الجمعة، 3 ديسمبر 2010

يوم الشهيد يوم البطولة والمجد والخلود


في كل عام وفي نفس هذا التاريخ كنت مواظبا على الذهاب الى نصب الشهيد صباحا لاضع زهرة حمراء على المنصة واقف امام العلم العراقي وهو يرتفع الى السماء من بين قة انشقت لينفتح حيز الفراغ الى روح الشهيد الطاهرة وهي تصعد الى عليين تصحبها ملائكة الرحمن وهي تنشد لها انشودة السلام والسكينة والرحمة يرتفع هذا العلم وهو يحيط بجسد طاهر ليخرج من بين شلالات المياه المتدفقة مع اصوات جوقة الموسيقى العسكرية وهي تنشد سنفونية السلام والبطولة والشجاعة والقيم التي ضحى من اجلها شهدائنا .... الصمت يلف المكان بالكامل فالعراق كل العراق يقف في هذه اللحظات صامتا متضرعا لله ان يرحم شهدائنا نعم ففي مثل هذا الوقت صعد ارواح اكثر من الف شهيد عراقي بعد ان عانت ماعاناه كل الشهداء والقديسين على مر العصور بعد ان عانت ماعاناه الانبياء وهم يصلبون بعد ان عانت ماعاناه العراقيين وهم يقتلون من ضباع الشر والهزيمة وذئاب أليل الذين أحاطوا بالعراق ....

اعاد هذا الى ذاكرتي تلك الواقعة الوحسية التي جرت ففي ذلك اليوم المشهود وخلال معركة البسيتين عام 1981 تم أسر حوالي 1500 من جنود وضباط ومراتب جيشنا الباسل , وخلافا لكل الأعراف والتقاليد والمواثيق الدولية المتعارف عليها في زمن الحروب وحقوق الأسير وخلافا حتى للأعراف الإسلامية , فقد قامت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني الإرهابية , بحفلات تصفية و إعدام واسعة النطاق لهؤلاء الأسرى وترك أجسادهم الطاهرة الزكية بالعراء بعد إعدامهم ..... وحتى وصل الأمر بمليشيات الحرس الثوري وبمشاركة فعالة من قبل فلول وزمر مجرمة من حزب الدعوة الإسلامي والمجلس الإسلامي الأعلى الإرهابي في حينها والتي كانت تقدم المشورة والنصيحة وتشارك بالتفنن في طريقة الإعدامات والتصفية , حيث تم تقسيم الأسرى العراقيون إلى مجموعات لا تتعدى المجموعة الواحدة عن المائة شخص لكي يتم عملية إعدامهم بطرق مبتكرة .. فقد تم إعدام مجموعات من أسرانا بواسطة الدهس عليهم بسرف الدبابات وهم أحياء ... ومجموعة أخرى من الأسرى بسكب مادة البنزين عليهم وإحراقهم أحياء , ومجموعة أخرى تم تقطيع أيديهم وأرجلهم , ومجموعة أخرى من الأسرى تم رميهم وهم ما يزالون أحياء من الجو وبواسطة طائرات الهليكوبتر العسكرية , وكانت هذه الأفعال المشينة القذرة أتت بناء على تعليمات وبأوامر مباشرة وصريحة من الهالك المقبور من عاصمة الشر طهران لعنة الله عليه وعلى أمثاله من عمائم الشيطان وكذلك النصيحة والمشورة من الهالك المقبور الأخر الذي لفظته أرض محافظة النجف الطاهرة التي لن تتشرف بتدنيس جثته , لأنه كان شاهد على هذه الجرائم بحق أسرانا ويوجه بكيفية تنفيذ توجيهات سيده المقبور وكيف يتم عملية إعدامهم وهو واقف بملابسه العسكرية الإيرانية وهذه المشورة الخبيثة كان الغرض الأساسي منها لكي يتم بث روح الرعب والخوف بين صفوف جيشنا العراقي الباسل وبعدها قاموا بإطلاق سراح عدد من الأسرى العسكريين العراقيين ( العدد كان بحدود عشرون أسير بين ضابط وجندي ) بصورة متعمدة وهم كانوا شهود أحياء على هذه الجرائم النكراء لغرض إيصال هذه الرسالة … ولكن أنقلب السحر على الساحر فقد كان هناك حالة استنكار واسعة النطاق بين صفوف جيشنا العراقي وإصرارهم على الرد على هذه الجرائم النكرة بمواصلتهم بالدفاع عن الأرض والوطن وكشف حقيقة هؤلاء الذين يدعون الإسلام زورآ وتدليسآ .

وهذا يذكرنا بما كان يفعله كسرى من اكاسرة الفرس حينما احتل العراق وهو سابور ذو الاكتاف الذي كان يخلع اكتاف العراقيين الذين احتل ارضهم وفرض عليهم الهوان والذل في عصر الدولة الساسانية التي ابيدت على يد الخليفة الشجاع عمر بن الخطاب مما جعلهم يحملون ويتحاملون عليه بكل هذا الحقد الاعمى .... لقد كان سابور الاهوج يربط العراقيين الذينقاوموا احتلاله ورفضوا الخضوع للذل والهوان بين عربتين للجياد ويقوم بتحريكهما بصورة عكسة الا ان يتقطع الاسير اربا وتنخلع اكتافه لذلك سمي بسابور ذو الاكتاف فها هو الحقد الفارسي يظهر علينا من جديد نفس الفن والتفنن بالقتل نفس السادية ونفس الاجرام الذي يمارس ضد الاسرى وهم اناس ليس لهم حول ولا قوة ...

فهؤلاء القتلة والمجرمين والمريضين نفسيا الذين فشلوا في مواجهة جيش العراق الذي اذاقهم السم الزعاف على جبهات العز والكرامة انتقموا من اسراه بهذا الشكل البشع بينما اكرم العراق اسراهم وعاملهم بمقتضى القيم الانسانية والعربية الاصيلة من اكرام الاسير ومعامله بالحسنى تاسيا باخلاق العرب واخلاق الاسلام

في هذا اليوم ذهبت لااقف بعيدا عن النصب عند السياج الخارجي لاانظر من بعيد الى احد اهم رموزنا الحمد لله انه لم يزل قائما لكنه تحول الى ثكنة عسكرية بها الالاف من المرتزقة الايرانيين الذين قتلوا شهداء هذا النصب سابقا .. لقد دنس القتلة نصب الشهداء كما دنسوا رفاتهم سابقا تنفجر من بين رئتي حصرته على عراق العز والشموخ على عراق الكرامة الذي اصبح مستباح للكل وحوش الارض وكل مرتزقته وقتلته الماجورين اين ذهبت تضحياتكم يا ابطال العراق اقف خجلا مطا طأ الراس وانا انظر الى تضحياتكم كم كانت عظيمة هي تلك الافعال التي سطرتوها ملاحم في تاريخ الانسانية نعتذر اليكم يا شهدائنا فلم نعطكم حقكم نعم لقد واجهنا اقوى قوى الشر بالكون واجهناها مجتمعه امريكا والصهيونية والاحزاب الخائنة العميلة وقتلكم ومن يتاجر بالاسلام والمسيح كلهم هجموا علينا ليسرقوا ما اعطيتمونياه بتضحياتكم ليسرقوا السلام من ارض السلام .... خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب ونعدكم باننا لن نخسرها مادام في العراق رجل يحمل قيم المعاني والرجولة التي تحملونها حينما ضحيتم بانفسكم دفاعا عن ارض العراق فانبثقت من ارض العراق مقاومة كطائر الفينيق يخرج من بين رماد النار اقوى من ما كان عليه ليخرج ثائرا مزمجرا وينقض على اعداء العراق كغضب الله بل هو طائر السجيل وصواعق زيوس تتبع الغزاة في كل ارض العراق وتنقض على المجرمين والعملاء الخونة الذين ارتضوا ان يبيعوا دمكم بابخس الاثمان فارض العراق ارض البطولة ومعدن الجبارين وفيها من كل مردة الارض ومن ابطالها وقد اشعلناها حرب للتحرير ولن تطفا نارها الا بارض العراق الغالية محررة من دنس المعتدين والزناة والقتلة والمجرمين اصحاب الدكاكين السياسية والاسلامية الفارغة ومن يتاجر بالله والدين .

واخيرا يحاول نفر مجرم وظالم من الاعاجم وتبعية الفرس وخدامهم ومداسات احذيتهم ان يسرقوا يوم الشهيد باعطائه الى مقبورهم ( سيد مطشر ) محمد باقر الحكيم القاتل السادي والمجرم الذي شارك بشكل فعال هو وتوابيه ومجلسه وفيلقه الكارتوني بقتل وتعذيب الأسرى العراقيين في أقفاص الأسر الإيرانية واعتبار يوم إزهاق روحه العفنة يوما للشهيد فأقول لهم هيهات ان يكون اليوم الا لشهيد دافع عن ارضه وليس الى مقتول دافع عن ارض غيره واراد ان يغزوا بل وغزا ارض العراق بمساعدة ايران وامريكا فهذا الذي رفضت حتى ارض النجف رمته لن يكون شهيدا للعراق بل هو قتيل لاايران

فالشهيد هو من قاتل دفاعا عن أرضه وعرضه وماله ... الرحمة والملكوت لشهداء العراق شهداء العز والكرامة والإنسانية الأبطال وسيبقى مكانكم في قلب كل عراقي شريف يحب أرضه ويحب العراق

وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ



ابو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت