الأحد، 11 أكتوبر 2009

تحت الشعار الذي يحث على مقاطعة الانتخابات الذي اطلقه منتدى البيت العراقي

(( نحن لسنا ضد الديموقراطية الحقيقية ))
ان الديموقراطية هي من اروع طرق الحكم بالعالم ولكن عن أي ديموقراطية نتكلم الديموقراطية الحقيقية هي من جائت بها الشعوب بعد صراع اضطرادي بين الاحزاب ومارثون للعمل الحزبي الذي ينتج المشاركة بالعمل السياسي ونضوج العمل السياسي وليست الديموقراطية الموجودة بالعراق مشابهه لهذا التعريف لانها جائت بطريقة طارئة وسريعة لم تسمح للشعب بالفصل بين الحقيقي والمشوه فلذلك نلاحظ انها استغلت ممن خدع الشعب ليوصل البلداء والاغبياء الى ادارة الامور في البلاد مما انتج ما انتجه من تفكك بالعقد الاجتماعي وتدمير وتخبط وسرقات وانهيار للمنظومة الثقافية والسياسية .
قال فولتير الكاتب الفرنسي :ان من عيوب الديمقراطية هو حصر السلطة في جمع اصوات العامة وقد ينتخب الشعب اكثر الناس بلادة وغباء ويضعهم في اعلى مناصب الدولة لا لشيء الا لمقدرتهم على تملقهم الشعب وخدعهم..... وذلك لان الجماهير تسوقها العواطف والهتافات وتحكمها الاهواء لا العقل والمنطق.... فتقع الدولة في يد المشعوذين والدجالين والمنافقين ورجال الدين .
وهذا يؤدي الى اشمئزاز أصحاب المواهب والقدرة والذكاء والابتعاد عن ترشيح انفسهم كونهم اقلية ويتملكهم الياس وتتحول الديمقراطية الى فوضى !! ان معظم الشعب العراقي والمجتمع يتصور الديمقراطية هي عصى سحرية وهو لايعلم بان الشعوب دفعت الضريبة مقدما دماء وشهداء وفرنسا واسبانيا والمانيا وغيرها من دول العالم قدمت الملايين من اجل بناء ديموقراطي حقيقي حتى وصلت الى الديمقراطية وهذه فاتورتها وثمنها وخير دليل الثورة الفرنسية ، وحكم الكنيسة ، وها اليوم مجتمعنا ينظر نظرة اعجاب الى المجتمعات المتطورة مثل اوروبا وغيرها وقد نسى وتجاهل بانه مقيد بقيود لايستطيع ان ينفك او يتخلص منها مثل البداوة والفكر الديني المتطرف والأعراف والتقاليد اذن ماهي الأسباب التي جعلت المجتمع يفكر هذا التفكير وينحى هذا المنحى .
اضافة الى هذا ان الشعب العراقي لم يحصل على الديمقراطية نتيجة صراع سياسي عقائدي حزبي بين مختلف التوجهات والاحزاب او التيارات الدينية بل هو حصل على ديمقراطية مسلفنه ترهم الى غير دول لكنا لاترهم للعراق . لذلك نرى ان الأحزاب التي جاءت بها هذه الديمقراطية لاتهمها من الديمقراطية الا الفائدة الحزبية والطائفية والسياسية الضيقة مع نسبة عالية من الاهتمام بالمصالح الشخصية .
لماذا المجتمع لايؤمن بالتحولات والتغيير والانعطافات والديمقراطية يبدو ان المجتمع لايهمه التعبير عن الراي والستلايت والانترنت بمقدار ماتهمه لقمة الزقوم .. وكذلك لايؤمن بالديمقراطية التي اتت على ظهور الدبابات والمدافع وهذه الحقيقة ذكرها علماء السياسة بان الاحتلال والدولة الغازية على امتداد عمرها لاتحمل الديمقراطية للشعوب مهما كانت.انه شعب جائع ويبحث على تحسين وضعه الاقتصادي وطبيعة الإنسان اذا جاع يتحول الى وحش كاسر على راي توماس هوبز ونيتشه.
وقد يستغرب الذي يقرا هذه السطور وهذا حقه الطبيعي لانه يفكر بمنطق الملوك والمترفين وانا اكتب بمنطق البسطاء من الناس وشتان مابين الاثنين... يقول دايل كارنجي :الإنسان يميل ويستأنس الى الشخص الذي يمتدحه وينفر ويهرب من الشخص الذي ينتقده لانه الإنسان بطبعة يحب الكمال !!!
اما أصحاب الأبراج العاجية فهم ينظرون من الأعلى الى الاسفل أي من نوافذهم ومن خلال المتملقين اليهم وعادة المتملقين يحاولون ارضاء رئيسهم بكل وسيلة ، اما انا فصوتي هو من صميم ولب الواقع والشارع فهو صوت الحمال والبقال والدميم والنجار والخباز والمثقف الذي باع رغيف الخبز لكي يشتري الكتاب انه صوت الشعب الحقيقي .
ان نظرية تغيير الانسان بالنصائح والمواعظ والإرشاد باتت نظرية فاشلة فالعالم الحديث اليوم يقول غير الإنسان تتغير سلوكه وتصرفاته لقد كانوا القدماء يظنون الإنسان يعشق المثالية والحقيقة ويتغنى لها ، ولقد نسوا وتجاهلوا ان الإنسان سام وتملكه الملل من هذه النصائح التي لاتغني من الجوع وتؤمن من خوف لقد جزع المجتمع من هذه الاسطوانه العتيقة وحفظنا كل النصائح فمسالت النصائح بالصبر وان التغير قادم وان الانتخابات القادمة ستكون افضل اصبحت اسطوانة مملة للشعب العراقي ، واذا تريدون ان نزودكم بها . المجتمع يبحث عن خلاص لازمته الحقيقية يبحث عن تغير لكي يتغير وضعه الاقتصادي .
لقد ذكر جان جاك روسو في العقد الاجتماعي كيف يغير المواطن رايه في الأشخاص الذين ابرموا العقد معه ولم ينفذوه !!!! ان من كبر اخطأ امريكا هو سقف الامال والطموحاتي العالي جدا الذي قدمته قبل وفي اثناء وبعد الغزو ومن العوامل المهمة التي مازال معظم المجتمع يجهلها هي ضرب البنية التحتية للعراق ، ان اكبر أخطاء أمريكا بالعراق هي ضرب البنية التحتية وحل الجيش وتدمير المؤسسات العراقية من اجل اعاده بنائها وفق مفهومهم القاصر الذي لايتفق مع أمنيات وآمال الشعب . اما الاحزاب فهي ايضا خصوصا الاحزاب الدينية قد تطلعت الى تدمير البنية التحتية للعراق وخصوصا الثقافية ومجموعة القيم والمعتقدات التي بنيت عليها الدولة العراقية منذ تاسياسها على امل بناء منظومة قيم واخلاق جديدة تتناسب والبنى الاساسية لهذه الاحزاب فمثلا عمار الحكيم الذي يخرج علينا في قاعة في الجامعة المستنصرية شهدت مناقشة الالاف من الرسائل في الدكتوراه والماجستير في العلوم الانسانية ليبث قيمهه من اللطم والسواد والمظلوميات الزائفة هذه هي القاعدة الثقافية التي يريدون بنائها بالعراق بعد ان دمروا القاعدة العلمية والثقافية للمجتمع العراقي .
وهوة خطا مقصود وذلك لعرقلة بناء عراق جديد وكل من يحاول بناء العراق فسوف يتملكه اليأس ويعجز عن تأسيس دوله متماسكة وإرجاعها الى حياتها الطبيعية . وهذا مما يدعو الى نفور الشعب وجوعهم للحالة فتحدث الفوضى . انه الإفلاس المعنوي والإفلاس المادي وكثير مانجد شبيه هذا التفكير في الأحزاب الحالية وانا اعتقد السبب الوحيد هو الحاشية والمقربين او العيون التي يشاهد من خلالها فهم الذين يصفقون له بمناسبة وبدون مناسبة .
ويظهرون له الجانب الايجابي وإخفاء الجانب السلبي فكثير نلاحظهم يجعلونه فلته من فلتات الزمان !!! كما جعلوا من بوش الفاتح العظيم ويعتبرون كلامه إنجيل السياسيين وتوراة المفكرين ويصورون له الشعب يذوب عندما يسمع كلامه وخطاباته الفارغة
ومثل هذه النماذج يدركون اصول اللعبة في المستقبل وبمرور الزمن يكتشف ان الحاشية وصولية وانتهازية وكانوا يخدعونه ، لانه لم يجد أي تطور في حزبه وسياسيته وعمله .وكذلك هو جزء من المعادلة ويتحمل مسؤولية كبرى
وما يحصل عندنا ألان هو تشابه كبير بين ما أسلف وبين سياسة الأحزاب الحالية فالتملق والمحاباة والانتهازية من هذه الأحزاب وما تحاول ان تقدمه على انه الصورة الواقعية للعراق ألان هوة اكبر دليل على فشل هذه الأحزاب وعدم قدرتها على مجارات الواقع السياسي والنفسي والسيسلوجي للفرد العراقي
وهنا يأتي دور الوطنيين العراقيين في كسب الشارع العراقي باتجاه التخلص من هذه الأحزاب التملقيه التي ابتعدت بشكل كبير عن الشارع العراقي ويجب علينا ان نملأ الفراغ الحالي الموجود في العراق من خلال العمل على مايلي :-
• الضغط بشكل كبير وغير مسبوق على الشارع من اجل فضح الاحتلال وما ترتب على الاحتلال من تدمير كبير للنفسية العراقية وتدمير الروح الوطنية .
• ان الأحزاب الدينية لايمكن ان تكون عملية في إدارة الأمور الفنية والتخصصية في دولة بالعالم فكيف الحال بالعراق الذي عانى بعد الاحتلال من صعود للفكر الطائفي المقيت
• على الأحزاب الوطنية ان تكون ايجابية في ملء الفراغ السياسي وان تعد برامجها السياسية وفقا لما تقدم اخذه بنظر الاعتبار التطورات السيسيولوجية التي مر بها العراق بعد الاحتلال وكذلك تغير نمطية واسلوب التعامل مع المواطن
• علينا ان نخاطب العقل الباطن للفرد العراقي وبث روح الوطنية والتحرر والتركيز على القيم العليا التي يحملها المجتمع وكذلك رفع المستوى المعنوي للمواطن من ناحية الاعمال التي قام بها أجدادنا وإمكانية ان نقوم بها كجيل حالي فاحد أجدادنا خاطب الانكليزي بعد ان غرس فيه الفالة (رد فالتنا احتاجيناها مشكول الذمة علي الفالة) وفعلى العراقي الشجاع منتظر الزيدي مثال على إمكانية استنهاض الشجاعة الفردية .
• اما من ناحية استنهاض العمل الجمعي فعلينا اولا ان نفهم نوعية العمل الجمعي الذي نريد استهاضة فنحن لانحتاج الى عمل جمعي من النوع الذي يجعلنا نقدم على فعل لاننا نرى الآخرون يقومون بنفس الفعل بدون معرفة او فهم منا لدوافعهم ( كما يقوم الشيعة بالتطبير مثلا ) او كما نشتري من بائع حاجة لانحتاجها الا لمجرد ان هناك اناس تشتري نفس الحاجة بكميات كبيرة . نحن نطلب العمل الجماعي الذي ييبنى على اساس فهم ووحدة الاهداف في القيام بهذا العمل كالتركيز على حاجة كل المجتمع العراقي للتخلص من الاحتلال لأنه المسبب الأساسي لمشاكلنا
• ان تبرير العملاء بان خروج الاحتلال سيودي الى فوضى هذا هو جزء من الأجندة الأمريكية والتي لاتخدم سوى مصالحها ومصالح عملائها اما العراقيين فقد تعايشوا بعقد اجتماعي لفترة طويلة من الزمن ويمكنهم بناء هذا العقد الاجتماعي بعد زوال اسباب فسخه وهي هنا الاحتلال وأحزابه العميلة .
• لااقصد بملء الفراغ السياسي هو المشاركة بحكومات الاحتلال هذه الحكومات زائلة بزوال الاحتلال لكن اقصد ان تعد نفسها للعمل فيما بعد الاحتلال .
ومن هذا المنطلق فانا مع مقاطعة الانتخابات لانها ستعرقل عملية النهوض بالانسان العراقي من جديد فهي عبارة عن ابرة مخدرة جديدة وهروب بالمشاكل الى الامام وليست معالجة جذرية لها ان اعطاء الشعب جرعات الافيون على نحو متدرج ستجعله دائما في حالة ابتعاد عن الثورة في وجه الظلم الذي تسبب به الاحتلال واحزابه العميلة .
أبو خليل التميمي بغداد المسورة بكتل الاسمنت

ليست هناك تعليقات: