الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

اعتذر منكم يا ابناء يسوع فان فينا جاهلية ورثناها !!!

عودة الى ماحصل في كنيستة النجاة وما تبعها بمناسبة العيد ارسلت تهنئة الى كثير من الاصدقاء والمعارف والمواقع التي اتراسل معها عملا بما تعودنا ان نقوم به بكل مناسبة ولكن ما فاجئني هو رجوع بعض الايميلات وهي تحمل عتب جميل من بعض اصدقائي المسيحين ... مما اشعرني بحرج كبير وخجل لاعود واتذكر كيف ان المسيحين بالعراق الغوا اعيادهم التي تقام براس السنة لانها صادفت مع ذكرة عاشوراء على الرغم من ان عاشوراء تقام لمناسبة استشهاد الحسين ومعه عدد من اصحابه قبل الف واربعمئة سنة ... مع هذا تضامنا مع المسلمين الغوا اعيادهم وافراحهم بعيد الميلادوبعيد السعانين والصلب والقيام .. ونحن بكل وقاحة تجراءنا على اعلان اعيادنا ودماء شهدائهم لم تجف بعد .... الحسين خرج محاربا ويحمل مع سيوف ورماح وذهب لتغير نظام حكم بثورة مسلحة اعتبرها اعدائهه حرب يشنها عليهم فقاتلوه عليها ندا لند سيفا بسيف ورمحا برمح ... ومع هذا اعتبرناه شهيدا ونقيم له الماتم ونطبخ الطعام ونسير ملايين البشر لزيارة قبره في كربلا وتتوقف الدولة لعشرات الايام بسبب غياب موضفيها في هذه الزيارات .. ونزعل على من يعيد في مثل هذه الايام ولانقبل باقامة أي حفلة بل حتى لانقبل بان ناكل الحب او نمضغ العلك والى ذلك كثير ... بينما شهدائهم لم يمر عليهم اربعين يوما وها نحن نجاهر باعيادنا ونبارك بعضنا بعضا ... لم يكونوا مقاتلين ولم يحملوا سلاح ولم يطالبوا بتغير نظام حكم اناس بسطاء كل همهم حب الله وتمجيده في كنائسهم مسالمون اطفال وشيوخ ونساء وقسان لم يجرواء يوما على سحق نملة بنعالهم ومع هذا مررنا عليهم مرور الكرام .. العجيب انني لم اسمع منهم احدا يتحدث عن ما حصل للكنيسة من اضرار ولم يطالب احد منهم بالثار للاضرار التي حصلت في بيت اللهم كما هو مفترض ونحن ذبحنا مئات الالاف من البشر الذين يتصلون بنا بالدم والانسانية والعراقية والدين لكننا نختلف معهم فقط في المذهب لان بنائا على قبر في سامراء تهدم جزء منه لم يشفع لهم عراقيتهم ولا دينهم ولا عشائرهم فهل فعلها المسيحيون وهدموا الالاف الجوامع لان كنيسة لهم تضررت بفعل شخص يدعي الاسلام ؟؟ نحن هدما كل ما طالت ايدينا من جوامع المخالفين لنا بالمذهب بل كنا نرقص كقبائل الزولوا حول المنائر وهي تسقط اسف لقد ضلمت قبائل الزولوا الذين اذاقوا الانكليز الموت الزؤام حينما احتلوا اراضيهم فهم اكثر وطنية منا بل نحن اسؤا من الهوتو والتوتسي ...

لماذا لم يفعلوا مثلنا ما هو الفرق هل الفرق بالعراقية هم عراقيين ونحن ايضا نحمل هوية العراق هل يشربون ماءا مستوردا ونحن نشرب من دجلة هل الهواء ياتيهم بانابيب من اوربا ومن غيرها ونحن نتنفس هواء العراق ام ماذا !!!

الفرق ياسيدي انهم يعتبرون ان الانسان هو الكنيسة وهو معبد الله فالله خلق الانسان على صورته وكرمه بالعقل فالانسان هو الهيكل وليس البناء فقتل الانسان هو تهديم لهيكل الله وليس تحطيم الحجارة اما نحن فنعتبر الحجارة هي المقدسة نعم اعادونا رجال الدين بفتاويهم الى الوثنينة وصرنا نعبد الاحجار ونقدم الضحايا البشرية على مذبحها ..

الفرق ياسيدي انهم لم ينظروا الى الجدران بل نظروا الى الانسان لقد هبوا يخففون وقع الصدمة على من نجى ويداوون الجرحى ويعزون اهاليهم ويتصلون بكل من يستطيع مساعدتهم لانقاذ ما يمكن انقاذه من الارواح العزيزة المقدسة لديهم اما نحن فقد لطخنا الجدران بالدماء وجهزنا الاسلحة ونادينا بالويل والثبور ودقينا طبول الحرب وجهزنا الذبائح من البشر لكي تنحر في الفواتح واتصلنا بكل من نستطيع او نعتقد انه سيقدم لنا السلاح لننتقم ...

الفرق ياسيدي ان كل من يدين بدينهم هرول مسرعا لتجهيز مايمكن لتخفيف معانات الجرحى وتوفير ملاذ امن للخائفين وتعزية من يستطيع ولو كان هناك مجال لوجدتهم بالالاف يتقاطرون للمساعدة في مكان الحدث ... اما نحن فقد وقف المسلمون والعرب تفرجون علينا وهم يضحكون كل منهم يشجع ابناء مذهبه على ذبح اكثر عدد ممكن من المذهب الاخر حتى يقولون هذا هو المذهب الصحيح الذي له القدرة على هزيمة الاخرين في ساحات الحرب وليس ساحات الفكر والحجة ...

الفرق ياسيدي ان كل مؤسسات العالم من الامم المتحدة الى اصغر مؤسسة ادانت واستنكرت وناقشت كيف ممكن ان تقلل من معاناتهم وقف العالم على قدم واحدة تعاطفا معهم ... بنما نحن وقف كل العالم يتحدث عن ابشع ما قما به باستخفاف وبهزل كبير... نحن شوينا الاطفال بالافران واقمانا تنور لحرق الناس احياء واستخدمنا الدريل لتزريف الناس احياء وقف العالم لتحدث عن براعتنا في قتل الانسان ....

الفرق ياسيدي ان للانسان عندهم قيمة ومكانة وهم يحترمون حياته في حياته لا في مماته يمجدوه حيا لا ميتا ... اما نحن فنمجد الانسان ميتا فقط اما حيا فنحن نتسابق لسلب حياته او استعباده

الفرق ياسيدي ان كل قسسهم ورهبانهم وابائهم طافوا الدنيا يتحدثون عن معاناتهم ويطلبون الصلاة لااجلهم بل يتوسلون انقاذ جريح واحد او تامين مرعوب واحد منهم ... اما نحن فيتبرع بنا رجال ديننا كقطعان الخرفان كلما كان العدد اكثر كلما كان التاثير اكبر كما كان عدد قتلانا اكبر كلما اصبحنا اقرب للصحة والمجد والقربى الى الله ورضى من يرضى ...

الفرق ياسيدي انهم الغوا احتفالاتهم تضامنا مع المفجوعين بالكارثة .. اما نحن فمن لم يحتفل معنا فهوا معادي لنا ويقف في وجه الدين ويعترض على حكم الله وقضائه وقدره

الفرق ياسيدي انهم يثمنون حياة ابنائهم ويبذلون المستحيل لااسعادهم ولايرتضون ان يكون عدد قتلاهم مجرد رقم في تيتل اخباري او خبر عاجل .... اما نحن فنفتخر بموتنا مسلحين ونمجد موتنا اكثر من تمجيدنا لحياتنا فاصبح موتانا مجرد رقم ينشر على تايتل او خبر عاجل

لهذا يحترمهم العالم لهذا تحترم الدول ابنائهم لانهم اعزوا ابنائهم وحياتهم وسعادتهم لهذا يتضامنون معهم لان موت شخص واحد خسارة كبيرة لاتعوض في طريق التقدم فمن مات يملك الكثير ليقدمه خصوصا اذا كان موته بسبب عمل ارهابي فليس من حق احد سلب الاخرين حياته لتحقيق هدف دنيوي كمنصب او مال او حتى من اجل نصر فكرة عينةفالانسان قيمة عليا عند الله لكننا تناسينا هذه القيمة العليا

لماذا فقط في العراق يموت اناس من اجل اشخاص ومن اجل رفاهية غيرهم ثم يسالون لماذا لايحترم حياتنا الاخرين اقول لهم لانكم قدمتم حياتكم مجانية من اجل الاخرين ... لو فعلتم مثل ما يفعل الغرب او غيرهم من الدول ويعتبر موت الانسان خسارة كبيرة تقوم الدنيا لااجلها لما استسهلت امريكا وغيرها قتلكم لو اهتمت الدول العربية بانائها واقامت الدنيا ووضعت كل امكانياتها لاجل مداوات جريح عربي يسقط في مكان في العالم لما استسهل اعدائكم قتلكم لو ان من يقتل من غيرابنائكم طالبتهم الدول بدمه او طالبتم بتحقيق ومعاقبة من اجرم بحقهه لما استسهلوا موتكم لو انكم تضامنتم كمسلمين بينكم والغيتم اعيادكم احتجاجا لما استسهلوا قتلكم لكنكم ارتضيتم الذلة وفتحتم دولكم لقتله ابناء جلدتكم يدخلون منها وفتحتم سمائكم لطائراتهم لتقصف ابنائكم وابناء دينكم وابناء عشائركم فاستسهلوا قتلكم لانكم كذبتم كما يكذب رؤسائكم وحسني الخفيف ليس اخرهم حينما تاجر بدم العراقين بسبب كذبة قالها لبوش ان العراق يملك اسلحة كمياوية موجه لضربكم لما استسهل الامريكان غزوا العراق .... لان بندر بن سلطان اطال لحيته واقسم ان لم يحتل العراق ويدمر لن يحلقها لهذا استسهلوا قتلكم فمن هان عليه اخوته هان على الناس دمه

اما اخوتي الذين عاتبوني على رسالة التهنئة فاقول لهم انا اعتذر فما زال فينا جاهلية ورثناها بان ننسى شهدائنا ولا نحترم الحياة التي سلبت ظلما وجورا .... واقول لو اننا توقفنا عند كل مظلوم قتل وطالبنا بانصافه لما تجراء الاخرين علينا هذه الجراءة فطوبا لكن لاننا منكم نتعلم احترام الحياة وليس البكاء على الموتى ونسيانهم ...

ليست هناك تعليقات: