الثلاثاء، 8 فبراير 2011

زهور اللوتس في ساحة التحرير

من مقال للدكتور يوسف توما يقول فيها : قبل 5000 عام، بدأت ثورة الكتابة، في بلاد ما بين النهرين على يد السومريين، وقبل 500 عام، بدأت ثورة الطباعة على يد غوتنبرغ (1400-1468) وكان ذلك في غرب أوربا، وقبل 50 عامًا بدأت ثورة الحاسوب ,,, فأثرت الكتابة في سن القوانين والدساتير الأولى، فقامت الدولة. وأسهمت الطباعة في فتح باب استكشاف القارات، وانتشار العلوم، وإرساء التعليم. أما ثورة الحاسوب ففتحت باب عولمة سياسية واقتصادية، لكنها جديدة بحيث لا نتمكن الآن من رصد مداها وامتدادها. إلا أننا يمكن أن نعتمد على الثورتين الأخريَين في محاولة سبر غور هذه الأخيرة.

ثورة الحاسوب الرقمية سادت حاضرنا، فتغيّر كل شيء، فعبرنا من العصر الحجري إلى العصر الرقمي، فانقلب التاريخ والسلوك والسلطة. كما يقول المفكر الفرنسي ميشيل سير في كتاب "زمن المحنة" حلل فيه الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي زعزعت العالم، فنقرأ: "مشكلة اليوم أننا في محنة بمعنى الكلمة، لا يمكن الخروج منها بالعودة إلى الوراء مطلقًا، بل علينا أن نخترع ما هو جديد للخروج منها، والجديد يحيط بنا من كل صوب: بالزراعة والنقل والصحة وتكاثر السكان والإعلامياء وصراعات وتقلبات هائلة، غيّرت كلّ شيء وبشكل غير معهود قط، ما عدا إداراتنا ومؤسساتنا، التي بقيت تراوح في مكانها، وهذه هي حقيقة الأزمة، أننا نقف مشلولين أمام هذه الأزمة!".

وميشيل سير في كتابه الآنف يختتم قائلا: "كانت الأرض أمًا لنا في الماضي، وقد أصبحت اليوم إبنة لنا"، أي علينا أن نحنو عليها ونحبّها. ونقول: إن كان الآباء في الماضي يعلمون العلم لأولادهم، أما اليوم فصار الأولاد يعلمون آباءهم التقنيات الإلكترونية الحديثة.

ومن هنا لايمكن للعالم العربي ان يكون في معزل عما يحصل في العالم فشعوب هذا العالم مرت بعدد من المراحل في حياتها من عهد الانتصارات القومية وثورات التحرر من الاستعمار الى عهد النهوض القومي ليله بعد ذلك عصر الهزائم العسكرية مرورا بعصر الخيبات .... وخصوصا بعد ما جرى بالعراق الذي جعل الخيبة بالحكام العرب تصل إلى اعلى مستوياتها .... فحجم التأمر على العراق كان غير مسبوق في تاريخ الأمة في ظل عام يتجه إلى التكتل الوحدات الاقتصادية ازداد العرب تمزقا وقطرية وأصبحت القضايا لاتتجاوز الحدود ... وبوجود ورؤساء يؤرثون أصبحنا نعيش في عصر ملوكية طوائفية أخرى ,,, قد تكون مقبولة عند الأجيال الديناصورية التي عاشرت الخيبات والهزائم وساهمت بها بشكل مفرط ,,, لكن ماحصل من ثورة هائلة في العشرين سنة السابقة وضع حجر الأساس لانهيار هذا النظام الكلاسيكي من الإدارة الفاشلة ,,, مع ظهور عامل مهم وهو العامل الديني وانهياره بالسرعة التي ظهر فيها ... المصيبة الحقيقية في العالم العربي هي عدم القراءة أو بالأحرى قلة عدد من يقرءا وحتى هذه القلة لاتتعلم مما تقراءة ... فالتجربة الايطالية في بدايات عهد النهضة وهي تجربة حقيقة خصوصا في فلورنسا التي وضعت أسس الثورة النهضوية قبل الثورة الفرنسية نجد إنما سبقها هي ظهور للدولة البابوية ... وهي باختصار محاولة الكنيسة لمعالجة الواقع المزري لايطاليا بظهور دويلات صغيرة ومتحاربة ادى إلي تمزق ايطاليا بالكامل فجنوا وبيزا وجبليون وفلورنسا وغيرها من الإمارات الايطالية تحاربت بشكل مخيف ... مما دعى الكرسي البابوي إلى التخلي عن الحياد ومحاولة حل المشاكل بالقوة وهذا اضطره إلى خلق جيش بابوي وإقحام رجال الدين بالسلطة والسياسة لتصبح الأديرة ثكنات عسكرية وتصبح الكنائس وحدات قيادة للجيش وتحول الكاردينالات إلى جنرالات حرب .

وهنا فقدت الكنيسة بريقها الديني لتصبح مؤسسة دنيوية هما الحصول على الانتصارات العسكرية والغنائم... وحينما وعت الكنيسة لما حصل لها وجدت نفسها قد فقدت السلطة والهيبة والهيمنة وأصبح الله الذي تمثله أضحوكة للمثقفين والثوار الجدد الذين جعلوا الكنيسة ترضخ أمام العلمانية والتنوير.

والحقيقة نفس التجربة بعد مرور أكثر من ثلاث قرون تعاد وتستنسخ في العالم الإسلامي من جديد بداء بالإخوان المسلمين وانتهت بجيش المهدي لتمر بالخميني وأسامة بن لادن وحزب الدعوة وهي كلها حركات تريد أن تحول رجل الدين إلى جنرال حرب .... نعم لقد رائنا رجال الدين وهم يحملون الرشاشات ويقتلون البشر الذين يخالفونهم في الفكر والعقيدة ولا يخالفونهم في أصول الدين فرجال الدين الإيرانيين كانوا يشتركون في قتل العراقيين الذين قد لايخالفونهم حتى بالفكر والعقيدة والدين لكن يختلفون معهم في أحقية السيادة على الأرض والمياه وهنا جعل رجال الدين من الله المتسامح أضحوكة ... ولتبداءة عملية الانهيار التدريجي لمؤسسات الدينية ... وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق رئينا مدى الانهيار الذي حصل وحجم الكارثة التي حلت بالمؤسسات الدينية فحوزاتهم أصبحت أوكار لقبض العمولات في مقابل السكوت على الاحتلال ومساجدهم أصبحت عبارة عن مواقع متقدمة للرصد والإدارة لقتل العراقيين وفتا ويهم باستخدام القتل العشوائي أصبحت ظاهرة معروفة ومتجذرة في واقع مرير ... لقد فقدوا كل احترام لهم وأصبحت حتى مجرد مشاركتهم في أي عملية تغير مدعاة للسخرية والنبذ وهذا ما حصل في تونس ومصر وهنا أعود إلى أساس الموضوع ثورة اللوتس الانترنيتية

شابا في عمر الزهور هم نتاج الثورة المعلوماتية هم نتاج تبادل الأفكار والتجارب على الشبكة العنكبوتية يبحثون عن التغير لماذا ؟؟؟

حينما قلنا في البداية انه المعلومة التي كنت تحتاج إلى الحصول عليها إلى يوم أو يومان من البحث في المكتبات وقراءة مئات الكتب والتشتت بين عشرات المقالات أصبحت تحصل عليها بأجزاء الثانية ... مابناه هؤلاء الشباب في سنوات قلية يعادل تحصيل علمي وأكاديمي كان يبحث عنه أبائهم في عشرات السنوات ول يحصلوا عليه بعد لذلك أصبحت الهوة واسعة بين جيلين جيل عجز عن الوصول إلى الحقيقة والمقارنة الصحيحة وجيل أصبح يتغلب عليهم بالثقافة والحصول على المعلومة ... فلم تعد تجارب شيوخ المنطقة أو حتى شيوخ البلد كافية للإقناع في القوت الذي تستطيع إن تحصل على تجارب شعوب كاملة في ساعات.... من هنا جاءت ثورة اللوتس ولا أكتمكم الخبر فقد استوقفتني كلمة اللوتس كثيرا لماذا استخدموا هذه الكلمة لماذا اللوتس تحديدا لاافاجئة بالتطابق الهائل بين زهرة اللوتس المصرية وما حصل في ساحة التحرير واليكم تعريف اللوتس

كانت رافداَ للإبداع الفني والمعماري ففي النقوش المرسومة على مقابر طيبة وجد رسم لقارب يشق طريقه خلال المياه وتمتد يد صبية لتقطف إحدى أزهار اللوتس غير المتفتحة بعد. ويلاحظ أن قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية القديمة تتخذ شكل أزهار اللوتس أيضاً

تزهر نباتات اللوتس المصري من بداية الربيع وحتى نهاية الخريف. وتُحملْ الزنابق بواسطة أعناق زهرية خضراء طويلة تتيح المجال للزهرة كي تطفو على وجه الماء مرتفعة عن مستوى الأوراق، وهي من أجمل الأزهار،.

ويدوم تفتح الأزهار لمدة أربعة أيام، حيث تتفتح من الصباح الباكر حتى الضحى، وتغلق تويجاتها عصراً، وتبقى مغلقة طوال الليل. وتغري رائحة الأزهار العطرة بعض أنواع الخنافس المائية للدخول إلى وسطها من أجل امتصاص الرحيق، وبذلك تساعد على تلقيحها.

وإلى جانب زنابق النيل المصرية الزرقاء هناك الزنابق المصرية البيضاء: أزهار اللوتس البيضاء وهي تنمو في مياه النيل الضحلة، أوراقها مسطحة خضراء غامقة. وعلى العكس من اللوتس المصري الأزرق تتفتح زنابق اللوتس المصرية البيضاء ليلاً، وتغلق تويجاتها قبل الظهر، وتعاود تفتحها عند الغسق، وهي تشبه في شكلها الزنابق المصرية الزرقاء، تويجاتها ملعقية الشكل ذات لون أبيض تصطف في دائرتين، وفي قلب الزهرة عدد من الأوراق الزهرية الشريطية الرفيعة لونها اصفر برّاق.

واللوتس المصري الأبيض رمز للطهارة والنقاء، فمن نباتها الذي ينمو في الوحل تبرز وردة جميلة ناصعة البياض وهي بالرغم من جمالها لكنها لا تستطيع أن تجاري رونق وبهاء الزنابق المصرية الزرقاء الزاهية

فحقيقة هذه الثورة البيضاء غير المسلحة كأنما خرجت من بين طين نظام دكتاتوري مقيت لتخرج ثورة من الشباب المتفتح الأبيض رمز للطهارة والحب للبلد والوطن...

فمبروك للشعب المصري زهور اللوتس الجميلة المتفتحة في ساحة التحرير المصرية والتي ستعم كافة ارض الكنانة ولا يهمهم تلك الخنافس الانبطاحية أمثال عمروا موسى والبرادعي عميل أمريكا وعمر سليمان خادم مبارك المطيع وكلبه الوفي .. وأوصيكم بان الإسلام السياسي الانتهازي يضر أكثر مما ينفع فاجتنبوه فان كان حسني مبارك قد حصل على خدام له ولنظامه بالأموال فهؤلاء يملكون جنرالات حرب مجانيين تنتظرهم حور العين بالجنات بعد إن فقدوها على الأرض كما يدعون... والله يذكر مناف الناجي بخير لأنه لم يصدق هذه المقولة فاختار إن يحصل على حور العين على الأرض وليس في الجنة ......



أبو خليل التميمي / بغداد المسورة بكتل الاسمنت



ليست هناك تعليقات: