السبت، 21 أغسطس 2010

صراع حراس المصالح الامريكية

صراع حراس المصالح الامريكية



بعد الحرب العالمية الثانية اصبح الدرس القاسي لاوربا مفهوما وواضح المعالم وبني على خلفية هذا الدرس عصبة الامم المتحدة كهيئة عالمية لحل الخلافات بصورة عادلة ومنصفة للعالم ولكي لا يتكرر الخطأ الذي حصل بمعاهده فرساي بين القوات المتحالفة والمحور ... والذي نتج عنه إذلال كبير لألمانيا مما ولد روح الانتقام القومية للألمان لاستعادة الكرامة المفقودة فأنتج الحزب النازي الالماني وكان سبب لقيام حرب عالمية ثانية ذهب ضحيتها ملايين البشر بقسوة كبيرة وبمذابح رهيبة بين العالم في ذلك الوقت ونتج عنه انقسام ألمانيا و أوروبا ..

ويمكن لنا استعارة نفس المفهوم لنسقطه على ماجرى في 2003 في الحرب الشرسة التي قادتها اقوى قوة استعمارية بالعالم وهي امريكا ضد بلد مثل العراق الذي لم يكن له دور في احداث 11سبتمبر ولم يكن يحمي القاعدة ولا يمتلك اسلحة للدمار الشامل ... المضحك في الموضوع هو مبرر جورج بوش الذي كشفه مستشار المانيا شرويدر ان جورج بوش كان يريد شن حرب مقدسة صليبة ضد العراق وضد ياجوج وماجوج وهو من أغبى تصريحات وتفسيرات الحرب مما يدلل على آن الديمقراطية لا توصل للبيت الأبيض إلا الاغبياء والشاذين فكريا وهذا تاكيد لنظرية فولتير بالديموقراطية .

إن من عيوب الديمقراطية هو حصر السلطة في جمع اصوات العامة وقد ينتخب الشعب اكثر الناس بلادة وغباء ويضعهم في اعلى مناصب الدولة لا لشيء الا لمقدرتهم على تملقهم للشعب وخداعهم ......ان من يقود امريكا ليس هؤلاء الامعات بل من يقودها هي حكومة الظلم الامريكية التي تم التحدث عنها كثيرا وهي مقامة من اصحاب الشركات الضخمة وحماة الرأسمالية العالمية واصحاب شركات السلاح والنفط هذا الكارتل الذي يبنى العولمة و يقود ويتسيد على الامور في التحكم بالعالم ...

فالسبب الحقيقي للحرب هو تدمير القوة و الإمكانات العراقية بالكامل وتأخير العراق اكثر من خمسين سنة عن دول الجوار له خصوصا الدول العربية وايران ومئة سنة عن اسرائيل كل هذا من اجل منع العراق من استعادة القوة الازمة لكي ينهض من جديد كقوة اقليمية تعيد ترتيب الخريطة السياسية او ان تنتقم من الدول التي شاركت في ضربها في 1990 فلذلك من الواضح جدا الضغط العربي وخصوصا الكويتي والسعودي والقطري والاماراتي والسوري والمصري باتجاه اعادة العراق الى ما قبل عصر الانوار او الحضارة فهذه الدول تعرف ان عراق قوي قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية وخصوصا في ظل وجود لحزب قومي ايدلوجي كحزب البعث ونظام ثوري يحكم العراق ستكون اول من يدفع الثمن في حالة تخلي امريكا عن الحصار المفروض على العراق والذي ذهب ضحيته اكثر من مليون طفل عراقي ودمر البنى التحتية للعراق لكنه ابقى العراق محتفض برجالة الذين بنو نهضته في السبعينات ودافعوا عنه في الثمانينات ...

فجيش عقائدي كالجيش العراقي لن يقبل بالاذلال الذي حصل في خيمة صفوان لذلك سيكون متحفزا لاعادة الاعتبار للقيم العسكرية العراقية في حالة حصوله على فرصة مؤاتية ... وهذا مافهمته جيدا حكومة الاحتكارات العالمية ومعاهد الدراسات في امريكا والتي اوعزت باعادة العراق الى عصر ماقبل الحضارة كما قال جيمس بيكر لطارق عزيز في مؤتمر جنيف قبل الحرب مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن الذي تعهدت دول مثل السعودية والكويت بدفعه مقدما كما ساعدت دول كمصر وغيرها في اعطاء شرعية لهذا العمل

فكان السبب الرئيسي للحرب على العراق هي عدم السماح بقيام المانيا ثانية ومن هنا انبثقت خطة تقسيم العراق واضعافة ومن هنا لن نستغرب حل الجيش من قبل بول بريمر ولن نستغرب اجتثاث البعث فقد كان من موجبات تنفيذ هذه الخطة ولاعطاء شرعية لتنفيذها كانت امريكا بحاجة الى عملاء لتنفيذ الخطة الخاصة بتصفية الطياريين والضباط والبعثيين العلماء والمهندسيين والمفكريين العراقيين وكذلك اعطاء شرعية للنظام الجديد الذي يراد له ان يقوم على انقاظ هذا التدمير الذي حدث ....

ولم يكن من الصعب على امريكا الحصول على مثل هؤلاء فالمؤسسة الدينية مليئة بالذين مستعدون للقتل باسم الله والى التدمير باسم الإرادة الإلهية والحقيقة كانت المؤسسة الدينية دائما هي السند القوي لكل تدمير يحصل بالعالم فقتل مئتين شخص بضمير مرتاح يحتاج فقط إلى أمر إلهي يقوله السيد أو الشيخ او حتى القس لانك ستقتل باسم الرب فستكافا بجنة وسيكون ضميرك مرتاح !!!

وبنظرة سريعة الى كلاب المشروع الأمريكي بالعراق فتجد بينهم رابط مشترك هو التربية الدينية فطارق الهاشمي او عدنان الدليمي والنجيفي او الاسطورة الزرقاوي او الشبح ابو عمر البغدادي هم نتاج التربية الدينية السنية وكذلك الحكيم والجعفري والمالكي ومقتدى الصدر وصادق الحكيم وغيرهم كثيرين هم نتاج المدرسة الدينية الشيعية ومعهم ابو درع وحسن سالم وغيرهم من القتلة ومن الطرف الاخر ترى ان حتى العلمانيين او من يدعون العلمانية هم نتاج تربية دينية من نوع خاص فعلاوي والجلبي وعادل عبد المهدي والجادرجي والباججي هم تربية كلية بغداد او تربية الاباء اليسوعيين في هذه المدرسة والتي تطورت بعد ذلك لتصبح الجامعات الامريكية في العالم العربي وهنا يكون من الواضح ان كل هؤلاء يملكون نفس المشروع او بالاحرى هم من نفس النوع فلايوجد اختلاف كبير بينهم سوى بالتسمية المذهبية فقط.

فالصراع الحاصل بينهم الان على كرسي رئاسة الوزراء أو الوزارات السيادية او حتى على مقدار نوع وكمية المقاولات بالعراق هو صراع بين افراد من نفس النوع لا يختلف احدهم عن الأخر إلا بمن هو أسوأ من السيئ فما يسمى بالنظام الديموقراطي الامريكي بالعراق هو تجسيد حي للفشل في الفكر وفي التطبيق. فأن وجهت السؤال إلى أي من الفريقين المتصارعين على الكرسي ما هو جل طموحك ليتضح لك انه طموح لا يتعدى المذهبية أو الطائفية او المناطقية . أما موضوع بناء عراق قوي ومتنامي القوة فهذا يعتبر من ابعد مما يفكرون به ... فالسنة يريدون اخراج معتقليهم ويريدون مقاولات اكثر في مناطقهم ويريدون أرباح أكثر لأحزابهم وكذلك الشيعة فهم يعتقدون بصورة خاطئة انهم حصلوا على مايقولون انهم فقدوه من الف واربعمئة سنه اما الاكراد فالقضية لاتتجاوز المناطق النفطية المتنازع عليها لاجل اقامه اقليمهم الخاص والانفصال عن العراق ..

فالعملية لاتتجاوز صراع افراد من نفس النوع وبنفس طريقة التفكير وكل منهم يمثل اجندة سياسية لدولة مجاورة تريد ان تبعد العراق عن محاسبتها عن دورها الخياني والتامري على العراق فلا تجد في اولويات هؤلاء بناء عراق قوي او يمتلك اقتصاد مزدهر او بناء ثقافي كبير فلا تتعدى مشاريعهم تصدير نفط وتوزيعه على بطالة مقنعة لااكثر من اربع الالاف موظف وعسكري بالعراق واخذ حصصهم وعمولاتهم والمهم هذا البرود الكبير من الادارة الامريكية وادارة اوباما تحديدا لما يجري بالعراق وهذا دليل على نجاح امريكا في زرع ما يريدون ولم يعد يهمها ماتنتجه هذه العملية الطمو قراطية من شكل لنظام معين بالعراق وكل ما يهم الامريكان الان هو الخروج الكامل او ابقاء جنود لها وهذا يتطلبه وجود حكومة تبصم بحافرها الأيمن علي مثل هذه الاتفاقيات ..

اما بالضد من هؤلاء فيوجد شعب متوثب مل من تصرفاتهم الرعناء التي اضاعت الحرث والنسل شعب متوثب لاستعادة كرامته ومداواة جراحة وبناء وحدته الاجتماعية والانسانية شعب حمل السلاح ليقاتل دفاعا عن شرفه الذي اغتصب في سجون المالكي وسجون الامريكان وسجون علاوي قبلهم شعب سيقول كلمته بقوة السلاح وهو الضد النوعي لهؤلاء الاقزام فالامريكان اعادونا الى عشرات السنين الى الوراء لكنهم لم يعيدوا روح الثورة في داخلنا ولم يطفؤا نار القصاص التي تتوقد في داخل كل مقاوم شريف حمل السلاح دفاعا عن شرفه سواء كان شرفه العسكري او كان شرفه الشخصي فروح ثورة العراق التحررية مازالت بايدي امينة ومازالت مشاعلها متقدة جذوتها في صدور ابطالنا في شمال وجنوب ووسط وغرب وشرق العراق هؤلاء الابطال اللذين عرقلوا مشروع امريكا ومشروع عملائها ..

فمن اخرج البريطانيين من البصرة والعمارة ومن جعل حياة الامريكان جحيم في الانبار والفلوجة لن توقفهم مقاولات الصحوات ولا مزايدات علاوي ولا تفاهات النجيفي ولن يوقفهم مشروع الحكيم ألتقسيمي ولا المالكي (ابو ناطيها ) ولن ينفع أبواقهم الدعائية صراعاتها التافهه من ان اجل ان تكون مكنسة تنظف الطريق امام علاوي او المالكي لكي يجلس على كرسي العراق فهذا الكرسي لا يستحقه الا من يعيد للعراق نهضته وكرامته التي اهينت من دول العدوان فهو لايليق بالامعات خريجي مدارس العهر الدينية ولا من رباهم الغربيين لخدمه مصالح عليا للامبراطوريات المالية .

ولن ينفع دول الارهاب المحيطة بنا من ايرانيين وسعوديين وغيرهم مايصدرون الينا من ارهاب وما يقتلون من العراقيين بايدي ملشيات منحازة لهم فالدماء العراقية عزيزة وغالية وتطلب ثأرها دائما ولم ينم العراقيين يوما على ذل او على عار يحسون بهم فاقول لهم تجنبوا صولة الاسود اسود بابل وشنعار اسود اشور واكد اسود العشائر العراقية البطلة فالمحتل يلملم متاعه وجروحة وقتلاه ويرحل اما نحن وانتم فلا سلام لمن لايريد سلام ولايصنع لكم هؤلاء الامعات الذين تدعمونهم سلام ابدا

فبأسا لحراس المصالح الامريكية

ليست هناك تعليقات: