الثلاثاء، 28 أبريل 2009

الحرب الاعلامية ( حروب الرسول الاعلامية ) الجزء الاول

الحرب الاعلامية ( حروب الرسول الاعلامية )

في الخطاب الاخير للرفيق عزة ابراهيم القائد الاعلى لجبهة الجهاد والتحرير استوقفني كثيرا تاكيد سيادته على اهمية الحرب الاعلامية فقد خص الرفيق ابو احمد جل خطابه الكريم في ذكرى السابع من نيسان مولد حزب البعث العربي الاشتراكي . ليعيد التذكير بحقيقة كبيرة ومهمة وهي حقيقة الفيلق الاعلامي ومجاهدي الاعلام المقاوم بصفته مرتكز اساسي من مرتكزات الجهد الحربي والمعنوي للمقاومة العراقية البطلة وتأكيد سيادته على اهميه الدور المناط بالفيلق الاعلامي على الرغم من معاناته من الحصار والتشويه والتسقيط الذي يتتالى علينا حتى من بعض من هم محسوبون على الجهد المقاوم ومن العملاء والخونة ان القوة الاعلامية للمقاومة العراقية تعاني نفس مايعانيه الجهد العسكري من حصار وتعتيم ومحاربة واتهامات ليس لها أي حظ من الصحة او المصداقية لذلك ارتأيت ان اكتب بهذا الموضوع تعريفا وتذكيرا بقوة الجهد الاعلامي المقاوم واسس العمل والتعامل مع الاحداث وفق ماتتطلبه الحالة العامة للصراع اخذين بنظر الاعتبار مقدار الجهد المعادي وامكانياته المادية واعلامية كما اخذين بنظر الاعتبار الخلايا النائمة للاعلام المعادي او من هم يتمنطقون باسم المقاومة وهم اشد خصام وفي هذا الجزء شنناقش مسالت الجهد الاعلامي للرسول( ص) وتتلوه اجزاء اخرى عن دروس الاعلام المقاوم .
الحرب الإعلامية تعريفاتها: فن الانتصار بدون حرب. وهي في الأغلب تسعى للسيطرة على عقل وقلب الخصم بحيث تصنع ضبابية في الفهم والتصور. إنها تقوم علي صُنع هالة أمام أعين الخصم، يعجز معها عن تقدير قوة خصمه بما يُمكِّن للطرف المستهدِف السيطرة العقلية والروحية على المستهدَف.
وللحرب الإعلامية وسائل من يمتلكها ينجح بقدر ما يوليه لهذه الحرب من أهمية، وللحق فقد استطاع الكفار السيطرة على أفهام الكثير من الناس بفضل الجهد الجبار الذي يمارسوه في حربهم الإعلامية، وما ذاك إلا لخروج المسلمون من حصنهم الذي يقيهم سهام الرامين والدرع الذي يحميهم من طعنات الطاعنين، ليلجوا في مستنقع الجاهلية والاعلام الكافر بمحض إرادتهم، فيصدقوا الكاذب ويؤمنوا الخائن " وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ".

تعتمد الحرب الإعلامية على عدة نقاط ضرورية لتكتمل دائرة السيطرة على الخصم:

- التهويل من قدرة المستهدِف والتهوين من قدرة المستهدَف.
- تبرير الحرب بالأخلاق والمبادئ، والتشكيك بأحقية الخصم بالحُكم.
- تمييع المصطلحات بحيث يُحار في فهمها كالارهاب والتطرف ومن ثَم يعجز عن مواجهتها.
- الكذب في النتائج واستباق حدوثها. وكأنَّ الحرب قد انتهت والقوات قد استسلمت وفي الحقيقة أنها لم تبدأ بعد.
- إضفاء نوع من القداسة على رموز المستهدِف.
وللحق أيضاً فالحرب الإعلامية في مُجملها تقوم على الكذب والتضليل والخداع والتمويه، ولكنها في النظرية الإسلامية جاءت كأسمى ما تكون عليه الأطروحات، وقد اعتمدت على الحقائق والوقائع المحسوسة والملموسة، وإنْ داخلها بعض المفاهيم كـالحرب خدعة ، ولكنها في أضيق الحدود وللوصول إلى الحق، وهي جزء من الحرب وهنا نلاحظ ان الرسول ص قد شنت عليه اول حرب اعلامية في هذه الحادثة اذ كان أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتربص له كل ما جلس عند وفد أو جماعة حدثهم بأنه نبي مرسل فإذا قام من عندهم أتاهم أبو لهب وقال لهم لا تصدقوا فانه كذاب وكذلك الوليد بن المغيرة قام هو ومشركو مكة بتشويه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الوليد يا معشر قريش انه قد حظر موسم الحج وان وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم يعني محمد صلى الله عليه وسلم هذا فاجمعوا رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ويرد قولكم بعضا بعضا فقالوا يا ابى عبد شمس قل و أقم لنا رأيا نقول
قال: بل انتم قولوا اسمع
فقالوا :كاهن
فقال: ما هو بكاهن ولقد رأيت الكهان فما هو بزمزرة كاهن وسمعه
فقالوا: مجنون
فقال: ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو تخمه ولا تخالجه ولا وسوسته
فقالوا :شاعر
فقال: ما هو شاعر قد عرفنا الشعر برجزه و قر يضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر
قالوا: فنقول ساحر ا ساحر فقولوا ساحرا يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه والمرء
ومن هنا نلاحظ ان قريش استخدمت الحرب الاعلامية ضد الرسول باقذر صورها وكان لزاما على الرسول وهو سيد الخلق واعلمهم بادارة الحروب النفسية والتعبوية ضد اعدائه الى الجؤ الى الحرب الاعلامية وفق مفهومها الاسلامي ووفق ما تتطلبه ساحة المعركة بينه وبين خصومه وقد تواتر عن سيرة الرسول كثيرا ما استخدم اسليب الحرب النفسية والاعلامية ضد اعدائه الى درجه استطاع بها ان يسبقهم بخطوات كبيرة وسهل له حسم الكثير من النزاعات دون الحاجة الى سفك الدماء وسنورد بعضا من هذه الحروب الاعلامية التي شنها الرسول ص ولكن قبلها سناتي الى استخدام الرسول الى الشعراء في شن مثل هذه الحروب وخصوصا في ضل عدم توفر صيغ الإعلامية أخرى أنجع من الشعر الذي كان لغة العرب ومصدر من مصادر قوتها في ذلك العصر ومن شعراء الرسول حسان بن ثابت قال صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور :
" إن من الشعر لحكمة "
ومن أمثال هؤلاء الشعراء البارزين في العصر الإسلامي ، حسان بن ثابت شاعر الإسلام .
حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعراً معتبراً يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه، ثم أسلم وصار شاعر الرسول بعد الهجرة. توفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 هـ.
هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري من أهل المدينة، ومن بني النجار أخوال عبدالمطلب بن هاشم جد النبي محمد من قبيلة الخزرج، ويروى أن أباه ثابت بن المنذر الخزرجي كان من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية. ولد 60 قبل الهجرة على الأرجح صحابي وكان ينشد الشعر قبل الإسلام، وكان ممن يفدون على ملوك الغساسنة في الشام، وبعد إسلامه أعتبر شاعر النبي محمد بن عبد الله.
وأهدى لهُ النبي محمد جارية قبطية قد اهداها لهٌ المقوقس ملك القبط وأسمها سيرين بنت شمعون فتزوجها حسان وأنجبت منهُ ولدهُ عبد الرحمن، وحسن إسلامها وهي أخت زوجة الرسول مارية القبطية.
ولقد سجلت كتب الأدب و التاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها في هجاء الكفار ومعارضتهم، وكذلك في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم. وأصيب بالعمى قبل وفاته، ولم يشهد مع النبي مشهداً لعلة أصابته ويعد في طبقة المخضرمين من الشعراء لأنه أدرك الجاهلية والإسلام. وتوفي في المدينة زمن خلافة علي بن أبي طالب
كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت( اهجهم وهاجهم وجبريلُ معك )وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تسبّوا حسّاناً ، فإنه ينافحُ عن الله وعن رسوله
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اهجوا قريشاً فإنه أشد عليها من شق النبل) فأرسل إلى ابن رواحة فقال: (اهجهم) فهاجهم فلم يرض، فأرسل إلي كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسان: آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم قال: والذي بعثك بالحق لأقرينهم بلساني قرع الأديم.
روى مسلم بسنده عن أبي هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال اللهم نعم.
وشكا الزبرقانُ بن بدر الحطيئةَ أنه قال له يهجوه:
دع المكارم لا ترحل لبغيته... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى
فقال له عمر: وا أراه هجاك، أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا، فقال يا أمير المؤمنين إنه لا يكون هجاء أشد من هذا، فبعث عمر إلى حسان بن ثابت فسأله عن ذلك فقال يا امير المؤمنين ما هجاه ولكن سلح عليه، فعند ذلك حبسه عمر وقال له: لأشغلنك عن أعراض المسلمين...
لمّا كان يوم الأحزاب ، وردّ الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيراً ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :من يحمي أعراض المسلمين ؟قال كعب بن مالك أنا وقال عبد اللـه بن رواحة أنا يا رسـول اللـه . قال إنّك لحسنُ الشعر وقال حسان بن ثابت أنا يا رسول الله قال : نعم ، اهجهم أنتَ ، وسيعينُكَ عليهم رُوح القُدُس
روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال كيف بنسبي فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين
مرَّ عمر بن الخطاب على حسّان وهو ينشد في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فانتهره عمر ، فأقبل حسّان فقال كنتَ أنشد وفيه مَن هو خيرٌ منك :فانطلق عمر حينئذٍ ، وقال حسان لأبي هريرة أنشدك الله هل سمعتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يا حسّان ! أجبْ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، اللهم أيّده بروح القُدُس (قال اللهم نعم )
وفي رواية اخرى
وظل حسان بن ثابت رضي الله عنه ينشد الشعر في المسجد النبوي بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب مرّ بحسان وهو ينشد الشعر فلحظ إليه ــ أي نظر إليه شزراً ــ فأجابه حسان: كنت أنشد الشعر وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أجب عني، اللهم أيده بروح القدس قال : اللهم نعم .
ومن شعرة رضوان الله عليه في هجاء ابو سفيان
ألا أبلــغ أبا سفيان عني فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيـوفنا تركتك عبداً وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ له بكفءٍ فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حنيفاً أمين الله شـيمته الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحـه وينصُره سواء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
لساني صارم لاعيب فيه وبحري لاتكدره الدلاء

وكانت وفود القبائل تَقْدَم على الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاخرة فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعين بشاعره حسان للرد عليهم ومفاخرتهم، وكانت الروح الإيمانية والبراعة الشعرية عند حسان مدعاة لاعتناق بعض القبائل الإسلام، فقد اعتلى حسان المنبر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم انتصاره الأدبي العظيم على شعراء بني تميم في وفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفدوا عليه بعد فتح مكة ليفاخروه، وفيهم ساداتهم البارزون، ونخبة من خطبائهم وشعرائهم، أمثال الأقرع بن حابس، والزَّبْرِقان بن بدر، وعُطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، فألقوا خطبهم وقصائدهم، فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت للرد على شاعرهم الزِّبْرقان بن بدر، فنقض قصيدته بالقصيدة العينية التي يقول فيها:

إنّ الذوائب من فهر وإخــوتهم قــد بينوا ســنةً للناس تُتّبع
يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضروا عـدوّهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محــدثة إن الخلائق_فاعلم_ شرُّها البدع
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبــع
ولايضنون عن مولى بفضــلهم ولايصيبهم في مطـــمع طبع
لايجهلون وإن حاولت جهلـهم في فضل أحلامهم عن ذاك مُتسع
أعفّةٌ ذكرت في الوحي عفتـهم لايطمعــون ولايرديهم الطمع
كم من صديق لهم نالوا كـرامته ومن عدوٍ علـيهم جاهد جدعوا
أعطوا نبي الهدى والبر طاعتـهم فما ونى نصرهم عــنه ومانزعوا
أكرم بقوم رسول الله شيعتهـم إذا تفرقت الأهواء والشـــيّع

فلما سمع القوم ماقاله حسان، قال الأقرع بن حابس: إن هذ الرجل لمؤتى له، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا.
المديح عند حسان:

كان حسان ينظر في مديحه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه رضي الله عنهم، من الزاوية الدينية، لا من الزاوية القبلية،لذلك جاءت مدائحه صادقة، ونابعة من قلبه وعقله، وهذه أبيات يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أَغـــرّ عليه للنبوة خاتم مـن الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق لــه من اسمه ليجله فـذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعــد يأس وفترة مــن الرسل، والأوثانُ في الأرض تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراًوهادياً يلـوح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا ناراً وبشّــر جنةً وعلمـــنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ماعـمّرت في الناس أشهد
ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام:
وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء
خُلِقْتَ مبرءاً من كل عيب كأنك قد خُلِقْتَ كما تشاء

الرثاء عند حسان:
وقف حسان جانباً كبيراً من شعره على الرثاء، يبكي به من سقط شهيداً من المسلمين في الميادين، ومن تخترمه المنية من رجالهم البارزين، موظفاً قصائده المعاني الدينية، والقيم الإسلامية، ويعدد فيها مناقب المرثي في نصرة الدين والذود عن الإسلام.
قال يرثي حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء الذي استشهد في معركة أحد سنة ثلاث للهجرة.
دع عنك داراً عفا رسمـها وابك على حمزة ذي النائل
أبيض في الذروة مـن هاشم لم يَمْرِ دون الحق بالباطـل
أظلمتِ الأرضُ لفقــدانه واسودّ نور القمر الناصـل
صلى عليك الله في جــنة عالية مكـــرمة الداخل

وقال أيضاً يرثي أصحاب بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة، الذين غدر بهم عامر بن الطفيل، وجماعة من بني سليم، وقتلوهم جميعاً، وكانوا زهاء سبعين رجلاً من خيار الصحابة قال:
على قتلى معــونة فاستهلي بدمـع العين سحاً غير نزر
على خيل الرسول غداة لاقوا مناياهــم ولاقتهم بقدر

كما قال يرثي زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة رضي الله عنهم الذين سقطوا شهداء في معركة مؤتة من أرض البلقاء في الشام، في السنة التاسعة للهجرة:

تأوبني ليل بيثرب أعـــسرٌ وهَـمٌّ إذا مانوّم الناس مسهر
لذكرى حبيب هيجت ثم عبرة سفوحاً وأسباب البكاء التذكر
بلى إنّ فقدان الحــبيب بليةُ وكـم من كريم يبتلى ثم يصبر
فلا يبعــدن الله قتلى تتابعوا بمـؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيدٌ وعبــدالله حين تتابعوا جميعاً وأسبـــاب المنية تخطر
غـداة غدوا بالمؤمنين يقودهم إلى المـوت ميمون النقيبة أزهر

وتجلى رثاء حسان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة فقال يرثيه:
بطيبة رســم للرسول ومعهد منيرٌ وقد تعفو الرسوم وتهمـد
ولاتنمحي الآيات من دار حرمة بها منبر الهادي الذي كان يصعد
بها حجرات كـان ينزل وسطها مـن الله نور يستـضاء ويوقد
معالم لم تطمس على العهد آيها أتاهـا البلى فالآي منها تجدد
ورثاه أيضاً بقصائد متعددة كلها تترجم حزنه الشديد وأسفه البالغ.

ومن هنا نلاحظ كيف ان رسول الله ص قد استخدم الكلمة وأعلى اسلوب اعلامي في ذلك الزمان اذ استخدم الشعر بشاعر من فحول الشعر الذين امنوا بالله وحسن ايمانهم فكانوا قوة اعلامية كبيرة لرسول الله ومدد يؤيده بروح القدس ليرد على اعداء المسلمين واعداء الرسول ولنا في رسول الله ص اسوة حسنة وبهذا المثل البسيط الذي استشهد به الرفيق ابو احمد كما اوردنا نلاحظ مدى استنباط المقاومة العراقية الباسلة لتراث الاجداد واستخدامه في معارك التحرير .
نعم ايها الفيلق الاعلامي اهجهم وروح القدس تؤيدكم
يتبع ...............

ليست هناك تعليقات: