الأحد، 30 أغسطس 2009

الاربعاء الاسود .... والسيطرة الايرانية على العراق !!!!!

لقد تسارعت الأمور في العراق بشكل دراماتيكي وخصوصا بعد الانتخابات الإيرانية وفشل الثورة المخملية الإصلاحية .. فعادت السيطرة إلى ولاية الفقيه الدكتاتورية البغيضة ومن هنا بداء تتضح معالم المرحلة الجديدة من السياسة الإيرانية المتفقة مع السياسة الامريكة فإعادة الانتشار الأمريكي بالعراق سمح لإيران بان تعيد تنشيط وتشكيل خلاياها لتبداءة مرحلة السيطرة التامة على العراق تمهيدا إلى الهروب الأمريكي الكبير منه
لقد بداء اللعبة الإيرانية الجديدة باتجاهات متعددة في البداية بداء إيران بإصدار الأوامر إلى المالكي لكي يحظر لعملية إطلاق سراح عدد كبير من القتلة المأجورين من جيش المهدي وباقي القوى من حزب الله ومنظمة ثار الله وغيرها من المنظمات الإرهابية التي عاثت فسادا في العراق وخصوصا بعد سلمت القوات الأمريكية عدد كبير جدا منهم ألقت القبض عليهم إثناء قيامهم بعمليات التصفية الطائفية .... وأوعزت إلى منظمة أخرى تتلقى الدعم من إيران وهي عصائب أهل الحق بالموافقة على إجراء مفاوضات بخصوص البريطانيين المحتجز لديها في مقابل القيام بإطلاق سراح عدد مهم من قادة هذه التشكيلات الإرهابية ومنهم حسن سالم ومهدي المحمداوي وغيرهم من القتلة والمجرمين ..
بالتزامن مع هذه العمليات بداءة تحرك أخر مكثف في عمليات الاستحواذ والسرقة للبنوك والمصارف والتي يقوم بها فيلق بدر بقيادة هادي العامري وبتوجيه مباشر من عادل عبد المهدي وسرقة أكثر من سبعين مليار دولار من الأموال العراقية ولولا كشف المخابرات الإسرائيلية التي تتخذ من بيت لها قرب مطبعه جريدة عادل عبد المهدي للعملية وتصويرها كذلك تصوير الأمريكان للعملية بواسطة كامرات المراقبة لما تسبب ذلك بكشف من قتل الحرس العراقيين للاستحواذ على الأموال بأكبر قدر ممكن ..... مع إضافة إن صولاغ يقوم حاليا بتكديس الأموال في البنوك في المحافظات الجنوبية على شكل إيداعات نقدية ..
يضاف إلى كل هذا أن هناك تحركات وتنقلات لوحدات عسكرية معينة باتجاه بغداد مع أبعاد لكثير من الوحدات التي يشك في ولائها لتحالف الشيطان إن التحركات المريبة لقادة وأفراد فيلق القدس وفيلق بدر الإيرانيين في العراق لاتبعث على الاطمئنان فهناك شبه تسابق مع الزمن ولكن هذا التسابق لأجل ماذا ؟؟
إن عملية الزوية كانت بمثابة جرس الإنذار وخصوصا أنها كشفت منهجيات السرقة والتخطيط المسبق لها من قبل قوة متنفذة وهذا بدورة تساؤل مهم مالذي يجعل نائب رئيس الجمهورية يسرق بلده ان لم يكن هناك لعبة كبيرة تعد لها الساحة في داخل العراق وهذه اللعبة تحتاج الى أموال كبيرة وضخمة لتنفيذها وهنا جهد المتبعون للشأن العراقي بمحاولة فهم أسرار هذه اللعبة الكبيرة التي تلعب ألان من قبل إيران في العراق مرة واحدة والى الأبد
فإيران ألان أمام خيارين وهي في وضع حرج للغاية فالفكرة بإقامة دولة دينية أو سيطرة فكرية دينية على الشعب العراقي قد تبخرت بسبب سؤ إدارة الأحزاب الدينية وسؤ استغلال الأحزاب الدينية للمكسبات التي وفرها لها احتلال العراق ومطاردة القوى الوطنية من قبل الاحتلال باستخدام القوة العسكرية التي تسببت بقتل الكثير من المقاومين للمشروع الأمريكي الإيراني بالعراق مما جعل الأرض ممهدة لإيران وأحزابها الطائفية للبداء بمشروعها بإقامة نظام إسلامي طائفي متطرف عن طريق بث الأفكار وإحياء الشعائر الدينية المتخلفة والطائفية لأجل كسب الشباب العراقي كقاعدة لهذا المشروع ولكن سؤ استخدام ما حققه الأمريكان لهم واستخدام العنف المفرط ضد أبناء الشعب العراقي أدى إلى استنزاف هذا المشروع بالكامل وقبره بعد وجه بردة فعل غير متوقعه من العراقيين .
وأصبح واضحا وجليا دعم إيران للصحوات وتشكيلها من خلال تحالفاتها مع قاده هذه الصحوات سواء مع أبو ريشة عن طريق المالكي أو فيلق بدر عن طريق الهايس وغيره
فأصبح الشارع العراقي اقرب الى أليبرالية منه الى الراديكالية الدينية والتطرف المذهبي وهنا بداء الأحزاب الدينية تخسر مقاعدها لصالح العلمانيين أو غير المتطرفين على الرغم من فداحة الخسائر التي حدثت في العراق ومقتل وتهجير الملايين من أبناء شعبه
فلم يكن أمام إيران إلا استعراض القوة التدميرية لها عن طريق عمليات عسكرية وضربات تفجيرية لكي ترسل رسالات متعددة وباتجاهات مختلفة ومنها إشارة إلى الشارع العراقي بأننا ممكن ان نقلب أيامكم إلى جحيم بفضل مفخخاتنا وكذلك رسالة إلى الحركات المعتدلة بأنكم لن تستقروا بحكم العراق في حالة وصولكم للسلطة وخروجنا منها وما كانت تفجيرات الأربعاء الدامية إلا إشارة واضحة لهذه العمليات المسنودة بالفتاوى التكفيرية لعمائم قم والنجف بان بإمكان التضحية بنصف الشعب لمصلحة المذهب وهذا جزء من المنهجية الفكرية التي بني عليها الإسلام السياسي في إيران والعراق .
وهنا أعود الى توقيت التفجيرات التدميرية الكبير لماذا جرت بعد وفاة عبد العزيز بيومين وكذلك جرت قبل إعلان الإتلاف الجديد المتابع للتطورات السياسية يشهد بان هناك مفاوضات عسيرة جرت قبل تشكيل هذا التحالف البغيض إذن هذه التفجيرات هي الرسالة الأخيرة قبل الإعلان عن التشكيل وهي موجهه أساسا إلى نوري المالكي فالعملية برمتها كانت محاولة اغتيال لنوري المالكي وخصوصا انه كان من المفروض أن يحظر اجتماع في فندق الرشيد وقد تم تغيرها إلى الخطة البديلة باللحظات الأخير بعد أن أرسل من ينوب عنه بالاجتماع العشائري
وهنا نقطة مهمة هي لماذا نوري المالكي تحديدا لسبب بسيط هو رفض نوري المالكي الانضمام للتحالف مما يهدد بفشله بالكامل بالانتخابات وفضل عليه إنشاء تحالفات عشائرية ومع قوى ليبرالية وهذا ناتج عن توجيهات أمريكة والتي تسند على إن الأحزاب الطائفية لن تنجح في استمالة الشارع ففضل الحصان الرابح الجديد أمريكيا وهو مايسمى التحالف المعتدل أو المعدل .. لقد أرعبت هذه التفجيرات المالكي لقسوتها وأفقدته توازناته كما أثرت بشكل كبير على مستشاريه لكن لم يكن أمامه إلا استرضاء هذه الإطراف دون إن يخرج عما رسم له في أمريكا
وهنا خرج علينا بمسرحية المتهم الذي عرض في التلفزيون وبقصة مفبركة عن علاقة حزب البعث الذي يقود قسم منه في سوريا يونس الأحمد .. لقد كان لهذه المسرحية التي ضحى بها المالكي بزيارة مهمة لسوريا أدت إلى مكاسب كان ممكن أن يحصل عليها المالكي لو لم تتوتر العلاقات وتتصاعد اللهجة الإعلامية بهذا الشكل لاارضاء أولا إيران بإبعاد ألشبهه عنها ثانيا أحزاب الائتلاف ثالثا لتصدير المشاكل الداخلية وهنا يقصد بهذا الأمر إن فشل خطة الدفاع عن بغداد لم يكن لأسباب داخلية بقدر كونه مرتبط بعوامل خارجية وهو هروب إلى الأمام بتصدير مشاكل البلد إلى الدول الأخرى وكذلك تهديد هذه الدول باستخدام نفس الطريقة بمعنى إدخال المجتمع الدولي بمشكلة تعتبر داخلية لو لم يحصل التصعيد بهذه الطريقة
وهذه العملية خطرة جدا فقد استخدمت سوريا دهائها السياسي والتي تعودت على استخدامه بعد أن تتعرض إلى ضغوط والمعروف أن سوريا تعرضت إلى الكثير من الضغوط في الماضي فأحرجت حكومة المالكي التي تصرفت بأسلوب المراهقة السياسية وطردت السفير السوري من العراق ورفضت إعادة سفيرها إلى العراق بدون اعتذار رسمي وعلني من حكومة الغلمان في المنطقة الخضراء وبهذا يكون العراق قد أضاع على نفسه علاقات متميزة ممكن إن يحصل عليها وكذلك أضاع المالكي أيضا مكاسب انتخابية بان فضح حقيقة توجه وإمكانياته المحدودة في الاستفادة من العلاقات الدولية
إنني أتصور إن ماقامت به حكومة المنطقة الخضراء لايعدوا عن المخطط الرئيسي لإيران وهو عزل العراق عن الحاضنة العربية التي هي امتداد طبيعي وجغرافي للعراق وهذا العزل يفيد إيران بالاستفراد بالعراق لذلك كان هناك تصور إن قوة العلاقات السورية العراقية ممن الممكن إن تخلق تواصل طبيعي مع هذه الحاضنة وتدعم قوى الرفض للهيمنة الإيرانية بالعراق لذلك لم يخرج المالكي بعيدا عن السياسة الإيرانية في العراق
لنعود إلى الإتلاف ( ائتلاف البتراء الزوية والطرق الخارجية ) حسب ما يصنف في الشارع العراقي من هي القوى المشتركة بالإتلاف الحقيقة إن أقوى هذه القوى هي المجلس الأعلى ومنظمه بدر بقيادة هادي العامري جزار المعتقلات العراقية في نيفين وسردمند والحشمتية وغيرها من سجون الأسرى العراقيين في إيران فهادي العامري كان معروف عنه تفننه في تعذيب الأسرى وهو ضابط في فيلق القدس برتبه عقيد ويستلم راتبه بالتومان الإيراني إلى ألان يمتلك الكثير من خيوط أللعبه الأمنية فهوا يسيطر على قوات ضليعة في التفجيرات والاغتيالات وتحوم حوله شبهات كثيرة في حادث الأربعاء الأسود ومن المنافسين على رئاسة الإتلاف ثاني عمار الحكيم وهو ابن المقبور عبد العزيز وهو شخصية لبقة روزخونية مدعومة أمريكيا بقوة من غير الدعم الإيراني ولكن هناك مثلبة لاتساعده كثيرا على إن يكون هو رئيس الإتلاف وهي الاعتداء الذي يحصل عليه في الكوت من قبل الجنود الأمريكان وهذا يجعل منه أضحوكة ويسقطه سياسيا بسبب الشك بكونه لديه سجل مخل بالأدب ولكن في العراق كل شيء مقبول في ضل حكومة الاحتلال الرابعة إما المنافس الأخر فهو العنزي وهذا طرد من حزب الدعوة فرع العراق على لسان أمينه العام هاشم الموسوي لذلك فهو لايملك حظوظ قوية بهذا الاتجاه ونأتي إلى المكون السني أو التطعيم السني لإعطاء طابع التعددية بالإتلاف فخالد الملا يطرد من جماعة علماء العراق لانتمائه بين صفوف إيران وحميد الهايس يطرد من مجلس إنقاذ الانبهار وهنا يكون حاتم السلمان قد تخلص من منافس كبير ومهم على المقاولات وهو حميد الهايس أو الخايس مثل ما يلقبه أهل الانبار نتيجة لفساده الأخلاقي الكبير وفساده المالي الكبير أيضا وقد كان يسيطر على مجلس أهل العراق المسلح الذي استخدمه لنقل الصواريخ إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان وهذان الشخصان لايمثلان منافسه تذكر على رئاسة الإتلاف ممكن إن يحصلا على مقاولات كثمن لدورهما إما عادل عبد المهدي فقد سقط سياسيا بعد أن فضحت جريمة مصرف الزوية ولا يصلح لرئاسة هذا الائتلاف واحمد ألجلبي أيضا شخص غير مرغوب به ليس فقط عراقيا بل حتى أمريكا ومن هنا نتجت تركيبة غير متجانسة إلا بالعمالة لإيران في النهاية سيكون الصراع بين عمار كيكة المرجعية والعامري دمويا للحصول على كرسي الإتلاف
خلاصة القول إن الخطة الإيرانية باحتواء العراق بالكامل تجري بصورة حثيثة ومتواصلة خصوصا بعد انكمش الدور الأمريكي بالعراق وأصبح بإمكان قوات القدس التجول بحرية في بغداد وباقي المحافظات وبدعم وإسناد من القوات الموالية لإيران فالعمليات النوعية التي حدثت وتحدث في العراق ألان تدلل على إن يد فيلق القدس قد أطلقت بحرية تامة بالعراق . وما تبقى أمام الإيرانيين إلا العدو التقليدي لهم وهو البعث وفصائل المقاومة التي بقيت صامدة أمام تغلغلهم وتوسعهم في العراق بواسطة المواجهة المباشرة أو بكشف الألاعيب الإيرانية وفضحها وقبرها قبل التنفيذ لذلك نلاحظ هذه الهجمة الغير مسبوقة على الحاضن الطبيعي للبعث والمقاومة وهو الحاضن العربي الذي تحاول حكومة ألهالكي إيجاد حاجز نفسي بينهم وبين والشعب العراقي العربي ولكن بقى هذا الحاجز صلبا ومنيعا على الاختراق الفارسي

أبو خليل التميمي بغداد المسورة بكتل الاسمنت
عاشت الأمة العربية موحدة
عاش العراق محررا مستقلا
المجد للمقاومة العراقية الباسلة وعمادها الجيش العراقي
الرحمة لشهداء العراق وعلى رأسهم شهداء المقاومة

ليست هناك تعليقات: