الجمعة، 26 مارس 2010

الولد يبقى ولد لو يصير حاكم للبلد

الولد يبقى ولد لو يصير حاكم للبلد



يحكى أن والي مصر محمد علي باشا خرج يوما يتنزه مع بعض أفراد حاشيته ، فمروا بأولاد يلعبون "بالجلل" وكان بينهم ولد يلبس طربوشا جديدا فتناوله محمد علي باشا عن رأسه وقال له : " بكم تبيع هذا الطربوش " فقال الولد: " طربوشي كان سعره عشرين مصرية قبل أن تمسكه يدكم الكريمة ، أما الآن فقد أصبح في يدكم الكريمة أغلى من أن يباع بثمن . فأعجب محمد علي باشا ببداهة الولد وقال لمن معه " هذا الولد ! ربما صار يوما حاكما عظيما " . ثم قال له : " إذا أعطيتك ثمن الطربوش ألف مصرية فماذا تفعل بها " ؟ قال : " أشتري جللاً وألعب بها مع رفاقي " . فضحك محمد علي باشا وقال : " الولد ولد ولو حكم بلد " فأصبح قوله مثلا

لااعرف لماذا يذكرني هذا الحادث بشخصية كارتونية من هذا العصر وهي شخصية (( الي مايطيهه )) فهذا الولد الذي كان حلمه ان يصبح قائم مقام طويريج بعد يحرق العراق واهلة ووجد نفسه بغفلة من الزمان رئيسا لوزراء العراق الذي كان يحلم بعبور حدوده لولا ان قام حلفاء اعمامه الايرانيين باحتلال العراق .. قد وجد ان سعر هذا الكرسي اصبح كبيرا جدا لان يد امريكا قد وضعت يدها على قرعته الامعه واخذ يصور للعالم ولاتباعه من الطائفيين ان ثمن الكرسي كبير وهو انهار من دماء العراقيين لكنه لم يفهم ان الذين اجلسوه على هذا الكرسي يستطيعون ان يقلعوه عنه حتى لو استلزم الامر استخدام خالعة المسامير ..

ان رأي في الانتخابات والعملية السياسية في العراق لم ولن يتغير فاي شيء بني على باطل هو باطل وان لمع باجمل النقوش الذهبية ولو رصع بالجواهر واحيط بكل ايات القران والديانات الاخرى فالباطل باطل .. لان هذه قوانين السماء والارض لاتسمح باخلال التوازن الكوني ولابد ان يعاد التوازن ان حدث فيه اي خلل لانه سيكون بداية الانهيار لهذا النظام الدقيق الذي اوجده الله .... فحينما كانت الارض مليئة بثاني اوكسيد الكاربون اوجد الرب كائنات دقيقة استطاعت ان تحبس الكاربون في قشورها بتحويله الى مركبات اعقد هي الكاربوهدرات وعند انتهاء الكاربون من الجو وتغير المناخ وزيادة نسبه الاوكسجين بالجو اصبحت الارض صالحة لانتاج النباتات والحيوانات التي تستطيع ان تعيش في هذه الضروف ومن ثم انبثق الانسان اما تلك الكائنات فقط انطمرت تحت الارض وبفعل الحرارة والضغط تحولت المركبات الكلسية الى كاربوهدرات ونفوط .. وبتقادم الزمن عليها انتجت بحيرات من النفط تحت الارض ... وفي هذا القرن والذي سبقه قام الانسان باستخراج هذه النفوط ليحرقها ولينتج عنها الكاربون من جديد مما ادى الى تغير في البيئة التي نعيش فيها .... هذا دليل علمي على ان الانسان يقوم بتغير التوازن الطبيعي بين فترة واخرى ولكن يد الله تتدخل دائما لتعيد الارض الى طبيعتها التي تسمح ببقاء الانسان حيا فيها الى حين ..

فما حصل بالعراق خلال السبع سنوات العجاف السابقة هو تدخل الانسان الشرير بالتوازن الطبيعي ليغير وباستخدام القوة لطبيعة وتركيبة شعب عراقي وبصورة مفاجئة وصادمة وليست طبيعية مما نتج عنه عوارض تشابه بشكل كبير للعوارض التي نتجت عن استخراج وحرق النفط بطريقة غير مسؤولة من الانسان طمعا في الثروة وكما انتج حرق النفط الكاربون السام انتجت الاحتلال هذه الاحزاب السامة والشخصيات القميئة التي تتحكم في نظام معقد مثل العقد الاجتماعي العراقي

في هذه الايام التي تمر على العراق بعد مايسمى انتخابات وعرس الواوية نرى العجب العجاب من التصريحات والتصرفات الصبيانية والمضحكة في الوقت نفسه فمن قبل بهذه العملية واستمات عليها لانها جلبت له السلطة والثروة اصبح الان يراها خطرا شديدا فقبل ان يتبين النتائج قالوا بان الانتخابات نزيهه وحينما بداءة النتائج بالظهور تباعا وبالقطارة اصبح تغير المواقف مضحكا فعلا ومبكيا في الوقت نفسه فتهافت الكتاب والمحليين والمتداخليين على استعراض العضلات في الغوص في لب الموضوع والخروج بالدرر السنية من البحار المنسية الحقيقة كان من المفيد لنا ونحن مراقبون محايدون لما يجري ان نكتشف الكثير مما كان مخبأ تحت العبائات والعمائم من اوراق وكشفت الكثير من التقية والكذب والدجل وسقطت الاقنعه المزيفة كل هذا ناتج عن التوتر والشد وعامل التهديد بالخوف من فقدان الامتيازات والمكاسب التي حصلوا عليها .. فكشفت الوجوه والاجساد عارية من اوراق التوت فالتهديد والتهديد المقابل اصبح واضحا والصراع اصبح مكشوفا وكل ما تحتاجه هو متابعه مايجري لتزداد عندك القناعة بان من جاء مع الدبابة ومن دعمه ماذا كان يريد بالضبط ... انه الكرسي انه المال السحت الحرام ولا شيء غيره وانه مستعد لقتل امه وابوه وخنق اطفاله من اجله حينما كنا نقول انهم لصوص مغارات ومغامرات وباحثين عن امجاد زائفة وطائفيين يعملون لصالح دول الجوار كان هناك من يشكك في مصداقية قولنا ولكن الان اقول لكم هل امنتم ... ان الموضوع يا اخوتي ليس صراع من اجل البناء بل هو صراع من اجل السرقة من اجل الاطماع البشرية صراع من اجل النفط والثروة ... كما انه صراع لتصفية حسابات وثارات قديمة وكل هذا ليس للشعب العراقي فيه ناقه ولا جمل

نعود الى الولد الذي اعجبته اللعبة ويرفض ان يعطيها واذكره بسلفة السابق الجعفري الذي وافق ان يعطيها مقابل ثمن اعتبره مجزي للطربوش على الرغم ان طربوشه اقصد كرسيه كان بمباركة المرجعيه ووضع الامريكان يدهم عليه .. فماذا قدم هذا الامعة للعراقيين خلال اربع سنوات عجاف لقد حاول البعض ومنهم اياد السماوي ان يغطس من جسر السماوة ويغوص ويخرج لنا اللؤلوة السوداء بانجازات المالكي ولكن للاسف خرج لنا وهو في فمه ضفدعة فلم تكن انجازات المالكي سوى هواء في شبك وان حصل له انجاز فهوا لغيره كما حصل في انشاء الصحوات التي هي ناتج لاتفاق امريكي واردني مع عشيرة البوريشة فااثناء زيارة عبد الستار ابو ريشة للاردن بناء على دعوة من المخابرات الاردنية للتفاوض بمساله فاطمة الريشاوي التي فشلت في تفجير حزامها الناسف في فندق الاردن حضر اللقاء ضباط ارتباط امريكان وهما مستر سميث سايمون واوليفر كانتون وهما ضابطان في المخابرات الامريكية السي اي اي كما حضره ضباط المخابرات الاردنية وفي هذا اللقاء تم الاتفاق مع ابو ريشة على تاسيس الصحوات مقابل اموال كبيرة جدا وتسهيلات لايمكن تصورها وحماية واسعة من الامريكان في الوقت الذي كان جورج بوش يفكر بسحب قواته من قواعدها في الانبار بعد ان اصبحت العوبة لاطفال الانبار الذين يتعلمون الرماية على الهمرات الامريكية ... وفي الاجتماع الثالث بينهما وبين عدد من شيوخ الصحوات الدولارية كان من شروط الموافقة هو القضاء على جيش المهدي او تحيد قوته في بغداد وهذا ما رفضه نوري المالكي في بداية اطلاع الامريكية له على الموضوع لعدة اسباب:

