يريد منهم ان يلتحق بالجيش البناني ان يكون جنديا لبنانيا وليس مرتزق مغامر لمصالح دول اخرى معادية للامة


4- ان هذه الحركة التي قام بها رجال الدين الشيعة خلال هذا القرن هي حركة ضلال مدعومة بريطانيا وامريكيا لاجل شق وحدة الاسلام


5- على لبنان ان يصدر قانون محاربة الطائفية ورموزها وازالتها بالكامل واقتلاع جذورها من مدار وحوزات لا تؤدي الى تدمير البنية التحتية والاجتماعية للبنان


6- على الاحزاب اليبرالية والعلمانية والتقدمية ان تاخذ دورها الحقيقي في محاربة هذه الأفكار الهدامة لرجال الدين المتهورون واخص بالذكر حزب الطليعة البناني



هجم بيتج ينورية

شفت ناس تعيش دنيا بلاية دين .... وشفت ناس تصلي بس لا بعقيدة وين مادار الوكت دارت القبلة .. وشفت ناس عدهه حب الدين ثورة ... وسالتهم عن فكرهم كالوا احنا من هذا الوطن بينه طبع ... وانتميت جي عرفت الثورة بيهم تجري دم والوطن ينزل بريتهم نفس ... باكوا اسم الفارس العربي الاصيل وذبحوا باسم العروبة طيف كل طيب شريف ... وشماطال ليل الظلم لازم يطر الصبح ... و ابو نفس الدنية يحشم تراب الجراد على الضوء... بس هي جلمة وارد اكلك باجر يطر الصبح ونبتدي حساب اليالي وياك يل مالك حسب وانت خاين للقضية ونذل بعيون الشعب

ها يواوي الزور لشوكت تبقى تفتر على الدجاجات .. تبوكون الكحل من عين الحديثات تهز طولك تطاول وية اهل الزود ... الفعل فعل الارجال الما تهاب الموت تتناوش مناوش الموت يومية ....موتكتب سوالف باسم البنية .. زينت الشوارب وكلت مودة تصير صرت خارج قوس من تهز شوارب ولد العراقية ... صدام الفخر والفخر يمة يكون ومن يمه تعلمنه الموت بهامه عدلة وموش محنية ... تزاود على البعث يبن الحرام شلون وانته بكوجة مروي تربيت وتعلمت اللطم يومية ...تحملنة الجثير وكلنة مسودن ومانعتب عليه ملوح وعوى وشعدنه يم ملوح يتعب ينخمد يسويهه يومية ... يومية القوانة تعيدهه وكل ساع صارت ماصخهه وماينفع ملحة .. مثل ام الولد من علمته يحجي كبار تالي بديوان اهلهه يكلول حلقومة ... جبنالك قدر وكعدناك وية كبار سالفت سالفة ولنهه مكطومة ... وكلت تسجيل مزور وزورة المختار والسبع مات وهاي موش سالفته .. يمن غم الوفج جاهنه وحدة وبس مو صارن سبع والثامن على الباب ... تقشمرنة بسوالف نوشة بت عباس من كالت موش قميصة الدكمة مكطومة ... غضينة النظر لخاطر ابو زهراء وابو زهرة عزيز وابن نشمية بلسم للجرح بس لون تنخاه سوداني الاصل والريحة عمايرجية ... لجن والاكن شكم دوب سالفت ذاك الولد من تسالة ويكول انا وابوية نعرف كلشي بالدنيا ومن تسال على عاصمة الصومال يكلك هاي بابا يعرف وموش ليه ... ومن تكلة وين المستندات يكلك يم نوري ومحفوظة بخركة خضرة وعليهه منجل وجاكوج شعار الشيوعية .... والباك الصور من مركزك صدام صاير وطني ويعتب عليه يكول حلال البوك من يصير بالايكونات لان نحفظ تراث العراق من الحرامية ثم هي شني شخابيط فنانين نحولهن دولار وندعم رفاق الدرب الاحمر من تصفى النية روبل وانتهى والباقي بس دولار جا بس حرام عليه انا الناضلت من ثغرة الدفرسوار لليوم اناضل يم الحميدية ... عوفنة من المهاجريين ونشوف الانصار فوك القهر كلهم سقط متاع البعثية واحد وكفت الدنيا من عهد ابن كزار وواحد يكتب باسم العراقية سماه الاسم باسم بنت صدام حسباله تعبر على البعثية مايدري العراقي مفتح بتيزاب يشتم ريحته من السطور المخفية ... حفلة والطبلجي ابن حرملة والركص للكاع مذبوح العراق والسكر يومية



جلست والخوف بعينيها بنت الرافدين اقصد بنتك ياصدام تتأمل فنجان نوري المرادي المقلوب قالت يا نوري لا تحزن فحقدك على البعث ايها الشيوعي التافه هوالمكتوب عليك يا نوري .. يانوري قد مات صريعا من مات وهو على البعث حقود



بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أعرف أبداً فاشلا وحقودا مثلك يانوري بصرت ونجمت كثيراً لكني لم أعرف أبداً منبوذا مثلك يانوري مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحقد بغير قلوع وتكون حياتك طول العمر كتاب كذب وادعاءات فارغة مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الحقد وبين الثار فبرغم جميع حرائقك وبرغم جميع سوابقك وبرغم الحزن الساكن فينك ليل نهار وبرغم الكادر وشنعار .. وبرغم احمد ابو العصافير وابو سلام وبرغم دنبوس وبرغم بنتك يانوري ستبقى يا ولدي أغبى عملاء الدولار يا ولدي يانوري



بحياتك يا نوري كذبه صدقها فقط الفجار تسمي شارع باسمك يانوري فوق الاوراق ياولدي بحثت عنه في كل مكان وسالت كل الاعظميون وسالت عنه حتى الاشجار ولم اجد ما تنصب على الناس به ولم اجد شارع باسم نوري لا بالحارة ولا بالسفينة ولا حتى براس الحواش... ستكذب يوما يانوري كذبه اكبر من هاي وستقول ان بغداد الرشيد اصبح اسمها بغداد نوري الحمار ياولدي لايوجد دخان بلا نار ستبقى كذوبا ياولدي ولا تنسى يانوري ان تكتب بغير اسماء حتى تقبض ثمنها بالدولار .



ستبقى مهتوكا يانوري وكذبا بين الاشرار وتنهق نهيق الحمار فالكذبة الاولى حين ادعيت استشهاد ابو الاحرار والثانية تزوير شريط الخطاب والثاثة حين ادعيت ان اسيادك ياخذون منك معونات وانت في السويد وهم في بغداد ستبقا كذلك يانوري كذابا مهتوك الاستار وتنهق حتى طلوع الفجر ويصبح راسك راس حمار

لكن سماءك مغيمة وطريقك مسدود مسدود فلن يفيدك كادرك ولا كادر الرافدين ياولدي يا ولدي فالبعث جبل ياولدي تحرسه ملائكة من نار من يدنوا من سور حديقته نضربه بالبتار ياولدي من حاول ان ينطح صخرته نكسر قرونه التي رباها في السويد او استراليا بالعهر والعمالة بالدولار .. من يدنوا من البعث نحرقه ونجعله مفقود .. مفقود ستفتش عنا يانوري في كل مكان لتكتب عنا تقريرا الى الامريكان وتجوب بحاراً وبحارا .. وتفيض دموعك أنهارا لانك لن تجد من يعطوك عليه الدولار



وسترجع يوماً يا نوري مهزوماً مكسور الوجدان وستعرف بعد رحيل العمر

بأنك كنت اتفه من ان تتطاول على اسود الزمان ... يا ولدي ليس لك أرض أو وطن أو عنوان ما أصعب أن تعيش ابدا بلا عنوان ... وستبقى منبوذا يانوري من كل الشجعان لان جبانا ومسموما باخذ الثار وسيبقى البعث قبلتنا وسنبقى نحن الاحرار