اولا ان جيش المهدي قوة لايستهان بها من ناحية العدد والتنظيم والتسليح

ثانيا ان جيش المهدي يمتلك شعبية عند الشارع الشيعي

ثالثا هو استناد المالكي بحكمه على هذه المليشيات

رابعا حاجته الى موافقة من الولي الفقيه بمرجعية السستاني مذيلة بتوقيع من خامناي

وهنا خيره الامريكان بين الموافقة او ابداله واعطوه التطمينات الازمة في مقابل هذه المغامرة وفعلا حصلت الموافقة من ايران بالتحرك وبعد مشاورات موافقه السستاني ايضا .... فتم استدراج جيش المهدي الى الشرك الحقيقي الذي الذي وقعوا فيه وهو احداث الشعبانية التي ادارها الرائد علي بامتياز وبتوجيه امريكي واشراف ايراني لخلق فجوة كبيرة بين الشارع الشيعي وجيش المهدي وفعلا نجحت العملية نجاح باهر فقد مارس الاعلام الموجه من قناة الفيحاء والفرات والعراقية ودور كبير كان بها للروزخون المهاجر في ابعاد الشارع الشيعي عن جيش المهدي للانفراد به وتصفيته وانطلت اللعبة على مقتدى الصدر وفعلا حل جيش المهدي بالكامل وجمد نشاطه وفي هذا الوقت تم توجيه العناصر الايرانية بالجيش الى تسريب الاسلحة وشرائها من جيش المهدي في مختلف المناطق لتجريده من اكثر عدد ممكن من السلاح وفعلا حينما حصلت الاحداث في البصرة تفاجا اعضاء جيش المهدي بان الاسلحة التي كانت بحوزتهم سابقا قد تم انزالها الى ما نسبته خمسة بالمائة من مجموع الكلي لها لذلك اصبحوا لقمه سائغة للامريكان وعصابات المالكي ... اما مقتدى الصدر ومن حوله فقد تم استخدام ورقة الخؤي لضمان سكوتهم وعدم تدخلهم في الوقت الذي يقتل ابناء التيار الصدري برهم وفاجرهم بيد المالكي واحرقت جثههم وربطوا على الهمرات وطيف بهم في مناطق جنوب العراق وفي بغداد واعتقل اكثرهم بالسجون الامريكية وسجون الهالكي .

نعم يحسب للمالكي غدره بمن اوصلوه الى سدة الكرسي الرئاسي كما يحسب له غدره باهالي الزركة ومن ثم محاولته للغدر بالصحوات بعد ان رفض ان يسلمهم رواتبهم ولولا ان الامريكان يعرفون ماذا ينتج عن ذلك ان عادوا الى العمل المقاوم الشريف لسمحوا له بان يغدر بهم ... هذا هو ماحققه المالكي في الوضع الامني وهو حل هش قابل للانفجار في اي لحظة لانه لم يحل الامور حلا جذريا بل انتج عداوات وروح انتقام ظهرت واضحة بموقف الصدريين منه وموقف الصحوات منه بالانتخابات

اما على صعيد وزارات المالكي فهي قمه الضحك والاستهزاء بالعراقيين العراق البلد الوحيد الذي مسمى وزاراته عكس ما تعمل..... فوزارة البيئة أنجزت لنا اسوأ بيئة. ووزارة الكهرباء أضاعت لنا الكهرباء. ووزارة النفط تستورد النفط.!!!!!! ووزارة التجارة أنجبت لنا وزيرا هاربا عن وجه( العدالة) بعد ان سرق الحصص التمونية لاارامل وايتام العراق وبتغطية من المالكي . ووزارة الثقافة أتحفتنا بوزير لايفرق بين الباليه والبالات . ووزارة للتربية كل ما فعلته لتطوير المناهج التعليمية أنها وضعت حجاب رأس للصور التوضيحية لنسوة لا يرتدينه.!! ووزير للنقل كل ما أراد فعله هو إعادة صبغ الطائرات والقاطرات وغيرها باللون الأزرق.كونه اكتشف متأخرا إن اللون الأزرق هو رمز للسلام واللون الاخضر الذي يرمز لخضرة العراق كان لونا بعثيا ناصبيا ارهابيا تكفيريا وهابيا . ووزير للخارجية كل ما يهمه ملحقيات كردستان والجواز فئة Aلاحتوائه على اللغة الكردية ولا أعرف كم بلد يتحدث تلك اللغة طبعا ولا بلد بالعالم يحجي كردي ... ووزير للموارد المائية ولا اعرف هل هنالك فعلا موارد مائية والماء المالح قد وصل إلى ميسان ..... ووزارة للزراعة ونحن نستورد المنتجات الزراعية وفلاحينا يأكلون الخضروات والفواكه الإيرانية والسورية والرقي المصري. ووزارة للدفاع ورئاسة أركان ونجوم ونسور وسيوف متقاطعة وسيارات بيكم اف ام ستريوا حتى الهمرات اضيف لها مسجل ستريوا سيدي لم تتصدى ل11 جنديا احتلوا الفكه ... ووزارة للصحة تعترف إن الأدوية للإمراض السرطانية الموجودة في الأسواق غير مطابقة للمواصفات العالمية. ووزارة للإسكان لم تسكن فقيرا وما بنت شيئا ذي بال..... ووزارة للتعليم العالي فلطحت التعليم في العراق وتحتفل اسبوعيا بمقتل الامام الحسين . ووزارة للصناعة جعلتنا نستورد حتى البلاستيكيات ونحن من نملك اكبر مصنع للبتروكمياويات بالشرق الاوسط .وكأننا بلد مستورد للنفط..... ووزارة للمالية لديها المليارات وتستدين من صندوق النقد الدولي الملايين املآ في رهن القرار السياسي للقائمين على ذلك الصندوق. ووزارة للرياضة كل ما عملته طوال تشكيلها إقصاء الرياضة العراقية عن المحافل الدولية وجمدت نشاطاته وفق رؤية قاصرة لخبير الكلشي والكلاشي علي الدباغ ووزارة للداخلية كل همها التقليل من الأرقام الحقيقية لأعداد ضحايا الإرهاب.... ووزارات فائضة عن الحاجة من أمثال(الأمن الوطني ، الحوار الوطني ، المرأة ، الهجرة والمهجرين ، التخطيط ، العلوم والتكنولوجيا ، شؤون مجلس النواب ) لنصل الى مرتبه تتنافس مع الصومال في المحافل الدولية بالفساد الاداري وسؤ الخدمات

وعند الحديث عن البرلمان فبالتأكيد من أننا سندخل كتاب غينس دون منافس....فنواب لم يحضروا ولا جلسة واحدة أمثال الجعفري وعلاوي......وأكثر عضو تجوالا في قاعة البرلمان مثل النائب جلال الدين الصغير.. وأكثرهم تثاؤبا عارف طيفور...وغينس قد حجز لنا مجلدا خاصا بنا من أكاذيب فخامة الجنرال قاسم عطا (أصغر جنرال في العالم ) من إلقاء القبض على أبو عمر البغدادي مرورا بكل أيام الأسبوع الداميات... وكذلك قتلة الشهيدة أطوار بهجت ومفجري مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء وحادثة جسر الأئمة فقد ألقى القبض على القتلة جميعا .

ولا أريد التحدث عن الحرية.؟ فقد توفاها الله ودفنت كجثة مجهولة في وادي السلام حالها حال مئات الالاف من الجثث المجهولة التي دفنت في مقبرة وادي السلام ومقبرة كربلا . ولو حسبت لاصبحت اكبر مقبرة جماعية بالعالم

كل هذا وياتي من يطالب برئاسة ثانية للولد نوري المالكي ويتبجح بان الرجل خوش رجل بس الي حولة كانوا مو زينين وانه هاي التجربة علمته كيف يتعامل فلا اعرف الى متى يبقى العراقيين فئران تجارب لهؤلاء الفاشلين

اما من ناحية السنينة العشائرية التي سنها السيد الجعفري حينما عرض طربوشه اقصد وزارته للبيع على العلوية كونزي وبعد مزايدات رضى بسعر خمسين مليون واعطاها فزيدوا السعر للمالكي خمسة وسبعين حتى يطيهه ولا اعرف الذي بعده كم يصل فيها سعر الرئاسة هكذا اوصلونا هؤلاء الفاشلين ان تصبح الرئاسة سر قفلية .

اقول لهم ستهزمون في العراق لانكم خالفتم ارادته الله وتجاوزتم على قوانينه التي وضعها ورضيها للبشر وان الله عادل فدونكم وحكم العراق خرط القتاد .



ابو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت





















ليست هناك تعليقات: